يأتي معرض «ناس» كإطلالة فنية جديدة لفنان تميز بجرأة التجريب، وكسر المتوقع لدى المتلقي، ويتسم بزخم الوجوه والبشر. في هذا االمجال، قال الفنان د. عبدالوهاب عبدالمحسن عن معرضه: «أعرف كل هؤلاء الناس، ويعيشون معي، في السوق والشارع، والعمل والمواصلات، أتحاور معهم في صمت، كلهم يحيون في ذاكرتي، وفي مرسمي يومضون على سطح اللوحة، فقط أنفض الغلالة البيضاء عنهم لتظهر حقيقتهم، كما أراها، وكما أعرفهم».

Ad

أوضح عبد المحسن أن لوحات «ناس» ليست صوراً شخصية، لكنها حالات تشبه أصحابها من الداخل، وترتكز على فراسة التلقي وفهم الدواخل، والعيش معهم، وقراءة ملامحهم، وغواية اللعب بالخطوط والألوان، لتكتمل عمارة هذا المعرض بوجوه الناس.

ضم المعرض نحو 40 لوحة، تطرح رؤية الفنان وفكرته حول وجوه {ناس}، وترتكز على تمرد جلي لأطر {البورتريه} التقليدية، وترتحل إلى أغوار النفس البشرية، والتقاط المشاعر الدفينة من الأعماق إلى السطح، وتتجلى رمزية الألوان، لتعبر عن انفعالات الفرح والحزن والغضب والدهشة.  

بصمات الذكريات

افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور معرض «بصمات الذكريات» للفنان د. حسيني علي، بقاعة الباب بساحة متحف الفن المصري الحديث، وضم لوحات تحتفي بعناصر البيئة المصرية، ومفردات الفولكلور الشعبي، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد.  

لفت د. خالد سرور إلى أن «بصمات الذكريات» يتجه إلى البحث في جماليات الأسلوب الذي يُحاكي السرد اللوني الفلكلوري، ذلك في صياغات غير مباشرة وغامضة، تستثير الُمتلقي لإمعان النظر وقوة الملاحظة، للربط بين عناصر هذا المشهد الثري من حيث موتيفاته المتناغمة مع المضمون والفضاء، وبمساعدة الخط والفراغ والنور والظل في سرد بصري يُشبه سرد الحكواتي الشعبي.

أوضح سرور أن الفنان حسيني علي استطاع عبر لوحاته الانسلاخ من فرضيات الحيز المكاني والإطار الزمني، طالقاً بوعي للمُشاهد حرية الإدراك والربط الحسي، بما يتوافق مع موروثه الثقافي ومحيطه المجتمعي والبيئي، ومخزون ذكرياته، وخبراته الحياتية.  

وحول فلسفة معرضه، قال الفنان د. حسيني علي إنه يُهديه لروح أستاذه الرائد الراحل سعد الخادم، ويتناول تموجات من الذكريات كفن لا يجيده إلا القليلون، وبصماتها التي لا تنسى ولا تمحى، ناهيك بمواقف تشكل شخصية كل منا، وتؤثر في توجهاته ورؤيته للعالم من حوله، وتبقى آثارها في العقل والوجدان.

من جهته، قال عميد كلية التربية الفنية بالقاهرة د. محمد إسحق إن «بصمات الذكريات» عالم متداخل ومتعايش في سلام على السطح الأبيض للوحة، وحوار ممتد بين كل منها، مكونة أيقونات متراصة في علاقات متكاملة شكلياً وتعبيرياً، ومفردات «الأشجار والأبواب والمنازل والطيور والحيوانات والإنسان» منسوجة على السطح الأبيض، وتتناغم وتتشابك في حوار تشكيلي ووجداني وجمالي في بناء اللوحة.

 صالون الفن

في سياق متصل، استضاف مركز سعد زغلول الثقافي بالقاهرة، فعاليات الدورة السادسة لصالون الفن الخاص للفنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بمشاركة 200 فنان وفنانة، تميزت أعمالهم بالتنوع والثراء التشكيلي والجمالي، بحضور لفيف من النقاد والشخصيات العامة ومحبي الفنون الجميلة.

 انطلقت فعاليات الصالون برعاية قطاع الفنون التشكيلية، وفي إطار التعاون مع هيئات خاصة (29  مؤسسة وجمعية أهلية معنية برعاية متحدي الإعاقة) وتقديم أعمال فنية متنوعة، بلغ عددها أكثر من 350 عملا، لمنح هذه المواهب فضاءات لإبداعهم، والتواصل مع الجمهور وأساتذه متخصصين في مجالات الفن التشكيلي.  

قال د. خالد سرور إن صالون الفن الخاص حدث فني رئيس على أجندة نشاط القطاع السنوية، ونافذة مهمة تُتيح التعرف عن قرب إلى عالم شديد الغموض كنتيجة طبيعية للاختلاف. ويأتي الصالون في إطار المحاولات الجادة لمؤسسات الدولة المختلفة والجمعيات الأهلية، وللمبدعون في المجالات كافة، لمد جسور من الحوار الفني والإنساني الراقي مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمساهمة في دمجهم في المجتمع كشريك رئيس وفاعل وإيجابي.  

يذكر أن لجنة تحكيم هذه الدورة للصالون، ضمت نخبة من الفنانين والمتخصصين منهم: رئيس لجنة التحكيم الصديق السمري، وعادل بدر، وقوميسير الصالون طارق مأمون، وسوزي شكري، ومحمود حمدي، حنان النحراوي، ورشا أرنست ممثلة عن المجلس القومي لشؤون الإعاقة، وأمجد حسانين، وأبو بكر حسين الكفافي، وإيمان فهمي مترجمة لغة إشارة.