اعتبر الصقر ان تركيا دولة أساسية ومهمة، موضحا ان مجلس العلاقات فوّض إلى النائب السابق للرئيس العراقي الدكتور أياد علاوي عملَ اتصالات مع الجانب التركي لتشكيل وفد للتواصل معه.

Ad

تحت شعار «السياسة في حضرة الأخلاق» وبرعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، عقد مجلس العلاقات العربية والدولية صباح أمس اجتماعه الخامس لمجلس الأمناء، برئاسة محمد جاسم الصقر.

وناقش المجلس خلال الاجتماع العديد من القضايا العربية الطارئة، في مقدمتها ملف العلاقات العربية- التركية، والقضية الفلسطينية، فضلاً عن التطورات الأمنية والسياسية في عدد من الدول العربية، متطرقاً إلى الوضع الليبي، بحضور وزير خارجية ليبيا السابق ومندوبها السابق لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن الشلقم.

الصقر والعلاقات مع تركيا

وقال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية إن أمناء المجلس ناقشوا أمس عدداً من الملفات التي تهم العلاقات العربية- التركية، وأهمية تركيا بالنسبة للعالم العربي.

وأضاف الصقر في تصريح للصحافيين على هامش الاجتماع الذي عقده المجلس صباح أمس إن وجهة نظر المجلس هي إما مخاطبة تركيا أو الذهاب إليها لتقوية العلاقات العربية- التركية، لأن تركيا دولة أساسية ومهمة وموقعها الجيوسياسي في غاية الأهمية، ولذلك يجب أن يكون لها علاقة مميزة بالعالم العربي.

وتابع: «لقد فوّضنا إلى النائب السابق للرئيس العراقي الدكتور أياد علاوي عملَ اتصالات مع الجانب التركي لتشكيل وفد للتواصل معه»، لافتاً إلى أن الدكتور مصطفى البرغوثي تحدث خلال الجلسة عن الوضع في الأراضي الفلسطينية والقمع الإسرائيلي والجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن أعضاء المجلس ناقشوا ما يجري في اليمن وسورية والعراق.

وفي رد للصقر على سؤال بشأن ما وصلت إليه مبادرة مجلس العلاقات في اجتماعه السابق في إجراء مباحثات مع الجانب السوري، قال إن هناك أموراً لا يمكن البوح بها.

وذكر أن المجلس خوّله اختيار أحد المفكرين العرب لعمل دراسة حول مستقبل العلاقات العربية مع تركيا وإيران، مبيناً أنه «في الشأنين السوري والعراقي لا نستطيع القيام بشيء، لأن الدول العظمى لم تستطع تقديم شيء في هذه القضية».

تصور للأمن القومي

من جهته قال وزير الخارجية السوداني السابق د. مصطفى عثمان، إن مجلس العلاقات العربية الدولية هو مجلس شعبي يفترض أن يكون له دور باعتباره منظمة مجتمع مدني، لافتا إلى أن المجلس ناقش هذا الدور، ورأى أنه يمكن حدوث تكامل بينه وبين الأذرع الرسمية بالدول العربية، «بل إنه بصدد وضع تصور بشأن الأمن القومي العربي».

وأضاف عثمان، في تصريح صحافي على هامش اجتماع المجلس مساء أمس، أن المجلس استعرض ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة، كما استعرض الأوضاع في المنطقة العربية، وخاصة في اليمن وسورية وفلسطين وتركيا والعراق، وكذلك العلاقات مع دول الجوار العربي، إضافة إلى برنامج تأبين سمو الأمير الراحل سعود الفيصل ودوره في الدبلوماسية العربية.

وأوضح أن الدور الذي يمكن أن يقوم به المجلس، على سبيل المثال، هو العمل على إتمام المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية، لاسيما في ظل انشغال الدول العربية بقضايا كبيرة، «وهذا ما تم إقراره».

وتابع «كذلك دول التحالف مشغولة بالعمليات العسكرية في اليمن، والمجلس طرح سؤالا، ماذا بعد تحرير اليمن من الميليشيات الحوثية وغيرها؟، ورأى ضرورة اطلاق عملية سياسية تشترك فيها جميع الفصائل اليمنية، مشيرا إلى أن المجلس يمكن أن يتكامل مع أجهزة التحالف الرسمية بوضع تصور كيفية طرح هذا الموضوع، إضافة إلى طرح حوار سياسي- سياسي لمعالجة الإشكال في اليمن بعد الحرب.

ولفت إلى أن المجلس، باعتباره منظمة مجتمع مدني، بصدد وضع تصور ورؤية لموضوع الأمن القومي العربي، ولكن لابد من التنسيق مع الاجهزة الرسمية، لأنها هي التي ستعمل على تطبيق هذه الرؤية على ارض الواقع، «وبالتالي رؤيتنا للإصلاح تكون بالتعاون مع الأجهزة الرسمية والنخب الحاكمة لا المصادمة معها».

وعن قدرة أعضاء المجلس على التأثير على الحكومات، قال عثمان إن هذا المجلس، الذي تحتضنه الكويت برئاسة محمد جاسم الصقر، يضم خيرة أبناء الامة العربية ممن لديهم خبرات وتراكمات في العمل الدبلوماسي والتنفيذي والتشريعي، فبين أعضائه رؤساء وزارات ووزراء خارجية سابقون والامين العام للجامعة العربية السابق، وسمو الامير تركي الفيصل، هو مدير مخابرات سابق، وهذه التراكمات من الخبرة يجب أن تستفيد منها الامة العربية.

وأكد أن المجلس بهذه الخبرات لابد أن تمتد افكاره الى المنطقة العربية كلها، وعليه تقديم رؤية شاملة لمشروع عربي لما سيكون عليه العرب مثلا بعد عشر سنوات، إضافة إلى تحليل الأوضاع الحالية، وما يجب أن تكون عليه الاوضاع العربية- العربية، والاوضاع مع دول الجوار العربي، وكيف يتعامل العرب مع القضايا العالمية والدول الكبرى في العالم.

وعن أسباب غياب ليبيا عن المناقشات، قال ان المجلس استمع الى تقرير تفصيلي على الاوضاع في ليبيا قدمه الأخ عبدالرحمن الشلقم وزير خارجية ليبيا السابق ومندوب ليبيا في الامم المتحدة السابق الذي يحضر الاجتماع لأول مرة.

البرغوثي: جلسة مهمة

بدوره، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي الجلسة بأنها مهمة، وجرى خلالها نقاش حيوي تفصيلي لجميع الاوضاع العربية، لافتا الى ان الاجتماع ركز على الوضع الفلسطيني في ظل الجرائم الاسرائيلية، وأكد أهمية مساندة نضال الشعب الفلسطيني.

وأضاف البرغوثي أن الاجتماع ركز على بناء جهد عربي مرتكز وموقف عربي مشترك بما يخدم قضايا الأمة العربية.