على فراشه في منزله بمنطقة الكاظمية، شمالي بغداد، فارق أحمد الجلبي، زعيم حركة المؤتمر الوطني العراقي، الحياة، أمس، عن عمر ناهز 70 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالأحداث لعب أدوارا رئيسية في بعضها.

Ad

 الهاشميون

والجلبي، من مواليد 1945 من أسرة شيعية ثرية تعمل في القطاع المصرفي، وارتبطت بعلاقات قديمة بالملكية الهاشمية التي حكمت العراق بعد الحرب العالمية الأولى.

وخدم جد الجلبي في 9 مناصب وزارية عراقية، وكان والده موظفاً لدى مجلس الوزراء ورئيساً للمجلس النيابي.

غادر العراق مع عائلته في عام 1958، وأمضى شبابه متنقلاً بين عمان ولندن وبيروت وواشنطن.

 من التدريس إلى بنك البترا

وهو حاصل على درجة الدكتوراه بالرياضيات من جامعة شيكاغو الأميركية، ودرس في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا.

وعمل أستاذا للرياضيات في الجامعة الأميركية ببيروت حتى عام 1977 حيث دعاه الأمير حسن، ولي العهد الاردني آنذاك، إلى تأسيس بنك البترا، ودخل في قطاع الأعمال حتى أصبح من رموز المستثمرين العرب في أوروبا والوطن العربي.

 ليلى عسيران ومقتدى الصدر

تزوج ليلى عسيران ابنة رئيس مجلس النواب اللبناني عادل عسيران وهو أحد رجالات الاستقلال في لبنان، وقام رجل الدين الشيعي اللبناني من أصل إيراني موسى الصدر بعقد قرانه.

 كردستان والانتفاضة

في تسعينيات القرن المنصرم، سعى مع قطاعات واسعة من المعارضة العراقية إلى تنظيم انتفاضة ضد نظام صدام حسين الديكتاتوري، تبدأ من شمال العراق.

انتقل إلى إقليم كردستان عام 1992 وبقي هناك حتى عام 1997، ثم عاد الى العراق عام 2003 بعد سقوط النظام السابق ليتصدر المشهد السياسي، بعد أن حظي بدعم في العديد من القطاعات داخل الكونغرس الأميركي ووزارة الدفاع (البنتاغون).

اسقاط صدام و مجلس الحكم

ويعد الجلبي أبرز شخصية دفعت الولايات المتحدة إلى غزو العراق، من خلال تشجيعها على الدخول في هذه الحرب.

وكان الجلبي الشخصية المفضلة لدى واشنطن عام 2003، لكنه فقد موقعه بعد ان اكتشفت الولايات المتحدة أن المعلومات التي زودها إياها حول أسلحة الدمار الشامل وتنظيم القاعدة لم تكن دقيقة.

وكان الجلبي أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي شكل في عام 2004، والذي تسلم مقاليد الحكم حينئذ.

وتولى الجلبي رئاسة دورية لمجلس الحكم الذي شكلته واشنطن لادارة البلاد، وبعدها تولى منصب نائب رئيس الوزراء، وتولى حقيبة وزارة النفط بشكل مؤقت، وكان يشغل رئيس اللجنة المالية في البرلمان قبل وفاته.

وعمل رئيسا لهيئة اجتثاث البعث التي تأسست بعد الاجتياح مباشرة، لإبعاد البعثيين عن المناصب في الدولة حتى إعفائه منها عام 2011.

 أول من التقى صدام بالسجن

وكان أول سياسي عراقي يلتقي صدام حسين في سجنه، بحضور عضوين آخرين في مجلس الحكم وقتئذ، وهما موفق الربيعي وعدنان الباجه جي، إضافة الى الوزير عادل عبدالمهدي.

وشغل منصب رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي لدورته الحالية.