تميزت الأسهم الأفضل أداء في قائمة فورتشن 500 للسنة الماضية بسمة مشتركة، وهي عدم قيامها بتوزيع أرباح على المساهمين، وكان سعر سهمي أفضل شركتين في 2015 وهما نتفليكس وأمازون دوت كوم ارتفعا بنسبة 134 في المئة و118 في المئة على التوالي، ومثلت تلك الأسهم النوعية المطلوبة للتملك، لا الأسهم التي يعول على نموها واستقرارها في الأجل الطويل.

ومنذ ذلك الوقت، على أية حال، تعثرت الشركتان فقد هبطت أسهم نتفليكس بأكثر من 17 في المئة منذ بداية السنة الحالية حتى الآن، في حين تعافى سهم أمازون في الآونة الأخيرة (ارتفع 6 في المئة خلال السنة) إلا أنه كان قد سجل هبوطاً بما يصل الى 24 في المئة وسط تقلبات السوق في وقت سابق من هذا العام، وكان أداء السهمين أقل من الشركات الأبطأ نمواً والتي تدفع أرباحاً مثل جونسون آند جونسون (ارتفعت 14 في المئة) وكمنز Cummins (ارتفعت 29 في المئة) مع توجه المستثمرين الى الأمان في شركات يمكن التنبؤ بنموها كما يقول دون تايلر من شركة فرانكلين تمبلتون: "أتوقع أن يستمر هذا الوضع، ولست أرى تغيراً في ذلك الحافز".

في ضوء ذلك، قمنا باستعراض قائمة فورتشن 500 لأفضل الأسهم التي توزع أرباحا وتستحق الشراء الآن فوجدنا شركات لديها حصيلة تفوق متوسط ستاندرد آند بوورز 500 عند 2.15 في المئة، تمكنت من زيادة توزيعاتها عن 10 في المئة أو أكثر خلال السنوات الثلاث الماضية على الأقل، لأن للأسهم التي تنمو توزيعاتها تاريخا في التفوق على السوق بمرور الوقت.

Ad

وطلبنا من محترفي استثمار مساعدتنا على الاختيار من بين الـ89 شركة التي تمكنت من اجتياز معاييرنا تلك التي لا تزال أسهمها رخيصة نوعاً ما بالنسبة الى امكاناتها وخلصنا الى قائمة تضم خمسة أسهم تطرح قيمة وأماناً ونمواً. وبعد كل شيء، يقول جون بكنغهام وهو مسؤول الاستثمار الرئيسي في آل فرانك أسيت مانجمنت Al Frank Asset Management "أكثرية الشركات في فورتشن 500 يحتمل أن تستمر خلال 10 سنوات أو 20 سنة من الآن"، ونقدم فيما يلي بعضاً من أفضل الأسهم المرشحة للشراء في الوقت الراهن.

1 – مايكروسوفت

استحواذ مايكروسوفت على لينكدن بقيمة 26.2 مليار دولار، والذي أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري، أثار بعض الانتقادات القائلة بإن عملاق التقنية قد بالغت في تقييم الصفقة، ولكن مايكروسوفت التي صنفت في الربعين الأخيرين بين أعلى الشركات الـ10 الموزعة للأرباح في العالم من حيث المبالغ التي دفعت الى المساهمين، بحسب دراسة أجرتها هندرسون غلوبال ديفيدند، يحتمل أن تحقق عوائد أكثر من رأس المال الى المساهمين بمجرد ابرام الاتفاق، كما يقول دون تايلر الذي يدير صندوق فرانكلين رايسنغز ديفيدند، والذي يقول: "لست أشك في أنك ستشهد زيادة ثنائية الرقم في الأرباح فترة طويلة مقبلة".

ومايكروسوفت التي يقول تايلر إن لديها "ميزانية تخلو من الخطأ" لا يحتمل أن تحقق أكثر من أرباح الحد الأدنى من صفقة لينكدن التي تمولها من خلال دين بمعدلات فائدة متدنية، وهو بديل أرخص كثيراً من استخدام (ودفع ضرائب على) مبالغها النقدية في الخارج بغية تسديد قيمة الاتفاق. وعلى الرغم من انكماش أرباح سهم مايكروسوفت بحوالي 44 في المئة في سنة 2015- وهو أحد الأسباب وراء هبوطه في الآونة الأخيرة- فإن وول ستريت تراهن على قرب عكس هذا الاتجاه كما يتوقع أن يصل نمو أرباح السهم الواحد الى حوالي 45 في المئة في هذه السنة. ويقول تايلر مع استمرار أعمال كلاود في مايكروسوفت- التي تحتل المركز الثاني بعد خدمات شبكة أمازون- في النمو وجني الشركة للفوائد عبر ضم لينكدن خلال السنة المقبلة سيتحقق ذلك.

2 – برودنشال فايننشال

تعرض برودنشال فايننشال خليطاً جذاباً بشكل خاص يندر أن يوجد في هذه الأيام خارج القطاع المالي: أرباح تبلغ ضعف ما تدفعه سندات الخزانة لـ30 سنة في الوقت الراهن ونسبة سعر الى الربح من رقم واحد أقل من نصف متوسط اس آند بي 500.

ثمة سبب وراء كون أسهم برودنشال فايننشال غير مكلفة الى حد كبير- فقد منعت معدلات الفائدة المتدنية شركة التأمين هذه ونظيراتها من الحصول على الكثير من العوائد عبر استثمار الأموال التي تجمعها من الأقساط. ولكن سهم برودنشال يتداول عند خصم كبير مقارنة مع مستوياته التاريخية (مضاعف السعر السوقي حوالي 11) وحتى اذا هبطت أرباح الشركة بالسهم في هذا العام بشكل ما- كما يتوقع وول ستريت- فإن برودنشال مربحة بصورة كبيرة جدا بعد أن ضاعفت أرباح السهم الواحد أربعة أمثال إلى حوالي 10 دولارات في العام الماضي.

كما أن الشركة تعيد بعضاً من رأس المال هذا الى المساهمين، فقد زادت توزيع أرباحها بأكثر من 20 في المئة سنوياً بشكل وسطي خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وإذا ارتفعت معدلات الفائدة، كما يتوقع بكنغهام في نهاية المطاف، فإن برودنشال ستستفيد بكل تأكيد.

3 – جونسون كونترولز

أعلنت شركة جونسون كونترولز Johnson Controls في شهر يناير الماضي أنها ستندمج مع تايكو Tyco لتشكيل شركة صناعية متنوعة، ولكن السوق لا يزال يقيم جونسون كونترولز في شركتها السابقة في السيارات التي تتمتع بشكل نموذجي بمضاعف سعر سوقي أدنى. ويظن تايلر أن ذلك على وشك أن يتغير مع إدراك المستثمرين لمدى تحول محفظة انتاج الشركة، وخاصة بعد التغير الذي أدخلته على وحدة السيارات أدينت في شهر أكتوبر الماضي.

وتشتهر جونسون بتقليد طويل من زيادة توزيع أرباحها سنوياً، وقد جمدت ذلك خلال فترة الركود فقط عندما تعرضت شركات صنع السيارات الى أوقات صعبة- ولا يتوقع تايلر أن يتوقف ذلك في وقت قريب.

4 – أبل

عادت شركة أبل الى توزيع أرباح من جديد في سنة 2012، وذلك لأول مرة منذ سنة 1995. ولكن منذ ذلك الوقت بدت كأنها تعوض الوقت المفقود: كانت دفعاتها كبيرة جداً بحيث انطلقت أبل لتصبح واحدة من أعلى 10 شركات في توزيع الأرباح في العالم، بحسب دراسة من هندرسون غلوبال انفسترز، وهبط سعر سهمها في الآونة الأخيرة بعد أن أعلنت في أبريل الماضي عن هبوط مبيعاتها من آي فون لأول مرة على الاطلاق، كما انخفض دخلها من الصين أيضاً.

وعلى الرغم من توقع وول ستريت لهبوط في مبيعات وأرباح شركة أبل في هذه السنة بسبب حصيلتها الجديدة من أبل واتش بشكل جزئي فإن بكنغهام يظن أن سهمها لا يزال مقيماً بأقل من قيمته الى حد كبير، ويقول إن "أبل تتمتع بجودة وبقاعدة ضخمة من العملاء ومعجبين وبقدرة تامة على احداث ثورة في فئات الانتاج".

5 – كاردينال هيلث

هبطت أسعار شركة كاردينال هيلث بحدة في أبريل الماضي بعد أن خفضت هذه الشركة الموزعة للأدوية توقعاتها لأفضل سيناريو للأرباح لهذه السنة، ولكن الأسباب وراء ذلك هي معدلات الصرف الأجنبي غير المواتية والهبوط الطفيف في أسعار الأدوية- يحتمل أن تبقي سعر السهم منخفضاً لفترة طويلة.

ولا يزال وول ستريت يتوقع أن تزيد الشركة مبيعاتها بنسبة 18 في المئة وأرباحها بحوالي 20 في المئة خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في هذا الشهر، وبقدر أسرع كثيراً من نمو منافسات كاردينال هيلث من أمثال ماكيسون Mackesson التي تملك توزيعات أرباح أدنى كثيراً أيضاً.

وتوجد كاردينال هيلث في نادي النخبة للأسهم المعروف باسم ديفيدند أريستوكراتس- أولئك الذين زادوا أرباحهم في السنوات الخمس والعشرين الماضية على التوالي- وهو النادي الذي تجاوز أداء اس آند بي 500 في الأجل الطويل.

وبالنظر الى أن كاردينال تمكنت من اعادة المزيد والمزيد من رأس المال الى المساهمين حتى مع توسعها اللافت واستحواذها على حق توزيع عقاقير جنسية وأعمال الأجهزة الطبية لدى جونسون آند جونسون بأكثر من 3 مليارات دولار معاً في السنة الماضية فإن من المحتمل أن يتحول المستثمرون الى سهمها اذا تعرض السوق لوضع صعب.

* جن ويكزنر