علينا أن نفتح القلوب والعقول والأفكار لتفكيك غموض الشطب، وبالتالي محاولة إلغائه، فالأمر لا يتعلق بأسرار الأمن الوطني والقومي، لذلك فالمطلوب الآن مشاركات جادة وتحمّل مسؤولية هذه الفئة والدفاع عنها لإثبات الحرص عليها.

Ad

تعود الناس الاعتماد على الحكومات بكل شيء ولومها على القصور، وهذا وضع طبيعي لأنها الجهة المنفذة، لنقترح الآن تطبيق نظرية جديدة نسبيا علينا لكنها قديمة عند العالم المتحضر، نظرية فيها عطاء أكثر من الأخذ، نظرية مبنية على مساعدة الحكومة بالأمور التي نتشارك معها بالمسؤولية، خصوصا عندما نكون نحن من يخلّ ويقصر.

إن خير مثال يمكن الاستشهاد به هو شطب الكويت من منظمة عالمية إنسانية تعنى برياضة ذوي الإعاقة الذهنية، (الأولمبياد الخاص)، ولنقدم للحكومة صورة واضحة كاملة تساعدها باتخاذ قرار، ثم نلومها إذا قصرت، لمَ لا؟! ولماذا نبخل بمعلومات لمصلحة البلد؟! وما الذي سنخسره أكثر من الشطب؟! وما الذي سنستفيده بالسكوت؟!

توقعنا في مقال سابق عن شطب الكويت أن نثير الحمية ليفتح الموضوع علناً للاستفادة من الرأي الجماعي، فسمعة الكويت ومصلحة معاقيها ليستا رخيصتين لمن يحبها، لنحرمها من فتح نقاش عن سبب إيقافها عن بطولة عالمية 2013 وإقليمية 2014 وعالمية 2015 ثم شطبها (خير شر).

لنفتح القلوب والعقول والأفكار لتفكيك غموض الشطب، وبالتالي محاولة إلغائه، فالأمر لا يتعلق بأسرار الأمن الوطني والقومي، وإلا فإن السكوت تفكيك لرياضة المعاقين، وإنها مسؤولية يتشارك فيها الأولمبياد العالمي والأولمبياد الكويتي (نادي المعاقين) وهيئة الشباب والرياضة، ونضيف معهم جهتين من باب تقاسم المسؤولية: هيئة المعاقين لأنها المؤتمنة على هذه الفئة وأولياء الأمور (وأنا منهم)، فقد يكون صدر منا طشار ساهم بالأزمة (دور بالأزمة) دون أن نعرف، فالأهم الآن مصلحة الكويت.

للمرة الثانية سنحاول إثارة الموضوع مع مكافآت تشجيعية لتوسعة الحوار، ومحاولة فيها نقاط تفاؤلية كعناوين لتسهيل الدراسة، ونبش الموضوع وحلحلته، وهي ما يخطر على البال بعجالة:

1- الشطب لا يتعلق بأمور سياسية أو صراعات مصالح أو مجلس أمة أو تيارات معينة، لكنه موضوع إنساني يهم الجميع وهي بداية مشجعة للنقاش.

2- وزير الإعلام الحالي هو وزير الشباب والرياضة، يمكن الطلب منه فتح حوار إعلامي تشارك فيه الجهات المذكورة ببداية المقال.

3- من التعليقات المتداولة في موقع رياضي مسؤول "إن لم تكن مدسوسة عليه" تصريحه بوجود فضيحة ستطلع عليها وزارة الشؤون، وأتمنى الإسراع بكشفها لأن هكذا أخبار هي المصدر لإثارة البلبلة، وهذه بداية تستحق الكشف عنها لتوسعة الحوار وحصر مشكلة الشطب.

4- استخدام بعض الإخوة المعنيين في رياضة المعاقين كلمة "تفكيك" رياضة المعاقين عند الحديث عن طلب إنشاء ناد خاص بالمعاقين ذهنيا، وتصحيح هذا المفهوم يعتبر مدخلا لدراسة المفاهيم التي قد تكون ساهمت بالشطب؛ لأن هناك من يرى أن إنشاء ناد آخر هو توسعة وتعزيز لرياضة المعاقين لا تفكيكها، وهناك من يذهب بخطوة أكثر تطورا، وهي إنشاء عدة أندية للمعاقين حركيا وعدة أندية للمعاقين ذهنيا وتكوين اتحاد، وهي توسعة لا تفكيك مع زيادة في العقول الإدارية وزياة في الميزانيات، وهناك من يرى كما شاهدنا بنادي برشلونة بإسبانيا وأرسنال بإنكلترا أثناء رحلة الأمل البحرية وجود فرق للمعاقين لديها، بمعنى خلق فرق من المعاقين بالأندية العامة الكبيرة بالكويت، وهو توسعة لا تفكيك، وهناك من يرى تعديل قانون نادي المعاقين ليشمل بإدارته أولياء أمور المعاقين ذهنيا ممثلين عن أبنائهم أو إدارة شؤون القصّر لمن لم يستخرج حق الوصاية لابنه، فيكون بالنادي ممثلون عن كل المعاقين وتكثر الانتسابات، أي أنها توسعة لا تفكيك، وإلا كانت كلمة تفكيك كمن يقول لا تبنوا بيوتا أعلى من المساجد لأنه لا بيت يعلو على بيت الله.

5- نقطة تفاؤلية يمكن نقاشها بموضوع شطب الكويت ومحاولة عودتها، وهي المرونة في قانون الأولمبياد الخاص، حيث من حقهم إعطاء ترخيصهم لأي جهة في البلد المسحوب فيه الترخيص من وكيلهم لأي وكيل يستطيع تحقيق أهدافهم المتفق عليها، ويرى البعض استغلال هذه الفرصة بتنازل نادي المعاقين لمصلحة هيئة الشباب والرياضة مؤقتا أو لأي جمعية أو مدرسة، فهم أيضا لا يقلون عنا حباً في الكويت، وأعتقد أن النادي سيدعم بخبرتة وإمكاناته أياً من هذه الجهات إذا كان الحل لعودة الكويت حبا فيها لحين استقرار الأمور.

6- وجهة نظر أخرى لدى البعض تحتاج إلى دراسة، وهي أنهم يرون أن إدارة المعاق الذهني ناقص الأهلية من المعاق الحركي (كامل الأهلية) يعتبر تفكيكا لرياضة المعاقين، ويستشهدون بانحدار مكانة الكويت إلى توقيف ثم توقيف تم توقيف ثم شطب، في حين لم يحصل مثل ذلك في معظم الدول التي تدار فيها رياضة المعاق الذهني من مسؤولين واختصاصيين ليسوا معاقين، ولم تتفكك رياضة المعاقين فيها مع أن الأولمبياد في دولهم لم يجد أسراً تساعدهم بحجم الدعم الذي قدمته أسر في الكويت من دعم  بنشر أخبار الأولمبياد الخاص بصفحات أسبوعية، وشكرهم باستمرار واستضافة مسؤوليهم عند زيارتهم للكويت، وإنتاج فيلم عن الأولمبياد الخاص، ثم المخاطرة برحلة بحرية لشكرهم.

7- نقطة تفاؤلية أخرى تتمثل بدعوة وجهها نادي المعاقين من عدة شهور لأولياء أمور (بادي الدوسري وأنا)، وطرح فكرة خلق مجلس إدارة بالنادي يتحمل شؤون المعاقين ذهنيا، وشؤون الأولمبياد الخاص، فأيدنا هذه الفكرة ووعدناهم بالبحث عمن يقبل التعاون معهم من اختصاصيين وأولياء أمور، إذا أعطوهم صلاحية التخطيط والتفيذ، ولا نعلم إلى الآن ماذا تم بهذا الخصوص.

8- نقطة مشجعة أيضا تتمثل ببحث الإجراءات التي اتخذت بعد التوقيف الأول والثاني والثالث وتقييمها لمعرفة موقع الخلل واتخاذ أسلوب جماعي مختلف وإن احتاج الموضوع مشاركة جامعة الكويت.

9- نقطة من المفيد تداركها، وهي أن طلب إنشاء ناد للمعاق الذهني ليس له علاقة بشطب أو عدم شطب الكويت، إنشاء ناد حق للمعاق الذهني وأسرته وأصدقائه للتجمع اليومي وتنمية قدراتهم، مثل حق المعاق الحركي بناد دون من يتحكم فيه كبضاعة يبيعها ويشتريها الآخرون على كيفهم، وكأن المعاق الحركي ليس بشرا يختار مصيره.

10- نقطة نهائية تتمثل بإمكانية وجود أفكار معاكسة لما ورد، وقد تكون أكثر صحة وفائدة، نرجو سماعها بأسلوب علمي لنقف معها ونساندها. (وليس في "التويتر" بجمل مختصرة تختزل قضايا أبنائنا، وفتح أندية لهم بعمل عصابات، ومفهوم إدارة الأندية أنه استفادة من ميزانيات واستفادات شخصية).

المطلوب الآن مشاركات جادة وتحمّل مسؤولية هذه الفئة والدفاع عنها لإثبات الحرص عليها، وإن كانت رياضة المعاق الذهنيي بغير ذات أهمية فلماذا التمسك بها؟! ليتم الطلب من المكتب الرئيسي بواشنطن وسؤاله ما الذي ميز الدول الأجنبية ودول العالم الثالث والدول العربية والخليجية عن الكويت؟! ولماذا شطبت الكويت فقط؟!