تتربع جزيرة أم النمل على كنز ثمين من الآثار التي دلت على أن الإنسان قصد هذه المنطقة منذ عصور ما قبل الميلاد لكن هذه الأهمية التاريخية العميقة لم تشفع لها ولم تحمها من ظاهرة الصيد الجائر.وتعد "أم النمل" رابع أكبر جزيرة في الكويت من حيث المساحة بعد جزر بوبيان وفيلكا ووربة إذ تبلغ مساحتها 568 ألف متر مربع ويبلغ محيطها خمسة آلاف متر وأقصى طول بحدود 2000 متر وأقصى عرض 770 مترا تقريبا وامتدادها من الشرق إلى جهة الغرب. وقال الباحث في التراث الكويتي خالد الأنصاري في تصريح لـ"كونا" امس إن سبب تسمية الجزيرة "أم النمل" عائد إلى كثرة وجود النمل فيها خلال فصل الصيف، مضيفا أن الجزيرة كانت تعرف باسم "جزيرة الغربة" نسبة إلى عائلة تحمل الاسم ذاته وينتمي أفرادها إلى قبيلة العوازم حيث سكنوها قبل 250 سنة وعرفت أيضا باسم "جزيرة شويخ" ثم أصبحت ضمن ميناء الشويخ.وعن الطبيعة البرية للجزيرة أفاد بأن هناك نباتات متنوعة وزهورا برية ذات ألوان عدة تنتشر فيها خلال فصلي الشتاء والربيع من أشهرها النوير كما تمر بها أنواع من طيور الربيع المختلفة موضحا أن "أم النمل" تعد مستقرا لبعض عشاق البحر والصيد والتنزه الذين يترددون عليها باستمرار خلال فصول السنة ولهم فيها بعض المنشآت المؤقتة مثل الشاليهات.وعن مكانتها الأثرية قال الأنصاري إنه رغم صغر مساحتها فإنها غنية بالمواقع الأثرية، لافتا إلى أنها أقدم من آثار جزيرة فيلكا التي ساعدت اكتشافاتها على معرفة تاريخ الكويت ودلت الآثار التي تم اكتشافها في الجزيرة على أنها كانت مسكونة في عصور ما قبل الميلاد كما اتخذت منطقة عسكرية لأنها تكشف أكبر جزء من اليابسة من موقعها.وذكر أن فريق آثار من متحف الكويت الوطني منهم باحث الآثار الكويتي الدكتور فهد الوهيبي زار الجزيرة عام 1985 لرصد ما تحتويه من معالم أثرية تعود إلى فترة مبكرة من العصر البرونزي المعروف بالعصر الدلموني حيث عثر فيها على فخاريات تشبه تلك التي اكتشفت في المدينة الدلمونية بمملكة البحرين.
محليات
«أم النمل»... غنى أثري وحضاري شاهد على تاريخ المنطقة
25-12-2015