مفاجأة مدوية فجرها المتهم الداعشي علي عمر الملقب بـ"أبو تراب" خلال التحقيق معه بتأكيده أن هذا التنظيم على علاقة جيدة بالنظام السوري والاستخبارات الإيرانية، مبيناً أنه حضر شخصياً اجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام دمشق ومخابرات طهران.

وعلمت "الجريدة"، من مصادر أمنية رفيعة، أن المتهم قدم كشفاً بأسماء القادة الميدانيين للتنظيم وجنسياتهم وآلية عملهم، واتصالاتهم مع بعض الجهات الاستخباراتية، واصفة "أبوتراب"، بـ "الصيد الثمين"، إذ كشف، ووالدته حصة محمد، التي ألقي القبض عليها معه، كنزاً من المعلومات الاستخباراتية أدهش قيادة التحالف العسكري الدولي ضد "داعش"، والذي تعتبر الكويت من أبرز أعضائه.

Ad

وأضافت المصادر أن "أبو تراب" شرح كيفية تهريب التنظيم للنفط وبيعه في السوق السوداء لدول إقليمية وتجار عالميين، الأمر الذي ساهم، حسب اعترافاته، في انخفاض الأسعار، لافتة إلى أنه أدلى بأسماء متورطة في تصريف النفط الداعشي عالمياً، حيث كان ضمن العناصر المسؤولة عن تصدير نفط الحقول التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق.

ولفتت إلى أن التحقيقات مستمرة مع المتهم لكشف مزيد من المعلومات التي تعد خريطة طريق لمحاربة التنظيم، وتكشف أسراراً كثيرة داخلية خاصة به لم تكن معروفة لقوات التحالف.

في السياق ذاته، قال مصدر مطلع إن التحقيقات مع المتهم كشفت أن عدد الكويتيين و"البدون" الذين يقاتلون مع "داعش" في سورية والعراق يقارب الـ 100، غير أنه لا يعرف أسماءهم لأن المناداة هناك تكون بالكنية لا بالاسم.

ووفقاً للمصدر، قال "أبوتراب" إن هؤلاء المواطنين، و"البدون" حاملي جوازات المادة 17 خرجوا من الكويت بحجة أداء العمرة، أو بداعي الدراسة أو السياحة في تركيا، مؤكداً أنه لا توجد هناك كويتيات باستثناء والدته التي عادت معه.

وأضاف أن "قادة التنظيم في سورية عراقيون، وأغلب أعضائه من تونس والمغرب والجزائر، فضلاً عن وجود عدد من السعوديين والأجانب"، لافتاً إلى أنه لم يلتقِ أمير التنظيم أبوبكر البغدادي ولا نائبه، ولم يكن يمكنه طلب مقابلتهما، وأن اختياره كمسؤول عن النفط جاء بناء على دراسته واللغة التي يجيدها.

وأوضح أن التنظيم يعتمد في مصادره على النفط والجزية من المناطق التي يسيطر عليها، مشيراً إلى أن معاركه الإرهابية تسير يومياً على نحو منتظم، فضلاً عن وجود فرق أخرى لتأمين مقاتليه.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت الاثنين الماضي القبض على عمر (مواليد 1988) وأحضرته من الخارج، مع والدته المواطنة المتهمة حصة محمد (مواليد 1964)، إلى جانب طفله، الذي أنجبه في محافظة الرقة من زوجته السورية.

وذكر بيانها حينئذ أن المتهم اعترف بانضمامه مع والدته إلى "داعش"، بعد تحريض منها، مبيناً أنها دفعت أولاً بابنها الأصغر عبدالله (مواليد 1991) لينضم إلى التنظيم، حتى قتل في إحدى معاركه الإرهابية بالعراق، وعقب ذلك بادر أخوه (المتهم الحالي) إلى قطع دراسته في بريطانيا، التي كان يدرس بها هندسة البترول، متوجهاً مع أمه إلى التنظيم في الرقة، ليُختار هناك مسؤولاً عن تشغيل حقول النفط والغاز، مع اشتغال والدته بالتدريس لزوجات وأبناء الإرهابيين، وتحفيزهم نفسياً وفكرياً.