أكد رئيس الجامعة الأميركية في بيروت د. فضل خوري، أن الجامعة تهدف إلى ترسيخ الفكر العلماني في طلبتها لزيادة التفاهم بينهم وبين المجتمع والتأثير فيه، مشيراً إلى أنها تترفع عن الصعوبات التي تواجهها في ظل الظروف السياسية المحيطة في المنطقة وتنوع الطوائف في لبنان.

Ad

وقال خوري، في لقاء مع «الجريدة»، إن نسبة طلبة الجامعة الذين يستفيدون من نظام المنح الدراسية تبلغ 53 في المئة، موضحا أن عدد الدارسين في الجامعة وصل إلى 8700 طالب وطالبة موزعين على كلياتها الست. ولفت إلى أن الوضع في لبنان أفضل من نظيره في بلجيكا وفرنسا، ومن يرغب في الدراسة بالجامعة فعليه زيارتها للاطمئنان، حيث يدرس كل أستاذ 12 طالباً وطالبة في المقرر الدراسي، حفاظاً على جودة التعليم، لافتاً إلى أن شروط القبول تتمثل في اجتياز اختبارات القدرات الموحدة لجميع الطلبة، وبعد إنهاء الطالب دراسته يحصل على شهادة معتمدة من الجامعة الأم في ولاية نيويورك.

وبيَّن أن تكلفة توسعة مستشفى الجامعة تتراوح بين 450 و500 مليون دولار، وقد بدأ مشروع التوسعة منذ ثلاثة أعوام وبانتظار إتمام مراحله، موضحاً أن نسبة الطلبة العرب الدارسين في الجامعة كانت عالية قبل الحرب الأهلية في لبنان، ووصلت إلى 50 في المئة، أما الآن فانخفضت إلى 22 في المئة، مشيراً إلى أن في الجامعة أكثر من 200 ناد، بين سياسي وثقافي وموسيقي.

وأضاف خوري أن الجامعة تنظم معرضاً وظيفياً يشارك فيه أكثر من 130 شركة لبنانية وعربية ودولية، متطرقاً إلى خططه وتطلعاته في قيادة الجامعة خلال تلك المرحلة... وإلى تفاصيل اللقاء:

• حدثنا عن الجامعة الأميركية في بيروت؟

- تأسست عام 1866، وهي اليوم تحتفل بذكرى مرور 150 عاما على انشائها، حيث ثابرت حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من التطور، كما تتطلع إلى الحاضر والامكانات المتوفرة لتحريك عجلة الانجازات المستقبلية.

ويعد اختيار الجامعة للرئيس الـ16، دليلا على ثباتها وتقدمها المتطور، علما باننا استلمنا مهامنا في قيادتها اعتبارا من بداية العام الدراسي الاكاديمي في سبتمبر الماضي.

وتعتبر الجامعة الأميركية في بيروت غير ربحية، كما توزع منحاً دراسية على الطلبة غير القادرين على دفع رسومهم الدراسية، فضلاً عن أن لها تأثيراً كبيراً على المنطقة، عبر نشر العلم والثقافة والمعرفة، وخدمة المجتمع، وتطوير الانسان العربي، كما تحتضن نسبة كبيرة من طلبة الوطن العربي، ومنهم كويتيون وخليجيون، وقد ساهم اغلب خريجيها في تطوير مجتمعاتهم العربية، لأن رسالة الجامعة هي تنمية الوطن العربي.

وقبل الحرب الأهلية في لبنان كانت نسبة الطلبة العرب الدارسين في الجامعة عالية، حيث تجاوزت الـ50 في المئة، اما الآن فبلغت نسبتهم 22 في المئة، وهي تمتلك برامج اكاديمية قادرة على استقطات الكوادر الطلابية من اي بلد.

رؤية مستقبلية

• ماذا عن تطلعاتكم ورؤيتكم المستقبلية حول الجامعة؟

- إنجازات الجامعة متميزة على مستوى العالم، غير أن الوقت قد حان لخدمة المجتمع العربي بطريقة تتطلع الى الغد، فالشعب العربي في نمو عظيم بالنسبة لفئة الشباب التي تمثل 50 في المئة منه، وهذه فرصة لتطوير مستقبلهم، وتوفير مميزات تساعدهم في تعمير بلدانهم الغارقة في الحروب، مثل سورية على سبيل المثال، لاستغلال الفرص لإيجاد مستقبل أفضل.

وتعمل الجامعة على تطوير البرامج في مختلف تخصصات الطب، مثل أمراض السرطان والسكري والأمراض العصبية، كما أن لديها مهارات عالية في تخصصات الهندسة وإدارة الاعمال، وتعمل على زيادة التعاون مع الجامعات في العالم العربي، حتى نقدم تعليماً منسجماً للارتقاء بمستوى جيل المستقبل.

• هل هناك إضافات جديدة للجامعة من جهة الكادر التدريسي أو الإداري؟

- جامعتنا ذات مستوى عال جدا، ومستقبلها واعد، لأن الكادر التدريسي والطلبة متميزون، لكننا نطمح دائما للافضل، من خلال تقديم تعليم متميز يرسخ روح القيادة الاجتماعية، والتعامل مع الاخرين، وتعميق روح الحضارة العربية، وتنمية القدرة على التأثير بعد تلقي التعليم.

• إلى أي مستوى وصلت جودة مناهجكم الدراسية؟

- على الرغم من الظروف السياسية المحيطة في المنطقة، وتنوع الطوائف في لبنان، لكن الجامعة ترتفع فوق هذه الصعوبات، وتتعامل بطريقة ايجابية ونقوم بترسيخ مبادئ التفكير العلماني في نفوس الطلبة دون خوف من الغير، وزيادة التفاهم بين الطلبة، ليكون تأثيره في المجتمع واضحا.

ونأمل أن يكون هناك انسجام تام في الحرم الجامعي بين الطلبة والأساتذة، لينتشر ذلك الى خارجه ليكون له تأثير ايجابي، ونحن منفتحون على جميع انواع العلوم ليكون خريجونا متفوقين في مجتمعاتهم.

• هل الرسوم الدراسية مناسبة للطلبة؟

- 53 في المئة من طلبة الجامعة يستفيدون من برنامج المنح الدراسية في الجامعة، لعدم قدرتهم على دفع الرسوم الدراسية كاملة، بالاضافة الى ان الجامعة سمحت لبعضهم باستغلال نظام القروض الميسرة، والتي تدفع عن طريق الجامعة.

• حدثنا عن برامج الدراسات العليا التي تمنحها الجامعة؟

- لدينا العديد من برامج الماجستير والدكتواره في تخصصات الطب والهندسة وإدارة الاعمال، وعلوم البيئة، فضلاً عن تخصص لرجال الأعمال وغيرها. وقد تجاوز اجمالي الدارسين في برامج الدراسات العليا 1600 طالب وطالبة، كما أن عدد الدارسين في كلية الطب يقارب 400 طالب وطالبة.

• هل هناك برنامج تبادل طلابي مع الجامعات؟

- تطبق الجامعة نظام التبادل الطلابي مع جامعات في الولايات المتحدة الأميركية، وفي المستقبل نطمح إلى ان يكون هناك تبادل طلابي مع نخبة من الجامعات العربية ذات المستوى العالي حفاظا على جودة طلبتها التعليمية.

• ما نوع الأنشطة الطلابية التي تقدمها الجامعة؟

- الجامعة تمتلك أكثر من 200 ناد طلابي، بين سياسية وثقافية وموسيقية ومسرحية، ومهتمة بالتراث العربي، ورياضية وغيرها، كما أن فيها جواً من التفاهم والانسجام بين طلبتها، مما يساهم في خلق نوادٍ جديدة تختص بالشؤون العلمية الحديثة، وخاصة ان حياة الطلبة غنية بالثقافة المتميزة.

وللجامعة الاميركية في بيروت 25 فريقا من الجنسين في مختلف انواع الرياضات، سواء كانت لكرة القدم والسلة، والطائرة، كما تمتلك مسبحاً اولمبيا، وشاركت في العديد من المشاركات الرياضية على الصعيدين المحلي والدولي.

• كيف تستقطب الجامعة الطلبة العرب في ظل الوضع غير الأمني في لبنان كما يشاع عبر وسائل الإعلام؟

- الوضع الحالي في لبنان أهدأ من بلجيكا وفرنسا، فإذا زار الطلبة الذين يرغبون في الدراسة بالجامعة فسينجذبون إليها.

• ما دور المعارض الوظيفية في الجامعة؟

في كل عام تنظم الجامعة معرضاً وظيفياً بمشاركة أكثر من 130 شركة من مختلف الجهات، سواء على الصعيد العربي او العالمي او اللبناني، لتوظيف طلبتنا المتفوقين والمميزين.

• كما عدد كليات الجامعة وما التخصصات التي تطرحها؟

- في الجامعة ست كليات دراسية، هي " الطب، والهندسة والعمارة، والزراعة، والعلوم الغذائية، وكلية سليمان العليان لإدارة الاعمال، إضافة إلى كلية الصحة العامة"، وتحتوي جميع الكليات على برامج وتخصصات في البكالوريوس، والماجستير والدكتواره.

وبلغ عدد الدراسين في مختلف الكليات 8700 طالب وطالبة، اغلبهم من فئة الدارسين في برنامج البكالوريوس. وتركز الجامعة على اهمية البحث العلمي، الذي يختص في شؤون المجتمع وتطبيقه لوضع الحلول والتغلب على المشاكل التي يعانيها المجتمع، والاستفادة من جميع الدراسات التي تقدم في البحث.

• ماذا عن جودة الطاقم التدريسي وإمكانياته في التدريس؟

- الطاقم التدريسي من مختلف الجنسيات وكل من أعضائه حاصل على شهادات الدكتواره في مختلف المجالات الدراسية، وعضو هيئة تدريسية يقوم بالتدريس لنحو 12 طالباً فقط في المقرر الدراسي، وذلك من باب حرص الجامعة على ضمان جودة التعليم، وتعميق العلاقة بين الاستاذ والطالب.

• ما الشروط الواجب توافرها لقبول الطلبة العرب؟

- اختيار الكفاءات العلمية من الطلبة للدراسة في الجامعة، يأتي بعد تقدمهم عبر الموقع الالكتروني، وتقديم كافة المؤهلات والنظر في درجاتهم النهائية في اخر عامين من شهادة الثانوية العامة، واجتياز اختبار قدرات موحد لمختلف الطلبة الذين تقدمون للدراسة في الجامعة، وعمل موازنه بين المتقدمين.

• بم يتميز طالب الجامعة الأميركية في بيروت عن غيره؟

- يتميز عنه بالجو الدراسي وجودة التعليم وتنمية قدراته، لان الدارس في الجامعة يعتبر دارسا في الجامعة الاميركية الموجودة بولاية نيويورك، وأي برنامج يطرح في الجامعة يتطلب موافقة وزارة التعليم في ولاية نيويورك، علما أن اي شهادة تصدر لأي خريج في الجامعة تكون مسجلة في الجامعة بنيويورك، فضلا عن وضع ختم الجودة عليها، ما يعني ان الطالب يحصل على شهادة دراسية لاعلى معايير الجودة العالمية في العالم.

ونحن نفتخر بأن الطالب عندما يدرس في الجامعة نقوم بتطوير قدراته وذاته وشخصيته سواء كان مهندسا او خريجاً من تخصص ادارة الاعمال، من خلال دراسة الفلسفة وعلم الاجتماع والمقررات العلمية التي تنمي قدرته الخطابية والتعامل مع المجتمع وسوق العمل.

• هل يمارس طلبة الطب تعليمهم الميداني في الجامعة؟

- تمتلك الجامعة مستشفى خاصاً بطلبتها، وهي تقوم الآن بتوسعته، بتكلفة تتراوح بين 450 و500 مليون دولار، خاصة ان تنفيذ المشروع بدأ من ثلاثة اعوام، بإنتظار اتمامه بالكامل، وهذا الامر يساعد على تضاعف القدرة الاستيعابية.

• هل هناك نية لطرح برامج جديدة تتوافق مع متطلبات سوق العمل؟

- هناك تواصل بين الجامعة والمجتمع لمعرفة الاحتياجات والمتطلبات المستقبلية، والعمل على خلق فرص عمل جديدة. كما تتواصل الادارة المركزية في الجامعة مع كلياتها وطلبتها وسوق العمل لمعرفة متطلبات السوق، والعمل على تطوير البرامج، من خلال طرح مسارات جديدة في مختلف برامج البكالوريوس والدراسات العليا لتخدم سوق العمل، مثل الهندسة الكيميائية وهندسة النفط.

وتشجع الجامعة على التعاون بين الكليات من خلال طرح برنامج يختص بالعلوم الصحية ويشمل علوم الطب والتمريض وتجميعها تحت هيئة مركزية واحدة.