مع إعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما استعدادهما «لتكثيف التنسيق» العسكري بين بلديهما في سورية، استغل نظام الرئيس بشار الأسد تهدئة أعلنها يوم العيد مدة 72 ساعة في كل الأراضي وحرك قواته باتجاه الطريق الوحيد المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب ليصبح في مرمى نيرانها.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن تقدم قوات الأسد في مزارع الملاح شمال غربي حلب وسيطرتها على تلتها في القسم الجنوبي وسط غطاء جوي كثيف جعلها على بعد كيلومتر واحد من طريق الكاستيلو، في تطور أكده القيادي في تجمع «فاستقم» المعارض زكريا ملاحفجي، مؤكداً أنه «لا أحد حالياً يقدر يدخل أو يطلع من حلب».

Ad

وأوضح مسؤول ثان في المعارضة موجود مع المقاتلين في المنطقة أن «كل الفصائل أرسلت تعزيزات وتحاول استعادة المواقع التي سيطرت عليها القوات الحكومية لكن الوضع سيئ للغاية».

هجوم مضاد

وأكد المرصد أن الفصائل الإسلامية والمقاتلة شنت هجمات مضادة لاستعادة المنطقة الاستراتيجية لكنها «لم تتمكن من استعادتها»، مشيراً إلى أن ذلك يعود بشكل أساسي الى «القصف الجوي العنيف الذي تتعرض له المنطقة».

وأفاد المتحدث باسم «جيش الاسلام» إسلام علوش صحافيين عبر تطبيق «تلغرام» بمقتل أربعة من عناصره «في منطقة الملاح قرب الكاستيلو كانوا مرابطين في المنطقة التي تتمتع بأهمية استراتيجية عالية من شأنها ايقاف النظام عن قطع الطريق الوحيد المؤدي الى المدينة».

انتهاكات واتهامات

وبعد هدوء استمر ساعات منذ إعلان التهدئة المفاجئة، التي رحبت واشنطن والتزمت بها فصائل الجيش الحر، قصفت قوات النظام مدينة حلب والمناطق المحيطة بها وريفها الشمالي، وكذلك أطراف مدينة دير الزور وريف حماة الجنوبي ومناطق في ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية بريف دمشق.

وفي ردّه على الهدنة المعلنة من جانب واحد، اتهم رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية أسعد عوض الزعبي واشنطن بتسليم الملف السوري إلى روسيا منذ فترة طويلة، مؤكداً أن ذلك ما أضعف زخم الثورة.

بوتين وأوباما

وتزامنت الانتهاكات مع اتصال هاتفي أعرب فيه الرئيس الأميركي عن قلقه من عدم التزام الأسد باتفاق وقف الأعمال العدائية وطلب الضغط عليه لوقف قصف المدنيين ودعا خلاله الرئيس الروسي إلى «المساهمة في انفصال المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية غير المعنية بالهدنة، مثل جبهة النصرة».

ووفق الكرملين، فإن الرئيسين الروسي الأميركي أكدا «عزمهما على تكثيف التعاون بين العسكريين الروس والأميركيين في سورية»، وشدد على أهمية استئناف مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة.

هجوم القلمون

إلى ذلك، شنت فصائل المعارضة في الساعات الأولى من فجر أمس هجوماً عنيفاً على مواقع ميليشيا «حزب الله» اللبناني وقوات النظام في القلمون الغربي وتمكنت من تحرير حاجز الصفا الفاصل بين الجرود الغربية لرنكوس وجرود وادي بردى وإلحاق خسائر فادحة بصفوف عناصر النظام وأسر بعضهم، بالإضافة إلى واغتنام مدفع 57 ودبابتين وسيارتين ورشاشات ثقيلة وأسلحة متوسطة وذخائر.

وفي حادثة هي الثانية من نوعها خلال 24 ساعة، أعلنت مصادر إعلامية موالية للنظام عن استهداف الطيران الإسرائيلي، مدينة البعث في محافظة القنيطرة. وأوضحت مصادر معارضة أن مروحية استهدفت المربع الأمني لقوات النظام ودمرت مبناه بالكامل.

ضربة البوكمال

وفي تطور لافت، عزت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس سبب هجوم «جيش سورية الجديد» قرب مدينة البوكمال بدير الزور إلى غياب الدعم الجوي الأميركي له في اللحظة الحرجة من المعركة.

وكشفت الصحيفة أن المقاتلات الأميركية، التي كان من المفترض أن تدعم الهجوم على المدينة الحدودية مع العراق في الثامن والعشرين من يونيو الماضي، تلقت أمراً من «البنتاغون» بترك سورية والتوجه إلى الفلوجة العراقية لتدمير قافلة لمسلحي «داعش» الذين طردوا مع آلياتهم قبل ذلك منها.

واعتبرت الصحيفة أن فشل العملية قرب البوكمال شكل ضربة قوية للخطط الأميركية بشأن تشكيل وحدات محلية قادرة على مواجهة الإرهابيين.

عرض سعودي

وفي حين أعلن سلاح الجو الأميركي تحطم طائرة من دون طيار «إم كيو-9» الهجومية والاستطلاعية القادرة على إطلاق صواريخ من نوع «هلفاير» يوم الثلاثاء أثناء قيامها بمهمة في شمال سورية في حادثة «غير مرتبطة بنار عدوة»، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» أمس الأول عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عرض توفير قوات في حملة مكافحة «داعش» وناقش مع نظيره الأميركي جون كيري مساء الثلاثاء الحاجة إلى تحقيق انتقال سياسي في سورية، إضافة إلى التطرق لعدة قضايا ومنها الوضع في ليبيا واليمن، والتطورات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.