صاحب هذا المقام ذكره المؤرخ الشهاب بن أبي حجلة التلمساني فقال إنه السيد الإمام والسند الهمام عقبة بن عامر الجهني (رضي الله عنه) الإمام المقرئ أبوعبس، ويقال أبوحماد، ويقال أبوعمرو، ويقال أبوعامر، ويقال أبوالأسد المصري صاحب رسول الله (ص) بعد هجرته (ص) للمدينة ولازم النبي (ص)، وكان من أصحاب الصفة ومن خدام النبي (ص)، وصاحب بغلته يقودها في الأسفار، وصدر من النبي (ص) في بعض العقبات أنه نزل من بغلته وأمر عقبة بن عامر بالركوب ومشى (صلى الله عليه وسلم)، وكان عقبة قارئًا عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرًا كاتبًا، وهو أحد من جمع القرآن.

Ad

وقد شهد فتوح مصر والشام، وكان هو البريد إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتح دمشق، ووصل المدينة في سبعة أيام ورجع منها في يومين ونصف يوم ببركة دعائه عند قبر النبي (ص) وتشفعه به في تقريب طريقه.

وقد ولاه معاوية إمارة مصر بعد موت أخيه عتبة بن أبي سفيان سنة 44 هـ، وكانت مدة ولايته في مصر ثلاث سنوات ثم غزا في البحر سنة 47هـ وهو أول من نشر الرايات على السفن.

وتُوفي رضي الله عنه آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان في اليوم الذي توفيت فيه سيدتنا عائشة رضي الله عنها يوم (الأربعاء) ثامن شعبان سنة 58 هـ، وخلف سبعين فرسا بجعلها ونبالها أوصى بها في سبيل الله ودفن في منطقة المقطم (شرق القاهرة) بمقبرة أهل مصر.

وقال عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) رأيت أبي في النوم، فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني، قلت ما فعل الله بعقبة فقال تركته في الفردوس الأعلى والملائكة تحفه.

كان مسجد عقبة بن عامر بالقرافة الصغرى خلف مسجد الإمام الليث بن سعد (رضي الله عنه) في منطقة المقطم أولا زاوية صغيرة، والذي أنشأ المسجد الحالي الوزير محمد باشا أبوالنور السلحدار الذي كان يلي مصر والشام من قبل السلطان العثماني سنة 1602م. وتحتفل الطرق الصوفية بمولده في شهر جمادى الأولى من كل عام.