استنكر عدد من نواب مجلس الأمة الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على المسجد الأقضي، والتي كان آخرها يوم أمس بدخول شرطة الاحتلال لباحة المسجد بحثاً عن ما أسمتهم بمثيري شغب متوارين داخل المسجد.

Ad

وأدان عضو مجلس الأمة الكويتي وعضو البرلمان العربي د. محمد الحويلة الهجمة الإسرائيلية الآثمة والتي استهدفت المسجد الأقصى المبارك، حيث قامت مجموعات المستوطنين المتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك وإغلاق بواباته، والاعتداء بوحشية على المصلين المتواجدين في باحاته، في استفزاز لمشاعر الأمة الإسلامية، في انتهاك صارخ للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.

وقال الحويلة في تصريح صحفي له أن استهداف المسجد الأقصى المبارك هو استهداف لكل المقدسات الإسلامية ولكافة أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وفيها استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في العالم وللضمائر الحية أينما كانت وأنها تعبر عن نهج رسمي يرعى التطرف ويمارس الإرهاب، ومؤشراً خطيراً للعقلية اليهودية المتطرفة ولما تخطط له بحق المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات في مدينة القدس الشريف.

ودعا الحويلة جميع الدول العربية والإسلامية إلى التحرك بسرعة لوقف هذه الإعتداء ومنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها التاريخية لتغيير معالم المقدسات الاسلامية، داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته تجاه وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة ضد الأماكن المقدسة وإتخاذ الاجراءات الكفيلة بلجم الحكومة الاسرائيلية عن اعتدائتها اليومية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

جريمة

من جانبه، أكد عضو مجلس الأمة حمود الحمدان على أن "الانتهاكات المستمرة والمتكررة على المسجد الأقصى والمصلين الآمنين العزل بداخله جريمة إنسانية نكراء تتحمل مسؤوليتها الأمة الإسلامية والعالم أجمع"، متسائلاً "إذا لم تكن انتهاكات الصهاينة للمسجد الأقصى -القبلة الأولى- سبباً تتوحد فيه رؤى المسلمين فأي شيء سيوحدنا؟!".

وطالب الحمدان بـ "موقف إسلامي ودولي وباتخاذ إجراءات حازمة توقف سلسلة الانتهاكات الصهيونية الإرهابية أولها تصنيف الكيان الصهيوني كمنظمة إرهابية"، لافتاً إلى أن الكيان الإسرائيلي خالف جميع القوانين الدولية والإنسانية في احتلال الأراضي ونفي المواطنين الفلسطينيين والاعتقالات العشوائية والقتل، حتى وصل إلى انتهاك دور العبادة والهجوم عليها وعلى مرتاديها العزل".

وقال إن "الكيان الصهيوني تعمد مخالفة مجموعة الاتفاقات الدولية المبرمة في لاهاي المتعلقة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907، واتفاقات جنيف الأربعة المبرمة في 1949، وقرارات الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "هذا الكيان الإرهابي المجرم لا يفهم سوى لغة الحزم الرادعة التي يجب أن تكون هي لغة التفاهم معه في حماية الأبرياء والمسجد الأقصى والمساجد المحيطة به".

وأضاف بأن "انشغال الأمة الإسلامية بنفسها أنساها الاعتداءات الوحشية المتكررة والجبانة من قبل قوات الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أن "على الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية والدولية التحرك الجاد لوقف الاعتداء الإجرامي السافر".

ورأى الحمدان أن "الخطوات العملية التي يجب أن تتخذها الدول الإسلامية في هذا الصدد هي: الدفع بقوة لتصنيف الكيان الصهيوني كمنظمة إرهابية دولية، وتقديم الطلب لمحكمة العدل الدولية لمحاكمة الرئيس الإسرائيلي كمجرم حرب لانتهاكه قوانين الحرب الدولية، والسعي لتقنين أو إلغاء حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بالقرارات المتخذة تجاه الجرائم الإنسانية أو الانتهاكات للقوانين الدولية، واعتبار الاعتداءات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى والمسلمين الفلسطينيين هناك هي اعتداء في حق جميع الدول العربية والإسلامية وبالتالي فإن تأييدها أو رفض قرارات ردعها يمس كل دولة عربية وإسلامية".

وقال إن "ربما اشتهر العرب بعدم التوافق في السياسات العامة الخارجية، ولكن قضية كقضية المسجد الأقصى يجب ان تكون هي محل الاتفاق وبذرة التوافق، فالاجتماع قوة والتفرق ضعف، ولا خير فينا إذا لم نتحد على ذلك".

عدوان

بدوره، قال النائب د. يوسف الزلزلة أن ما حصل من الاعتداء الغاشم على المسجد الأقصى هو استمرار طبيعي لعداوة الصهيونية للعالم وما انتهاك حرمة المسجد الأقصى المتكرر من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي وعصابات الصهاينة والتعدي على المصلين إلا جريمة تعود عليها الكيان الصهيوني.

وتسائل الزلزلة قائلاً "أي دين وأي شريعة تحلل مثل هذه الجرائم النكراء إلا دين الصهيونية وداعش والتي هي صنيعتها؟"، موضحاً بأن الصهيونية ستستمر بفعائلها الشنيعة ما دام التكفيريون والإرهابيون يشغلون العالم الإسلامي بحروب أهلية وداخلية بأوامر الصهاينة.

ووجه الزلزلة الدعوات لشعوب وأحرار العالم الإسلامي وغيره للسعي الحثيث والتحرك السريع لايقاف هذه الاعتداءات المستمرة والمرتبطة مع التكفيريين الارهابيين صنيعة اليهود وندعوا أيضاً إلى تحرك عاجل لردع وإيقاف أي عدوان على القدس وفلسطين.

تحرك

وأدان النائب حمدان العازمي اقتحام عشرات الصهاينة المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بمشاركة الوزير المتطرف أوري اسرائيل وتحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك احتفاءً بما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم، مستنكراً اعتداء جنود الكيان الصهيوني على المصلين من الرجال والنساء ومنع آخرين من دخول المسجد الأقصى باستخدام الأسلحة والغازات مما أحدث إصابات متفرقة بين جموع المصلين.

ودعا العازمي في تصريح صحفي الحكومة الكويتية إلى اصدار بيان استنكاري لهذا الفعل الصهيوني الآثم، ومن ثم التحرك على مستوى دولي لردع هذا الكيان الصهيوني الذي يزيد بطشه يوماً بعد آخر.

كما شدد العازمي على ضرورة استدعاء الكويت لجميع السفراء المعتمدين بالبلاد ومطالبتهم بالضغط على الكيان الصهيوني، لوقف الاعتداءات على اخواننا الفلسطنيين وضمان عدم تكرار مع حدث مع المصلين في المسجد الأقصى صباح الأحد، داعياً اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ضرورة التحرك العاجل لاستنكار هذا الاعتداء الصهيوني الهمجي ومخاطبة جميع الاتحادات البرلمانية الدولية، والمجالس والمنظمات الأممية بضرورة الضغط على هذا الكيان الهمجي لوقف اعتداءاته الآثمة والسافرة بحق المدنيين العزل.

واضاف العازمي: كفانا صمتاً ولننتفض حكومة وشعباً لنصرة المقدسات الإسلامية أولاً ثم هذا الشعب الشقيق الذي طال صبره، مؤكداً على أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة من حصار ودمار وما يتعرض له الفلسطينيون من عربدة اسرائيلية لا يمكن أن يحدث ويستمر بل ويزيد يوماً بعد آخر لو إننا توحدنا لنصرة القضية الفلسطينية التي طال أمدها، ولم تشهد إلا بيانات عربية لإدانة واستنكار ما يحدث على مدار عشرات السنين، لافتاً إلى أن الكيان الصهيوني اليوم لم يكن له أن يقدم على مثل هذه الخطوات لولا انه مطمأن وضامن لاستمرار علاقاته الديبلوماسية مع العديد من الدول العربية والتنسيق غير العادي بينه وبين السلطة الفلسطينية.