تحت عنوان «الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين.. التيارات المتطرفة (من الإخوان إلى داعش) في ميزان العلم»، صدر أخيرا كتاب جديد للدكتور أسامة الأزهري، عضو الهيئة الاستشارية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويقع الكتاب في 206 صفحات.

تناول الكتاب مفاهيم الحاكمية والجاهلية والجهاد والوطن، مع بيان التصورات المغلوطة لها عند التيارات المتطرفة، في مقابل التصور الصحيح لها عند علماء الأمة.

Ad

وأشار الكتاب إلى خطورة إعادة بعث فكر التكفير الذي كان كامنا في كتب التيارات المتطرفة، فتم تحويله إلى تنظيمات وجماعات وتطبيقات، بل تولدت منه الأجيال الثواني والثوالث من الأفكار والتطويرات والاستدلالات، ما أفضى بنا إلى تيارات تقطع الرقاب، وتسفك الدماء، وتروع الآمنين، وتنقض العهود، وتمتهن دين الله، وتلصق به أفهامها المتحيرة، وتفسيراتها الفادحة، مما يمكن تسميته بظاهرة التفسير الغاضب للقرآن الكريم.

وتطرق المؤلف إلى أن تلك التيارات تدعي الانتساب إلى الوحي، وتتمرد على المنهج، ويغلبها الواقع.

وقدم الكاتب مشروعا علميا أزهريا مؤصلا، يستعرض على مائدة البحث العلمي، والتحرير المعرفي الدقيق، خلاصة المقولات والنظريات والأفكار، التي بني عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام في الثمانين عاما الماضية، قياما بواجب البيان للناس، وصيانة للقرآن من أن تلتصق به الأفهام الحائرة، والمفاهيم المظلمة والمغلوطة.

منجم فكري

وتطرق الكتاب إلى تساؤل، هل تتعارض مصلحة الإسلام مع مصلحة الوطن في الوقت الذي يموج به العالم – العربي- من عنف وخراب يمارس بأيد تصف نفسها بأنها مسلمة، يأتي هذا الكتاب اليوم ليناقش بعض ما جاء في ما رأه المؤلف د. أسامة الأزهري، المنجم الفكري الذي استقت منه الجماعات المتطرفة فكرا وعملا فكرها ومنهجها، ألا وهو كتاب «في ظلال القرآن» لسيد قطب.

وفنّد الكتاب فكرة الحاكمية التي قام عليها الفكر القطبي، والتي ظهرت أول ما ظهرت على يد الخوارج، أولئك الذين كفروا سيدنا علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وقتلوه، وأوضح المغالطات الفكرية بل والشرعية في ما جاء في «الظلال» بخصوص الجهاد، ورد عليه بتصوره الشخصي وتصور ما أجمع عليه علماء الأمة المحترمون، وكيف يكون الجهاد كما أراده الإسلام وبما يتسق مع الواقع.

كما تطرق الكتاب لتفسير مفهوم «دار الإسلام ودار الكفر» من حيث أصله، وهل مازال يستخدم ومتحققا في الواقع؟ وأوضح المؤلف كيف رأى الفكر القطبي أن العالم بأسره – بما في ذلك الدول الإسلامية - في جاهلية، ولابد له من العودة إلى الإسلام ثانية، والشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن العلم انقطع منذ قرون وما عاد هناك إسلام.

كما فنّد باستفاضة قضية التمكين وكيف تم استحداثها وتصديرها لنا بشكل يخدم أغراضا معينة من خلال أناس فسروا آيات التمكين المتعلقة بسيدنا يوسف عليه السلام وذي القرنين تفسيرا مغلوطا.