شنت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون هجوماً لاذعاً على منافسها الجمهوري، الملياردير الشعبوي دونالد ترامب، بسبب رد فعله على "مجزرة أورلاندو" وتمسكه بحظر دخول المسلمين الى الولايات المتحدة، وإصراره على اعتماد عبارة "الإسلام الراديكالي" لوصف الإرهاب الذي يقوم به أشخاص مسلمون، وهو الأمر الذي يرفضه جناج كبير في الحزب الديمقراطي كونه يحمل وصما للإسلام بالتطرف، وكونه يعتبر أن أي متدين متشدد هو بالضرورة إرهابي.

وحذرت كلينتون من أسلوب ترامب "الخطير والمخالف للقيم الاميركية"، وقالت في كلمة تميزت بالهدوء والثقة أمام مؤيديها في بيتسبورغ: "حتى في وقت نشهد فيه انقساما في السياسات، إنها أقوال (تصريحات ترامب) تتجاوز ما يمكن أن يتفوه به شخص مرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

وأضافت: "ما يقوله ترامب مهين، وهذا دليل إضافي على أنه غير مؤهل، وطباعه لا تتلاءم مع منصب القائد الأعلى للبلاد"، مشيرة إلى أن رد ترامب على "مجزرة أورلاندو" مزعج.

Ad

وقالت إن "التحيز والشك المرضي والتحزب ليست خطة، ولن تحمي أحداً"، وتساءلت عن استراتجية ترامب للرد على الإرهاب باستثناء اعتماد تسمية الإسلام الراديكالي، مضيفة أن فرض حظر على دخول المسلمين هو طرح مخالف للدستور الذي يحمي حرية المعتقد ولا يميز على اساس العقيدة، إضافة الى انه يزيد المخاطر على الولايات المتحدة ويجعل منها عدوة لكل المسلمين حول العالم.

وأكدت كلينتون مرة أخرى تأييدها لعمل عسكري منسق في سورية والعراق للقضاء على "داعش" هناك، وأشادت بالسياسات الأميركية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، على عكس منافسها الذي يعتبر أن الحرب في افغانستان والعراق خلال ادارة الرئيس الجمهوري جورج بوش والسياسات المعتمدة خلال ادارة الرئيس باراك أوباما، وفي سورية، وانسحابه من العراق كلها زادت المخاطر الإرهابية على الولايات المتحدة.

ودعت إلى تشديد الرقابة على مبيعات الأسلحة النارية، وانتقدت اقتراح ترامب توسيع تعليق هجرة المسلمين ليشمل "كل المناطق التي لها تاريخ من الارهاب".

أوباما

وبعد أقل من ساعة على خطاب كلينتون، شن أوباما هجوماً لاذعاً على ترامب في خطوة وصفتها وسائل الاعلام الأميركية بأنها دخول رسمي للرئيس في المعركة الانتخابية. وحذر أوباما في كلمة ألقاها بعد اجتماع في البيت الأبيض مع مساعديه من الوقوع في فخ التعميم ضد المسلمين قائلا: "إذا قلنا إننا في حرب مع دين كامل فنحن إذن نفعل ما يفعله الإرهابيون". وأضاف أن ترامب يوظف الحادث سياسياً. وحذر أوباما من أن تنظيمات مثل ما يسمى تنظيم "داعش" و"القاعدة" تريد إظهار تلك الهجمات على أنها حرب بين الاسلام والولايات المتحدة أو بين الاسلام والغرب.

وأوضح أن التعامل مع المسلمين الأميركيين بصورة مختلفة سيجعل البلد فقط أقل أمنا من خلال زيادة الانقسام بين الغرب والعالم الإسلامي.

وشدد على أن الولايات المتحدة تأسست على حرية العقيدة، مضيفاً :"لا مكان للاختبارات الدينية هنا".

ترامب

وبعد خطاب أوباما وهيلاري، رد ترامب في كلمة، خلال تجمع له في ولاية نورث كارولينا مع حشد قدر بتسعة آلاف شخص غنوا له احتفالا بعيد ميلاده السبعين، قائلاً: "لقد كان أوباما غاضباً عليّ أكثر من غضبه على القاتل" في إشارة الى عمر متين منفذ مجزرة اورلاندو التي قتل فيها 49 شخصا في هجوم على ملهى ليلي للمثليين.

وكان ترامب أثار جدلا كبيرا بعد تلمحيه الى أن أوباما قد يكون داعما لمنفذ الهجوم، بقوله إن "شيئا ما يحصل" مع الرئيس بسبب رفضه استخدام عبارة "الإسلام الراديكالي".

وجدد اتهام أوباما بالفشل في مواجهة التشدد الإسلامي والتحذير من أن سياسات كلينتون بشأن الهجرة ستسمح بدخول المزيد من المهاجمين المحتملين إلى البلاد، مضيفاً أن "سياسات الديمقراطيين مسؤولة عن أعنف حادث إطلاق رصاص في التاريخ الأميركي الحديث" .

انتقادات جمهورية

من جانبه، قال رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان، أمس الأول، إن حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة ليس في مصلحة البلاد.

وأضاف ريان، وهو أرفع مسؤول جمهوري منتخب في أميركا، للصحافيين "لا أعتقد أن منع المسلمين في صالح بلادنا"، مردفا أن من يدخلون البلاد يتعين أن يخضعوا لاختبار أمني مشدد وليس لاختبار ديني.

في سياق متصل، فازت كلينتون في الجولة الأخيرة والأكثر رمزية من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والتي جرت في العاصمة الاميركية. وفازت كلينتون بـ79 في المئة من الأصوات مقابل 21 في المئة لمنافسها الاشتراكي سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز.

اللقاء مع ساندرز

وبعد فوزها أعلنت كلينتون أن المعركة الديمقراطية انتهت وأنها بالتأكيد مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة ولا وجود لأي سيناريو آخر. وأجرت لقاء ايجابيا مع منافسها بيرني ساندرز، الذي قال انه باق في السباق لكنه تعهد بالعمل مع كلينتون لمواجهة ترامب.

ودعا ساندرز إلى "برنامج عمل أكثر تقدمية" في المؤتمر العام للحزب، مشدداً على ضرورة أن يؤكد الحزب بشكل لا لبس فيه أنه يقف في صف الطبقة العاملة.

استطلاع

وأظهر أول استطلاع لرويترز-إبسوس بعد مجزرة أورلاندو التي وقعت يوم الأحد تراجع تقدم كلينتون على ترامب في الأسبوع الماضي.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجري في الفترة من الجمعة وحتى أمس الأول تقدم كلينتون على ترامب بفارق 11.6 نقطة مقارنة بالفارق السابق البالغ 13 نقطة في الأيام الخمسة التي انتهت يوم السبت.

ترامب: جنودنا سرقوا الملايين من العراق
اتهم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الجنود الأميركيين بسرقة ملايين الدولارات من الأموال العراقية خلال وجودهم في العراق بعد عام 2003.

وقال ترامب على هامش مرور الذكرى 241 لتأسيس الجيش الأميركي: "أريد أن أتحدث عن كيفية جلب سلال من الأموال من العراق، الذي تحول إلى جحيم ملايين من الدولارات، وكيفية تسليمها".

وشدد ترامب على ضرورة "معرفة من هؤلاء الجنود الذين تولوا هذه المهمة، لأنني أعتقد أنهم يعيشون الآن بمستوى عالٍ من الرفاهية، بغض النظر عمن يكون هؤلاء".

يذكر أنه تمت إدانة أكثر من 115 ضابطا وجنديا أميركيا بارتكاب جرائم سرقة ورشاوى وتمشية عقود وهمية أثناء وجودهم في العراق وأفغانستان بلغت قيمتها ما يقارب 52 مليون دولار.