مع أفلام أبرزها Once وBegin Again، أعاد المخرج الأيرلندي جون كارني إحياء الأفلام الموسيقية، مضيفاً إلى ذلك الرقي وتلك الرومانسية لمسة عصرية. أما فيلمه الأخيرSing Street، فيُعتبر ابتكاراً بحد ذاته: قصة عن مرحلة البلوغ تشمل تفاصيل من حياة المخرج حوّلها إلى أغنية.

Ad

في Sing Street، ينتقل صبي مراهق يُدعى كونور (فرديا والش-بيلو) في دبلين في منتصف ثمانينيات القرن الماضي إلى مدرسة جديدة، عندما يعجز والداه، اللذان يواجهان ضائقة مالية، عن تحمّل مصاريف مدرسته السابقة.

في المدرسة الجديدة، يلتقي كونور رافينا (لوسي يوينتون)، عارضة أزياء جميلة، غامضة، وطموحة تُعتبر أكثر جاذبية من أن تنظر إلى ولد مثله. لكنه يرغب في إثارة إعجابها، فيخبرها أنه يملك فرقة موسيقية. نتيجة لذلك، يُضطر إلى تأليف واحدة. وبعد أن يتعاون مع عدد من الأولاد المنبوذين مثله، يطلب من رافينا التمثيل في أفلامهم المصورة، فتساعده هذه التطورات على اكتشاف المغني وكاتب الأغاني الفتي الذي ولد في داخله.

في الفيلم، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان ساندانس للأفلام، يقدّم والش-بيلو وبوينتون أداء مميزاً، شأنهما في ذلك شأن الممثلين المساندين آيدن غيلن (Game of Thrones) وماريا دويل كينيدي (Orphan Black) في دور والدَي كونور والنجم الصاعد جاك رينور في دور أخيه.

أقرب إلى الدراما

خلال دردشة مع كارني عبر الهاتف من دبلن، ذكر مراجعة اعتبرته {بعيداً كل البعد عن فنسنت مينيلي}، في إشارة إلى مخرج الكثير من أعمال هوليوود الموسيقية الكلاسيكية مثل Meet Me in St. Louis و An American in Paris. ولم يخالفها كارني الرأي.

يوضح: {أعتقد أن من المنصف من ناحية ما قول أمر مماثل. إلا أنني أعتقد من ناحية أخرى أن هدفي تقديم عمل موسيقي لا يبدو كذلك. عندما يُعتبر فيلمي مختلفاً من حيث الأساس عن أفلام فنسنت مينيلي، أظن أنني حققت هدفي. لا أقوم بذلك مصادفةً بل عمداً}.

يضيف كارني: «أعتقد أن المشاهد ما عاد يتقبّل اليوم فيلماً موسيقياً على غرار ما قدّمه مينيلي. لذلك كان طموحي التوصل إلى فيلم موسيقي معاصر. وهكذا سعيت من خلال هذه الأفلام الثلاثة إلى ابتكار عمل موسيقي يبدو أقرب إلى الدراما».

الفوز بالدور

كانت بوينتون، التي تؤدي دور رافينا، قد شاهدت Once عندما قدمت تجربة أداء للمشاركة في الفيلم. وكان Begin Again قد نزل لتوه إلى دور العرض، فزادتها هذه التجربة إصراراً على الفوز بالدور. تخبر: {كنت أجلس في صالة السينما وأفكر: من الضروري أن أحصل على الدور}. لكنّ ما شدّ بوينتون حقاً إلى {هذا النوع من الأفلام} لم يكن اعتباره عملاً موسيقياً، بل قدرتها على التفاعل مع الشخصيات وتطورات هذه القصة، بما أنها مستمدة من الواقع.

تتابع موضحة: {لا ينفك الناس يصفون Sing Street بالفيلم الموسيقي، إلا أنني لم أشعر مطلقاً بأنه كذلك. لا أعتبره موسيقياً بحق. ولا يرى جون في أفلامه حاجة إلى الإفراط في تحليل الشخصيات}.

يعتمد الجزء الأكبر من قصة Sing Street على سنوات مراهقة كارني نفسه. يوضح: {يستند نوعاً ما إلى ذكرياتي عن سنة أو اثنتين من حياتي الدراسية}. إلا أن هذا المخرج لم يبالغ في التشديد على تفاصيل تجربته الخاصة، بل صبّ اهتمامه على حقائق عاطفية مرت بها الشخصيات، لا على وقائع عاشها في صباه. تشير بوينتون: {حافظ خلال تصويره الفيلم على بعد موضوعي عن الأحداث. ولم ندرك كم يعتمد الفيلم على حياته وكم يشبه كونور جون عندما كان صغيراً إلا في مرحلة ما بعد الإنتاج ومرحلة الترويج للفيلم خصوصاً}.

وتضيف: {أراد أن تكون كل شخصية متميزة. لذلك بذل جهداً كبيراً للتعاون معنا بغية تحديد أفضل طريقة لابتكار هذه الشخصيات وبث الحياة فيها من دون أن يتأثر بأناس عرفهم}.

أما كارني، فيعتبر أن Sing Street مرتبط بالموسيقى بقدر ارتباطه بما يكون الشاب المراهق مستعداً للقيام به بغية الفوز بفتاة. فكما هي الحال مع شخصيات الفيلم، يتذكّر أنه ألف فرقته الموسيقية الأولى لأجل هدف مماثل. يخبر: {عندما تفكّر في المسألة، تدرك أن ثمة أسباباً أخرى دفعتنا إلى تشكيل فرقة موسيقية لأننا كنا سيئين جداً}.

كذلك ذهب كارني إلى مدرسة في شارع {سينغ ستريت} نفسه، الذي صُور فيه الفيلم والذي يستمد منه اسمه، فضلاً عن أنه يعيش اليوم على بعد 10 دقائق بالسيارة عنه.

يقول مازحاً: {مقارنة بلوس أنجليس، يُعتبر كل شيء في دبلن قريباً}.