أكد السفير الجورجي رولاند بيريدزة أن العلاقات الثنائية مع الكويت متينة، و«نسعى إلى تنميتها على كل الصعد»، لافتاً إلى أن مواقف دولة الكويت تؤيد وحدة وسلامة جورجيا المعترف بها دولياً.

Ad

أعرب السفير الجورجي في الكويت، رولاند بيريدزة، عن امتنان حكومة بلاده للكويت وقيادتها على مواقفها تجاه قضايا جورجيا، مثمنا دور الكويت في تقديم المساعدات الإنسانية لبلاده خلال الحرب عام ٢٠٠٨، كاشفا أن الحكومة الجورجية اتخذت قرارا بإلغاء التأشيرات لجميع المقيمين في الكويت، وبدأ العمل به منذ يونيو الماضي، مدينا التفجير الإرهابي المشين الذي حدث أخيرا في مسجد الإمام الصادق.

وأضاف أن هناك عددا من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ومنها اتفاقية الازدواج الضريبي وخدمات الطيران، واتفاقية لجنة مشتركة بين الحكومتين، مبديا حرص بلاده على استئناف المحادثات بين وزارتي الخارجية في البلدين، ومبينا أن هناك مشاورات حالية لانعقاد اللجنة العليا المشتركة، متمنيا أن تتم نهاية العام الحالي، ويجري العمل على توقيع اتفاقيات جديدة تتعلق بالسياحة والاقتصاد، واتفاقية أخرى لتدريب الدبلوماسيين، وهي جاهزة للتوقيع.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد بمناسبة تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية صباح أمس بمقر سفارة جورجيا بالكويت، وبحضور السفير الجورجي لديها بشأن اللاجئين والنازحين من المناطق المحتلة في جورجيا عام 2014، وإحياء للذكرى السابعة لوقف إطلاق النار بين جورجيا وروسيا، الذي تم التوقيع عليه ٢٠٠٨ بواسطة الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، ومحاولة إيجاد حل دائم لهذه المشكلة التي تعد إحدى المشكلات الإنسانية الأكثر تحديا في العالم المعاصر، حيث ضم المعرض عددا من الصور الفوتوغرافية التي تحكي قصة ما يقرب من مليون نازح ولاجئ من أبخازيا، ومنطقة تسخينفالي ضحايا التطهير العرقي والتركيب المستمر للأسلاك الشائكة، والتي تعود إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي.

حقوق الإنسان

وبخصوص مشروع القرار الجورجي الخاص بالمشردين والنازحين داخليا، لفت بيريدزة الى أن دول الخليج تحفظت عنه باجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة سابقا، إلا أن السعودية أبدت موافقتها مرتين متتاليتين، متمنيا أن توافق بقية دول الخليج التصويت لمصلحة القرار في السنوات المقبلة.

وأضاف: بعد ٧ سنوات مازالت روسيا متجاهلة كل التزاماتها بوقف إطلاق النار، وتواصل احتلالها لإقليمين في جورجيا، مضيفا أن روسيا بموجب هذه الاتفاقية ملزمة بسحب قواتها الى الحدود الدولية المعترف بها قبل الحرب، لكنها على العكس من ذلك، زادت قواتها بعشرات الآلاف من الجنود في الأماكن المحتلة، وعملت لإضفاء الشرعية على وجودها غير الشرعي، واعترفت بالإقليمين المحتلين على أن كلا منهما دولة مستقلة.

وأشار السفير الى أنه نتيجة للعدوان والاحتلال العسكري الذي ينفذه الاحتلال الروسي كانت ضرب الآلاف من أبناء المناطق المحتلة وتدمير بيوتهم حتى يصبحوا نازحين داخليا، لافتا الى أن المشكلة الكبرى لدى المجتمع الدولي بالنسبة لهؤلاء الذين طردوا من منازلهم، أصبحوا محرومين من كل حقوقهم المشروعة، موضحا أن وضع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة خطير جدا، ويتطلب اهتماما دوليا كبيرا، وطالبنا المجتمع الدولي بتحميل روسيا انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة بموجب الاتفاق الموقع عام ٢٠٠٨.

وبين بيريدزة أن المشكلة تكمن في عدم وجود مراقبين للمجتمع الدولي في الأراضي المحتلة، وروسيا استخدمت حق النقض لمنع تفويض ودخول بعثات الأمم المتحدة للمراقبة على الأرض، بينما البعثة الوحيدة الموجودة هي بعثة الاتحاد الأوروبي، لكنها غير قادرة على مراقبة الأوضاع بشكل كامل، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة الدعم المتواصل والحاسم من المجتمع الدولي، باعتباره عاملا أساسيا لتحقيق الاستقرار وعودة النازحين الى بيوتهم.