أعلن الملحق الثقافي السعودي في الكويت عبدالمحسن الشبانة وضع ضوابط جديدة للسماح بالدراسة في مدارس السعودية من شأنها القضاء على ظاهرة الشهادات الوهمية والمزورة، مضيفا ان «ضمان صحة الشهادات الصادرة من السعودية أمر مهم نسعى الى حسمه بالتعاون الوثيق بين الكويت والمملكة».

Ad

وقال الشبانة، في لقاء مع «الجريدة»، إن الاجراءات الجديدة التي سيتم تطبيقها اعتبارا من العام الدراسي الحالي من شأنها القضاء على هذه المشكلة المرتبطة بمدارس التعليم العام وليس الجامعي.

وشدد على ان من يثبت تورطه في الحصول على الشهادات الوهمية فستتخذ ضده الإجراءات القانونية اللازمة، مؤكدا ان وزارة التربية أحالت عددا من الطلبة الذين ثبت عدم صحة شهاداتهم الى النيابة، والملحقية لم تحل أي طالب الى النيابة لان هذا ليس من اختصاصها بل دور السلطات الكويتية المعنية بالتأكد من صحة شهادات طلبتها.

وأكد جدية التحرك من قبل الحكومتين في المملكة والكويت بأعلى سلطة تعليمية وامنية للقضاء على الشهادات المزورة، مشيرا الى انه «ليس لديه إحصائية بعدد الطلبة الكويتيين الدارسين في السعودية، إلا أن العدد كما يقال لنا كبير ويتجاوز 3 آلاف طالب».

مكاتب تسجيل الطلبة

وذكر الشبانة ان مشكلة الشهادات الوهمية والمزورة تسببت فيها بعض مكاتب الخدمات بالكويت لتسجيل الطلبة، التي لا يهمها سوى الربح المادي على حساب جودة التعليم، مؤكدا ان الكثير من هذه المكاتب تقلص دورها ونشاطها بسبب الاجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية والكويتية لمواجهة الشهادات غير الحقيقية.

وشدد على انه «لا يوجد منع للدراسة في المملكة لمواطني دول مجلس التعاون ولكل المقيمين على أراضيها انما نريد ضبط العملية وضمان تحقيق الاستفادة الفعلية من الدراسة، لا مجرد الحصول على الشهادات».

واوضح ان اجراءات تنظيم الدراسة في المملكة وتصديق الشهادات ستطبق اعتبارا من العام الدراسي 2015-2016، مؤكدا أن هناك تفاعلا وتعاونا غير محدود بين الكويت والسعودية لتنظيم آلية مصادقة الشهادات والقضاء على ظاهرة الشهادات المزورة والوهمية.

دراسة فعلية

وكشف الشبانة انه تم عقد اجتماعات عدة مع المسؤولين في وزارتي التربية والتعليم العالي الكويتيتين من أجل وضع حلول لهذه القضية والوصول الى تنظيم جديد يعالج المسألة ويوفر آلية واضحة للراغبين في الدراسة فعليا بالسعودية.

واوضح ان الآلية الجديدة المعتمدة ستضمن الى حد كبير صحة الشهادات الدراسية الصادرة من السعودية من كل المراحل الدراسية، سواء كان تعليما عاما او جامعيا او مدارس حكومية او خاصة، مؤكدا ان «تحركنا في هذا الموضوع يحظى بدعم من وزارة التعليم والهيئة التعليمية بالمملكة وسفيرها بالكويت د. عبدالعزيز الفايز».

واردف ان الإجراءات الجديدة من قبل وزارة التربية الكويتية تتمثل في مجموعة من الخطوات، منها ان يكون التسجيل «اون لاين» عبر رابط خاص، وان تصدر موافقة رسمية من وزارة التربية الكويتية لدراسة الطالب في الخارج، وان يكون تحت متابعة المكتب الثقافي الكويتي في بلد الدراسة، مع تصديق كل شهادة في نهاية كل مرحلة دراسية على حدة.

ضوابط جديدة

واشار الشبانة الى ان المملكة وضعت ايضا ضوابط جديدة لتصديق الشهادات الدراسية الصادرة من مدارسها، إذ تم إلغاء الانتساب والنظام المسائي لغير السعودي، اضافة الى اشتراط ان يكون الطالب مقيما في المملكة، موضحا ان الطالب لن يستطيع تقديم الاختبارات الا اذا قدم «برنت» من المنافذ بأنه مقيم في المملكة فترة لا تقل عن ثلاث اشهر في كل فصل دراسي.

وذكر ان برنامج «نور» التابع لوزارة التعليم السعودية يوفر خاصية التأكد من صحة الشهادات الصادرة في المملكة منذ عام 2009 وما بعد ذلك، من خلال ادخال رقم الهوية الوطنية للسعوديين او رقم الجواز لغير السعوديين.

وكشف ان عدد السعوديين الدارسين في الكويت في مراحل التعليم العام والجامعي يتجاوز 24 الف طالب، لافتا الى ان ارتفاع هذا العدد يرجع لوجود نحو 140 الف سعودي مقيمين بشكل دائم في الكويت.

وبين ان هناك أكثر من 20 الف طالب يدرسون في مراحل التعليم العام، بينما عدد الطلبة الدارسين في التعليم الجامعي يتجاوز 4 آلاف، ملمحا الى انه تم اجراء عمليات ترميم وصيانة جديدة للملحقية الثقافية التي تم استملاكها قبل أكثر من 10 سنوات، بعدما كانت مستغلة بصفة ايجار.

ولفت الى انه تمت اعادة توزيع اقسام الملحقية وتحديث وتغيير الاثاث المكتبي وتركيب الكاميرات لضمان تقديم أفضل الخدمات للمراجعين والطلبة الدارسين في الكويت.

1000 شهادة

وزاد الشبانة انه «في السابق كانت الملحقية تصادق على اكثر من 200 شهادة يوميا، تزيد عند انتهاء العام الدراسي الى 1000، أما الآن فإن النظام الجديد يكون بتقديم الطلب من راغب المعادلة في الكويت لإدارة التعليم الخاص بوزارة التربية الكويتية، التي تقوم بدورها بمخاطبتنا بشكل رسمي ومجدول مرة اسبوعيا لعدد من المستفيدين، ومن ثم نرفع الاستفسارات الكترونيا لوزارة التعليم بالمملكة، وبمجرد وصول الرد نخاطب التعليم الخاص بالاجابات اولا بأول».

واضاف: «اما ما يتعلق بالشهادات الجامعية فتأتينا الاستفسارات من الادارة العامة لمعادلة الشهادات العلمية بوزارة التعليم العالي الكويتية، ثم نقوم بإرسالها للجامعات السعودية والمعاهد الحكومية او الخاصة، وتستغرق تلك العملية من شهر الى ثلاثة اشهر».

أوضاع الطلبة

وزاد ان الملحقية تتكون من عدة أقسام، منها قسم شؤون التصديقات الذي يعنى بالتصديق على الشهادات الدراسية والدورات التدريبية الصادرة من الكويت، وكذلك الشهادات الدراسية الصادرة من السعودية، وقسم الشؤون الدراسية للطلبة الذي يتابع اوضاع الدارسين في الجامعات الحكومية والخاصة.

والمح الى ان الملحقية تضم ايضا قسم الشؤون المالية الذي يختص بصرف المستحقات المالية الشهرية للطلبة، وقسم الشؤون الثقافية المعني بالامور الثقافية والادبية.

ولفت الى ان الملحقية منذ انشائها قبل اكثر من 40 عاما وهي تقوم بدورها في تحقيق عملية التواصل العلمي والثقافي والاجتماعي بين البلدين وخدمة الطلبة السعوديين الدارسين في الكويت والطلبة الكويتيين الدارسين في السعودية.

خدمات الملحقية

واوضح ان خدمات الملحقية تشمل الطلبة السعوديين الدارسين في المؤسسات التعليمية الحكومية او الخاصة بالكويت، إذ نعمل على تذليل الصعوبات التي تحول دون تفوقهم ودراستهم، مؤكدا ان الملحقية الثقافية تعتبر حلقة وصل بين المؤسسات التعليمية في السعودية ونظيرتها في الكويت عبر تفعيل جوانب تبادل الخبرات والزيارات وعقد الاتفاقات.

ولفت الى ان من أهداف الملحقية الثقافية الإشراف العلمي والاجتماعي والمالي على الطلبة السعوديين الدارسين في الكويت، وطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن توثيق العلاقات مع الجهات الحكومية والخاصة بالكويت، والتعريف بالجوانب العلمية والثقافية والعمرانية للسعودية.

تصديق الشهادات

وزاد ان الملحقية الثقافية معنية بتصديق الشهادات للطلبة السعوديين الدارسين في الكويت، والعكس، مضيفا ان «التعاون الأكاديمي بين السعودية والكويت مستمر ومتواصل منذ القدم، سواء على صعيد تبادل الخبرات او المعلومات، لان هدفنا مشترك في تطوير التعليم وتحسين مخرجاته».

وكشف ان الملحقية تتجه الى تحقيق ربط آلي مع جامعة الكويت والكليات التطبيقية، إضافة الى الجامعات الخاصة، من أجل تقديم خدمات متميزة للطلبة تتمثل في معرفة الدرجات والتحصيل الدراسي والاطمئنان على المسيرة العلمية.

منح الطلبة

واوضح الشبانة ان عدد المنح (المقاعد) المخصصة للسعودية من قبل الكويت هي 29 مقعدا في جامعة الكويت، و10 مقاعد بالهيئة العامة للعلوم التطبيقية والتدريب.

وتمنى على وزارة التعليم العالي الكويتية زيادة المقاعد المخصصة للسعوديين في الجامعة، وخصوصا مع وجود اقبال كبير من السعوديين، الا ان نسبة المقاعد المخصصة لهم محدودة، «لذلك نتمنى من المسؤولين عن التعليم اعادة النظر في هذه المقاعد ودراسة امكانية زيادتها».

مخصصات شهرية

واوضح الشبانة ان الطلبة السعوديين المبتعثين في الكويت موزعون في جامعة الكويت والجامعات الخاصة، إضافة الى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، موضحا أن الملحقية تصرف مخصصات شهرية للطلبة المبتعثين، تحدد قيمتها بحسب دولة الابتعاث والتخصص.

واوضح ان صرف مكافأة الطالب تبدأ من تاريخ موافقة وزارة التعليم في السعودية، لافتا الى ان المكافأة يقف صرفها عند تخرج الطالب وانتهاء بعثته او الانسحاب أو الانقطاع عن الدراسة او إيقاف القيد أو عندما ينخفض المعدل الدراسي.

واشار الى ان الملحقية توصي الطلبة السعوديين بالالتحاق بالمؤسسات التعليمية المعتمدة في السعودية، وهي جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، إضافة الى الجامعات الخاصة، وهي جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأميركية بالكويت والكلية الأسترالية بالكويت.

واكد ضرورة ان يقوم الطالب السعودي بتزويد مكتب الملحقية بما يفيد تسجيله في بداية كل فصل دراسي، وبنتائجه الدراسية، إضافة الى تزويد الملحقية بصورة من شهادة التخرج فور حصوله عليها، متابعا انه لا توجد مشاكل تذكر بالنسبة للطلبة السعوديين كونهم يحظون بعناية واهتمام من المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، مؤكدا ان ابواب الملحقية مفتوحة لاستقبال اي شكوى او استفسار من الطلبة.

منظومة سفير

وشدد الشبانة على ان الملحقية لا تتعامل مع الطالب المسجل لديها تعاملا أكاديميا إلا إلكترونيا، من خلال منظومة سفير الطلبة.

واردف: «اننا الآن نفتخر بأن كل المعاملات تندرج ضمن الحكومة الإلكترونية ولا يحتاج الطالب إلى الحضور للملحقية لاي أمر من أموره بل كل ما عليه هو الدخول لبوابة الطالب الإلكترونية باسم المستخدم وكلمة المرور، ويجد في صفحته اكثر من 100 خاصية تشكل كل ما يحتاجه الطالب اكاديميا او ماليا او استفسارات»، مؤكدا ان الملحقية تقوم من خلال اقسامها بالرد عليهم خلال ثلاثة ايام.

تواصل مباشر

وشدد على ان الطالب السعودي عليه ان يكون خير سفير لبلده، ويلتزم بحسن السير والسلوك، ويهتم بدراسته وتحصيله العلمي، وألا يقوم بأي عمل من شأنه الإخلال بسمعة البلد، داعيا الطلبة السعوديين الى التواصل مباشرة مع الملحقية عند حدوث اي مشكلة، سواء شخصية او متعلقة بالعملية التعليمية، لتوفير الحلول المناسبة.

واشاد بمدير عام الادارة العامة للتعليم الخاص في وزارة التربية عبدالله البصري، ومدير ادارة معادلة الشهادات العلمية في وزارة التعليم العالي احمد الخنفر لتعاونهما مع الملحقية في موضوع تصديق الشهادات.

وتوجه بالشكر إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة لدعمه في كل نشاطات الملحقية، خصوصا معرض الكويت الدولي للكتاب، وتخصيص مساحة وموقع مميز لجناح المملكة الرسمي في المعرض في المشاركة القادمة نوفمبر 2015، كما شكر الأمين العام المساعد للثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، ومدير معرض الكتاب عبدالله المطيري.

دعم الفايز

أشاد الشبانة بدور سفير السعودية بالكويت د. عبدالعزيز الفايز، مؤكدا انه حريص على دعم عمل الملحقية، وتذليل الصعوبات أمامها، ومساعدتها في تجاوز اي مشكلة تواجهها، انطلاقا من حرصه على خدمة السعوديين بالكويت والطلبة الدارسين في مدارسها.

الدخيل والعيسى

تقدم الشبانة بالشكر الى وزير التعليم السعودي د. عزام الدخيل، ووزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى على دعمهما وجهودهما في تسهيل مهمة الملحقية، وتذليل المعوقات لخدمة الطلبة السعوديين الدارسين في الكويت.