حصد علاج استبدال التستوستيرون شعبية واسعة خلال العقد الأخير، فقد لجأ إليه ملايين الرجال الأكبر سناً لرفع مستويات هذا الهرمون على أمل تجديد طاقتهم واستئناف حياتهم الجنسية.لكن يبقى علاج استبدال التستوستيرون مثيراً للجدل نظراً إلى منافعه غير المؤكدة ومخاطره الصحية المحتملة. بدأ النقاش حول سلامة المستخدمين منذ سنوات، حين أثبتت الدراسات وجود رابط محتمل بين علاج استبدال التستوستيرون وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.تقول الدكتورة فرانسيس هايز، اختصاصية في الغدد الصماء التناسلية في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد، إن جزءاً من تلك الدراسات يبقى محدوداً: {في إحدى الدراسات مثلاً، كانت جرعات علاج استبدال التستوستيرون أعلى بكثير من الوصفة النموذجية، وأصيب المشاركون بضعف متزايد تزامناً مع مشاكل صحية أخرى. لم تتوصل دراسات أخرى إلى أي أدلة تثبت زيادة نسبة الخطر}.
أحدث النتائج
دعمت البحوث الجديدة هذا الموقف. في عام 2015، نُشرت دراسة في {الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية} وشملت 1472 رجلاً يتراوح عمرهم بين 52 و63 عاماً ويسجلون مستويات متدنية من التستوستيرون من دون أن يحملوا أي تاريخ في أمراض القلب. اكتشف الباحثون أن الرجال الأصحاء الذين تلقوا علاج استبدال التستوستيرون لم يكونوا أكثر عرضة للنوبات القلبية أو الجلطات الدماغية أو الوفاة.كذلك، أثبتت دراسة وردت في {وقائع مايو كلينك} في أغسطس 2015 عدم وجود رابط بين علاج استبدال التستوستيرون وتخثر الدم في العروق لدى 30 ألف رجل. تقول هايز: {لم يصدر الحكم النهائي حتى الآن بشأن أثر علاج استبدال التستوستيرون في أمراض القلب والأوعية الدموية}.لا تزال علاقة علاج استبدال التستوستيرون بمشاكل صحية أخرى مختلطة أيضاً. رُبط العلاج سابقاً بزيادة حالات سرطان البروستات مثلاً، لكن اكتشفت دراسة نُشرت في {مجلة أمراض المسالك البولية} أن أخذ علاج استبدال التستوستيرون خلال خمس سنوات لم يرتبط بزيادة مخاطر سرطان البروستات العدائي. باختصار، لا تزال مخاطر علاج استبدال التستوستيرون على المدى الطويل مجهولة، ولم يتابع معظم تلك الدراسات حالات المشاركين. لا يعني ذلك ضرورة تجنب علاج استبدال التستوستيرون. بالنسبة إلى مجموعة منتقاة من الرجال، قد يكون هذا العلاج خياراً عملياً.من المرشّح المناسب؟
يجب أن تتراجع مستويات التستوستيرون لديك (أقل من 300 نانوغرام /ديسليتر) وتواجه بعض الأعراض لتلقي علاج استبدال التستوستيرون. توضح هايز: {قد تسجّل مستويات متدنية من التستوستيرون من دون أن تختبر أي أعراض. لكن إذا لم تواجه أياً من الأعراض الأساسية، لا سيما التعب والعجز الجنسي، لا يوصى بعلاج استبدال التستوستيرون نظراً إلى الشكوك الراهنة حول سلامة استعماله على المدى الطويل}. يقيس فحص دم بسيط مستويات التستوستيرون. تبرز الحاجة إلى القيام بفحوص عدة، إذ يمكن أن تتقلّب تلك المستويات يومياً وتتأثر بالأدوية والحمية الغذائية: {في 30% من الحالات التي يكون فيها أول فحص تستوستيرون متدنياً، تعود المستويات إلى نطاقها الطبيعي عند تكرار الفحص}.حتى لو كانت مستوياتك متدنية وكنت تواجه عدداً من الأعراض، لا يكون علاج استبدال التستوستيرون أول خيار مناسب دوماً. توضح هايز: {إذا كنت تستطيع تحديد سبب تراجع مستويات التستوستيرون، يمكنك معالجة المشكلة غالباً ورفع تلك المستويات طبيعياً}.يتعلق أول عامل يؤثر في تراجع مستويات التستوستيرون باكتساب الوزن: {يؤثر الوزن في مستويات التستوستيرون أكثر من الشيخوخة. مع زيادة الوزن، تتراجع مستويات التستوستيرون}. تكون زيادة مؤشر كتلة الجسم بمعدل خمس نقاط (من 30 إلى 35 مثلاً) موازية لإضافة 10 سنوات إلى العمر على مستوى معدلات التستوستيرون.تضيف هايز: {يجب أن يراجع طبيبك أي عوامل أخرى قد تؤثر في مستويات التستوستيرون مثل الأدوية أو الظروف الطبية}. في هذه الحالات، قد يعالج طبيبك المشكلة الكامنة أو يغير دواءك أو جرعته وينتقل إلى خيار لا يؤثر في مستويات التستوستيرون.يجب أن يفهم الرجال أيضاً حدود علاج استبدال التستوستيرون لأن البعض يعتبره منبعاً للشباب. تقول هايز: {يبقى أثره أقل من ما يتوقعه عدد كبير من الرجال}.ثمة منفعتان شائعتان لعلاج استبدال التستوستيرون: الصحة الجنسية وحيوية الجسم. راجعت دراسة نُشرت في {مجلة نيو إنغلاند الطبية} آثار علاج استبدال التستوستيرون على 790 رجلاً في عمر الخامسة والستين وما فوق. سجّل الأشخاص الذين تلقوا علاج استبدال التستوستيرون طوال سنة، مقارنةً بمن أخذوا دواءً وهمياً، تحسّناً في الوظيفة الجنسية، بما في ذلك النشاط والرغبة ووظيفة الانتصاب. لكن سجّلت المجموعة تحسناً ضئيلاً على مستوى المزاج من دون أن تتغير سرعة المشي التي استُعملت لقياس أثر علاج استبدال التستوستيرون على مستوى الحيوية.أشكال استعماله
يأتي علاج استبدال التستوستيرون على شكل هلام أو حقنة. عند استعمال الهلام، يجب دهن الجرعة اليومية (بحجم عبوة كاتشاب) على أعلى الذراعين أو الكتفين أو الفخذين. لكن تُعطى الحقنة عموماً في المؤخرة مرة كل أسبوعين.لكلّ طريقة إيجابياتها. مع الهلام، تتراجع التقلبات في مستويات التستوستيرون. لكن يجب أن تتوخى الحذر وتتجنّب الاحتكاك المكثّف بالبشرة لبضع ساعات، لا سيما مع النساء، لأن التستوستيرون قد يؤدي إلى ظهور حب الشباب أو نمو الشعر.عند استعمال الحقن، قد ترتفع مستويات التستوستيرون بدرجة كبيرة خلال الأيام التي تلي تلقي الحقنة قبل أن تنخفض بوتيرة بطيئة. قد يسبّب هذا الوضع تقلبات متلاحقة، فتبلغ مستويات المزاج والطاقة أعلى الدرجات قبل أن تهبط مجدداً.يشعر معظم الرجال بتحسّن الأعراض خلال فترة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، مع أن بعض التغيرات (مثل زيادة الكتلة العضلية) قد تتطلب بين ثلاثة وستة أشهر.قد لا تبرز الحاجة دوماً إلى أخذ علاج استبدال التستوستيرون طوال الحياة. توضح هايز: {إذا عولج سبب تراجع مستويات التستوستيرون، يُفترض أن تحاول وقف العلاج وأن يعيد الطبيب تقييم وضعك}.هرمون التستوستيرون
يعزز هرمون التستوستيرون رجولة الذكور. تنتجه الخصيتان ويكون مسؤولاً عن الخصائص الذكورية مثل الصوت الأجش والبنية العضلية والشعر على الوجه. يزيد التستوستيرون أيضاً إنتاج خلايا الدم الحمراء وكثافة العظم. تبلغ المستويات ذروتها في بداية سن الرشد ثم تتراجع مع التقدم في السن (حتى %2 في السنة بدءاً من عمر الأربعين تقريباً). تتراوح المستويات الطبيعية بين 300 و1000 نانوغرام/ديسليتر. يؤدي تراجع معدلات التستوستيرون إلى أعراض عدة:• عجز جنسي أو تبدّل الرغبة الجنسية.• اكتئاب أو قلق.• تراجع الطاقة.• تراجع الكتلة العضلية.• اكتساب الوزن.• فقر دم.• نوبات حرّ.