يتعامل المسلمون مع شهر الصوم بشيء من الاحترام والقدسية، فضلاً عن القيام بواجب الصوم ونوافل القيام وقراءة القرآن، وذلك حين يمتنعون أحياناً عن أشياء قد تكون مباحة احتراماً للصوم وآدابه، كما تمتنع أغلب النساء عن الميكياج والزينة في نهار رمضان، ويمتنع المفطرون حتى لعذر عن إظهار فطرهم، بل أحيانا كثيرة يمتنع حتى غير المسلمين المقيمين في بلاد المسلمين عن إظهار أكلهم أو شربهم، وقد يصومون أيضا، وكل هذا احتراما لشهر رمضان أو للصائمين ممن يقابلونهم أو يعيشون معهم، والعاملون في بيوت الكويتيين كمثال من غير المسلمين كثير منهم يصوم تقديرا واحتراما لأهل البيت وعاداته الدينية، العموم الأغلب يحترم الصوم وشهره وروحانيته، إلا الحكومات في بلادنا العربية، فهي أبدا لا تعرف للصوم ولا لشهره قدسية ولا روحانية ولا آدابا!إن كان مفهوم الصوم هو الامتناع عن بعض الحلال في النهار تعبيدا للنفس وتعليما لها كي تكفّ عن الحرام وأكله، وكي تعلم مسؤوليتها تجاه الغير من المعوزين المحتاجين، وإن كان المسلمون يعون هذه الحكمة ويطبقها الكثير منهم فإن الحكومات العربية لا تصوم ولا تعرف للصوم حكمة! فهي في عمومها وأغلبها لا تكفّ عن أكل الحرام والسحت لا في نهار رمضان ولا في غيره، ولا تتوقف أبدا عن الفساد والإفساد في مال دولها وشعوبها ولا تراعي مصالحهم ولا تتفكر في المعوزين المحتاجين من رعاياها الذين حرموا حقوقهم بسبب الفساد وسوء الإدارة، وهي أيضا لا تترك المكياج الذي تحاول به تجميل أدائها السيئ وفسادها من خطب رنانة وتصريحات متهالكة تحاول بها تغطية فطرها المفضوح!معاقبة المجاهر بفطره والبرامج الدينية التي ترعاها المؤسسات الرسمية الحكومية وكل مظاهر الاحتفاء بشهر الصوم ورعاية إحياء العبادات الرمضانية كل هذا ما هو إلا شكليات في معاني الصيام، على الحكومات أن تصوم حقيقة عن كل حرام من أكل المال السحت ومن الإهمال في أداء الواجب تجاه الوطن والشعب وقطع دابر السرقة والرشوة، ثم عليها بعد ذلك أن تظهر للشعوب صيامها الشكلي. صوموا قبل أن تعاقبكم الشعوب على فطركم الفعلي لا الشكلي، فما عاد أحد يعرف كيف تُحسب ردة فعل هذه الشعوب المغلوبة على أمرها في مشاهدة المناظر المقززة لهذا الإفطار!
مقالات - اضافات
الحكومات لا تصوم في وطننا العربي!
11-06-2016