يعتبر الإمام البخاري من أهم علماء الحديث، فهو صاحب أصح الكتب بعد القرآن الكريم بإجماع العلماء، وقد ولد في مدينة بخارى (غرب جمهورية أوزبكستان الحالية والتي تقع في آسيا الوسطى)، وقد اختلف المؤرخون حول أصله، حيث قيل إنه فارسي، وقيل إنه عربي.وُلد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَة الجعفي البخاري، ليلة الجمعة، الثالث عشر من شوال سنة 194هـ، وتربّى في بيت علم، إذ كان أبوه من العلماء المحدثين الأتقياء، ومات والبخاري صغيراً، فنشأ يتيماً في رعاية أمه.حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وأمهات الكتب المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، وملازمة حلقات الدروس، وكان حريصاً على تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، وإتقان كلّ ما يتعلق بعلوم الحديث. يقول تلميذه محمد بن أبي حاتم: قلت للبخاري: كيف كان بدء أمرك؟ قال: ألهمت حفظ الحديث في المكتب ولي عشر سنين أو أقل، وخرجت من الكتاب بعد العشر، فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره...، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء، ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة فلما حججت رجع أخي بها، وتخلفت في طلب الحديث، فلما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيدالله بن موسى وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر النبي (ص) في الليالي المقمرة وكل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة، إلا أني كرهت تطويل الكتاب.تجول البخاري بين البلدان والأمصار الإسلامية لجمع الحديث، وكان يتحرى ويدقق فيما يأخذ، والتف حوله طلاب العلم والرواة والمحدّثون وعمره سبع عشرة سنة لما اشتهر بسعة حفظه وتثبّته وإتقانه.وقد صنَّف البخاري ما يزيد على عشرين مصنفًا، منها الجامع الصحيح، المعروف بـ"الجامع الصحيح" أو "صحيح البخاري".اضطر إلى مغادرة موطنه "بخارى" بسبب تعنت أميرها له لرفضه أن يخص أولاد الأمير بسماع الحديث، بعيداً عن الناس واستقر بإحدى قرى سمرقند وفيها تٌوفي أول يوم من شوال سنة 256هـ، وكان عمره آنذاك اثنتين وستين سنة وله ضريح مشهور في سمرقند.
توابل - دين ودنيا
الإمام البخاري
26-06-2016