كانت فرنسا تحلم دائما باحتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت، وكان الشعب الجزائري رافضا للاستعمار الفرنسي الذي فرض نفوذه بصورة بشعة ومخيفة خاصة بعد أن أصدر الحاكم الفرنسي للجزائر قرارا ينص على عدم السماح لأي مدرس جزائري أن يفتح مدرسة لتعليم العربية دون الحصول على رخصة من السلطة العسكرية بشروط أهمها ألا يدرس تاريخ الجزائر، وجغرافيتها، وألا يشرح آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الجهاد، بالإضافة إلى الولاء للإدارة الفرنسية، كما تم إصدار قرار ينص على حظر استعمال اللغة العربية، واعتبارها لغة أجنبية في الجزائر، وواجهت فرنسا العديد من الثورات الشعبية التي تقاوم الاحتلال، ثورات في كل مكان هدفها النضال من أجل التخلص من هذا الاحتلال اللعين، وكل ثورة تحمل اسم مناضل من المناضلين.

كان الجزائريون جميعا على قلب رجل واحد للوصول إلى الهدف السامي وهو الحصول على الاستقلال والتحرر من قيود الاستعمار، ومن بين هؤلاء المناضلين ضد الفرنسيين كان محمد بن علمي بن علي فتوحي والد وردة، الذي ولد في منطقة سوق أهراس بالجزائر، ويحمل بداخله جينات الوطنية والانتماء باعتباره في الأساس فلاحا تربط بينه وبين الأرض قصة حب، ويدرك معنى كلمة الوطن التي تساوي بداخله العرض والشرف والكرامة والكبرياء.

Ad

وفي فرنسا التحق فتوحي بالجيش الفرنسي، هرباً من بيت عمه الذي لم يعد يحنو عليه أو يهتم به أو حتى ينفق عليه بعد وفاة شقيقه "والد محمد”، وكان عمره وقتذاك 14 عاماً، أراد محمد أن يستقل بذاته وحياته بعيداً عن عمه الذي لم يشعر يوماً ما بحنانه واهتمامه.

كان محمد يجد كل الدعم والحماس من زوجته نفيسة محمد يموت التي تنتمي لإحدى أكبر عائلات لبنان، والتي تزوجها رغماً عن رغبة أهلها بعد قصة حب كبيرة نشأت بينهما، ليعيش الاثنان في حي "مونمارتر” في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وكانت نفيسة بالمناسبة تتمتع بصوت جميل، ودائماً ما كانت تغني وهي جالسة وحدها بالمنزل.

ورغم إعجاب الكثيرين بصوتها، إلا أنها لم تفكر في احتراف الغناء، وإنما كانت تشجع ابنتها وردة على الاستمرار في حلمها، وكانت تثق تماماً في أن وردة سيأتي يوم وتصبح مطربة لها شأن كبير في عالم الغناء، كانت أماً حنونة، وفي الوقت ذاته يسيطر على شخصيتها الشدة والحزم، إلا أن مرض السكري أنهكها، وجعلها تحاول الابتعاد عن أي انفعال بقدر الإمكان.

لم يكن محمد فتوحي يدرك أن حبه للجزائر قد يدفعه للمغامرة بحياته والمخاطرة باستقرار وأمان أولاده، كانت الحرية بالنسبة له أغلى من كل أموال الدنيا وأهم من أي استقرار أو راحة بال، فما معنى راحة البال وأنت غريبا وبعيداً عن وطنك وأهلك وجيرانك وناسك، ولم يكتف محمد بأن يقوم بأعمال المقاومة والنضال بمفرده، وإنما كان يستخدم ابنته في توصيل المنشورات الثورية، فكان يضع بمساعدة زوجته المنشورات التي يكتبها مجموعة من الثوار داخل حقيبتها المدرسية التي تضعها على ظهرها، وتعبر بها بوابات القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) ليأتي من يتسلمها منها أمام باب المدرسة، ويوزعها على الثوار والمناضلين.

كانت وردة في سنوات عمرها الأولى وقتذاك ولم تكن تدرك أنها تحمل فوق ظهرها كلمات نارية تجلد وجه المستعمر ولا تفهم سر تأكيد والدتها عليها وهي في طريقها للمدرسة.

خدي بالك يا وردة.. فيه حد حياخد حاجة من شنطتك.. اوعي تصرخي أو تقولي له لا.

وتمضي وردة في طريقها للمدرسة.

وعندما تصل لباب مدرستها فوجئت ببعض الأشخاص الذين يعترضون طريقها ويسألونها:

- أنت وردة فتوحي بنت صاحب مطعم "طم طم”.

فتهز رأسها بالإيجاب لتجد واحدا منهم يمسك شنطتها ويفتحها، ويخرج منها مجموعة أوراق لا تعرف ماذا بها؟

ثم يغلق الشنطة ويقول لها:

- قولي لبابا.. بكرة حنستناكي هنا تاني.

فتهز رأسها وهي تشعر بالدهشة وتقفز بداخلها عشرات علامات الاستفهام والتعجب مما تراه أو تسمعه.

وتدخل وردة مدرستها لتقضي يومها الدراسي وذهنها مشغول بهؤلاء الأشخاص الذين يفتحون شنطتها أمام عينيها دون أن تنطق بكلمة واحدة، وعندما تعود للمنزل تخبر والدها بما حدث، فيربت على ظهرها ويمنحها قبلة لا تفهم سببها، أما الشيء الذي لا يغادر ذاكرة وردة فهو أنها كانت على موعد مع المرض، حيث كانت مهددة بأن تصبح مشلولة لا تستطيع المشي على قدميها، وكانت بالفعل تسير بصعوبة وأحيانا تتساند على أخواتها.

السبب هو اختفاء الحليب تماماً من الأسواق نتيجة الأزمات الاقتصادية التي خلفتها الحرب العالمية، وهذا النقص في اللبن أضر جدا بصحتها، كانت تعاني وتتألم، لكنها تحاملت على نفسها بإرادة لا تعلم من أين أتت بها، وكان البديل هو "حقنة” تأخذها من حين لآخر لتستطيع الوقوف على قدميها إلى أن مرت الأزمة بخير وسلام، "حقنة” أخذت منها جرعات عديدة، لا تدري كم عددها حتى تتجاوز محنتها الصحية.

ومرة أخرى كانت وردة على موعد مع الموت، فقد دخلت وهي صغيرة ثلاجة المطعم وكان معها أخوها مسعود، دخلت بملابس المدرسة من أجل أن تزوغ وتهرب دون أن يراها أحد، ولم تكن تعلم أن الثلاجة إذا تم إغلاقها لا تفتح من الداخل، وبالصدفة لم يكن هناك أي عامل من العمال في المطعم، فظلت هي ومسعود بداخل الثلاجة أكثر من ساعتين، تجمع خلالها الثلج على وجهها وأغمى عليها، بينما استمر مسعود في صراخه قائلا:

- الحقونا.. أنا ووردة حنموت في الثلاجة.

وأخذ يدق بكل قوته على الباب، وكان من الصعب أن يسمعه أحد مع نغمات الموسيقى التي تعزفها الفرقة الموسيقية لزبائن المطعم، حتى انتبه أحد الزبائن بالمطعم لهذا الصراخ، وبلغ محمد فتوحي الذي هرع إلى الثلاجة، وأخرج أولاده وهم في حالة يرثى لها، وكان نصيب كل واحد منهما علقة ساخنة حتى لا يكررا هذه الفعلة مرة أخرى، وكانت هذه الحادثة سببا في إصابة وردة بمرض في الرئة ظلت تعالج منه لعدة شهور طويلة إلى أن استردت صحتها وبوجه عام فإن وردة لم تعرف الأمراض الخطيرة الطريق إليها إلا في منتصف التسعينيات، ففي العام 1995 أصيبت بمتاعب في القلب، ما استدعى سفرها إلى سويسرا لإجراء فحوصات طبية، وأجرت بعدها بفترة عملية قلب مفتوح، وفي عام 1998 أجرت جراحة لزراعة الكبد، بينما أصيبت بجلطة في الساق عام 2001.

تعود إلى وردة وسنوات نشأتها وكيف كانت هناك أمور عدة ساعدت على تشكيل وعيها الفني والوطني فقد كانت وردة تعشق القراءة إلى جانب الموسيقى والغناء، وكانت رغم صغر سنها تتابع الأخبار والأحداث الجارية، ومن الشخصيات التي توقفت أمامها بإعجاب وانبهار وحب المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد التي تعتبر رمز الكفاح والمقاومة في تاريخ ثورة التحرير الجزائرية.

واستطاع المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين أن يجسد حياة المناضلة جميلة بوحريد في فيلم من تأليف يوسف السباعي، وسيناريو وحوار نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي وعلي الزرقاني ووجية نجيب، وكان بطولة وإنتاج الفنانة ماجدة الصباحي، ومعها عدد كبير من النجوم مثل أحمد مظهر، وزهرة العلا، ورشدي أباظة، وكريمان، وفريدة فهمي، وحسين رياض، وصلاح نظمي، وعبدالغني قمر، وتهاني راشد، ونادية الجندي، وعرض الفيلم في دور العرض المصرية عام 1958، وأصبح هذا الفيلم واحدا من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وبدأ محمد فتوحي مع مجموعة من رفاقه في تنفيذ خطة أكثر فاعلية وقوة لمواجهة الاحتلال، فكان يخصص جزءا من دخل المطعم لشراء السلاح وإرساله للثوار الجزائريين والفدائيين ويخفيه في مكان سري بالمطعم لا يعلمه أحد، كانت عملية تهريب الأسلحة ووصولها إلى المطعم تبدو وكأنها مشاهد من فيلم سينمائي مشوق مليء بالمغامرة والأكشن والمفاجآت، كان السلاح يدخل المطعم داخل صناديق المشروبات أو داخل ملابس الزبائن.

وفي يوم شاهد أحد الجنود الفرنسيين بالمطعم شخصاً يرتدي جلباباً، ويخرج من تحته مسدساً، فشك في أمره، وبدأ يراقبه، ووجد أنه يدخل من أحد الأبواب الموجودة بالمطعم، ويختفي هناك.

قدم الجندي بلاغا للقيادة التي يتبعها، وتعرض المطعم لحملات تفتيش على مدى أسبوعين، وبالفعل هاجم البوليس الفرنسي مطعم "طم طم”، وقاموا بتفتيش كل الزبائن الموجودين، ودخلوا من الباب السري، ليكتشفوا أنهم أمام ترسانة من الأسلحة المكونة من بنادق ومسدسات وسلاح أبيض، فصادروا كل الأسلحة الموجودة بالمكان، وتم إغلاق المطعم بالشمع الأحمر، وألقي القبض على محمد فتوحي بعد صدور قرار باعتقاله، وكان عمره وقتها 60 عاما.

تعرض محمد طوال أسبوع كامل لكل أنواع الضرب والتعذيب حتى يعترف بأسماء الفدائيين الذين يتعامل معهم دون فائدة، فصدر القرار الصعب الذي غير مجرى حياة العائلة بأكملها وهو مصادرة كل ممتلكاته، وعاشت وردة مع أسرتها أياما صعبة مليئة بالحرمان والمعاناة وعدم القدرة على امتلاك قوت يومهم.

وبعد خروج الأب من السجن الذي كان مصحوبا بقرار النفي من فرنسا، كان لابد من الخروج السريع ومغادرة الأراضي الفرنسية، وكانت أول محطة للأسرة هي تونس التي قضوا فيها أياماً قليلة للحصول على تأشيرة دخول لبنان بعد أن تم اتخاذ القرار بالاستقرار لدى أسرة الأم عند عائلة "يموت” الشهيرة هناك.

وفي بيروت تعرفت وردة لأول مرة في حياتها على عائلة والدتها، وأحست بعروبتهم، وبأنها تنتمي للجذور التي جاءوا منها.

لم تكن وردة تشعر أبدا أن باريس من الممكن أن تكون وطنا ثانيا لها، كان هناك حاجز يفصل بينها وبين باريس، الإحساس الفظيع بالغربة، وأنك لست وسط أهلك وناسك، ولم يكن هذا حالها وحدها، وإنما حال جميع الجزائريين الذين كانوا مقيمين في فرنسا، ويكفي أن الجنسية الجزائرية لوردة كانت السبب في تعرضها الدائم للفصل من أكثر من مدرسة، لهذا أيقنت وردة عندما وصلت لبنان أنها في بلدها، شعرت أن الدم يحن، وأنها أخيرا يمكن أن تشعر بالأمان والاستقرار وربما أيضا تستطيع أن تكتب السطر الأول في كتاب أحلامها، وهذا ما حدث فعلا.

جميلة بوحيرد.. أشهر رموز النضال الجزائري

تعتبر جميلة بوحيرد من أشهر رموز النضال الجزائري التي أعجبت بشخصيتها الفنانة وردة، وبوحيرد من مواليد حي القصبة بالجزائر العاصمة لأب جزائري مثقف، وأم تونسية، وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها، فقد أنجبت والدتها 7 أولاد، وكان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها للوطن، فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن، ودائما ما كانت تذكرها بأنها جزائرية وليست فرنسية.

كانت جميلة عندما تقف في طابور الصباح بالمدرسة تسمع كل الطلاب الجزائريين يرددون: فرنسا أمنا، إلا أنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أمنا، مما دفع ناظر المدرسة الفرنسي لإخراجها من الطابور، وعاقبها عقابا شديدا، حيث انهال على يديها بالضرب، ورغم دموعها وصراخها من شدة الألم لم تتراجع، ولم تعتذر، كما طلب منها، وشعرت في هذه اللحظات أنه يولد بداخلها ميول الكفاح والنضال، فقررت الانضمام إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي، ونتيجة لبطولاتها الفريدة أصبحت المطاردة رقم واحد من جنود الاحتلال.. إنهم يبحثون عنها ليلاً ونهاراً.. في كل بيت وكل محل.. لدرجة أنهم اقترحوا مكافأة مالية ضخمة لمن يرشد عن مكانها، ويساهم في القبض عليها، وواصلت جميلة دراستها، والتحقت بمعهد للخياطة والتفصيل، لأنها كانت تهوى تصميم الأزياء، كما مارست الرقص الكلاسيكي، وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت شرارة الثورة الجزائرية عام 1954، فانضمت إلى جبهة التحرير الوطني للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين، وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي.

وفي إحدى العمليات الفدائية التي قامت بها جميلة بوحيرد أطلق عليها الجنود الفرنسيون وابلا من الرصاص، وأصيبت برصاصة في الكتف جعلتها تسقط على الأرض مضرجة في دمائها، وألقي القبض عليها لتبدأ رحلة طويلة مع التعذيب، فتعرضت للصعق الكهربائي لمدة 3 أيام متتالية دون توقف، كي تعترف على زملائها الفدائيين، لكنها تحملت هذا التعذيب إلى أقصى مدى دون أن تنطق بكلمة واحدة.

وحين فشل جنود الاحتلال في انتزاع أي اعتراف منها، قرروا محاكمتها صورياً، وفي هذه المحاكمة التي كانت أشبه بالمهزلة تم الحكم عليها بالإعدام، وتحدد يوم 7 مارس عام 1957 لتنفيذ الحكم، وكانت جملتها الشهيرة: "أعرف أنكم سوف تحكمون عليَّ بالإعدام، لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة”.

وتلقت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ملايين برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم، مما كان السبب في تأجيل تنفيذ الحكم، وأمام هذا الضغط العالمي الهائل تم تعديل الإعدام ليصبح السجن مدى الحياة، وبعد 3 سنوات قضتها في السجن، خرجت للحياة التي حرمت منها وللحرية التي طالما كانت تهتف باسمها.

كانت جميلة في حالة من الإعياء الشديد، وبدت عليها آثار التعذيب التي لا يحتملها بشر، مما جعلها تخضع للرعاية الطبية لمدة طويلة حتى تسترد عافيتها، وتزوجت من محاميها الفرنسي جاك فيرجيس عام 1965، والذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني، وبعد زواجه منها أشهر إسلامه، وسمى نفسه "منصور”، وعاش الاثنان مكرسين كل طاقتهما للمناداة بالحرية والكفاح.

وبعد الاستقلال، تولت جميلة رئاسة تحرير اتحاد المرأة الجزائرية، لكنها اضطرت للحرب والدفاع عن كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها الشديد مع الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا، وقبل مرور عامين قالت إنها لم تعد قادرة على الاستمرار، فاستقالت، وأخلت الساحة السياسية، وعاشت في فرنسا بعيدا عن الأنظار بعد أن أصبحت رمزا للتحرر الوطني، وتوفيت يوم الجمعة 6 نوفمبر عام 2015 عن عمر يناهز 78 عاما في أحد المشافي.

أغنية: اسأل دموع عينيا

كلمات: صالح جودت

لحن: محمد عبدالوهاب

غناء: وردة الجزائرية

اسأل دموع عينيا واسأل مخدتي

كم دمعة رايحة جاية تشكي لك وحدتي

كم دمعة رايحة جاية تحكي لك على بيا

وتقولك مش شوية ضنايا ولوعتي

دوبت قلبي دمعة ولعت روحي شمعة

وبكرة حأعمل إيه وأنور لك بإيه

يللي عشقتوا قبلي ورماكم الهوى ورماكم

حدش منكم يقولي دا الحب له دوا يقولي

طول ليلي سهرانه اسمع قلبي واساه

ويقولي وأقوله آه على ناري وحرقتي

واسأل مخدتي