تشتهر دول الخليج بحبها للؤلؤ، وهي مصدر أساسي لإنتاجه على مرِّ العصور، وفيها الكثير من العوائل التي ارتبط اسمها به. وعرفت البحرين بلؤلؤها الخلاب، الذي يزهو ويزدان بأجمل التشكيلات، فارتبطت هذه الفخامة بأسماء وعوائل بحرينية أصيلة حافظت على هذا التراث، وأتقنت تجارته على مرِّ السنين، ومنها عائلة مطر، التي امتهنت تجارة اللؤلؤ ومازالت. "الجريدة" التقت مالك "مطر للجواهر"، إبراهيم مطر، الذي أكد تربع اللؤلؤ على عرش المجوهرات، فكان كالملكة وسط وصيفاتها تزهو وتتألق، لكن بعد خلو الساحة منها وانتشار اللؤلؤ المستزرع الذي غزا الأسواق، باتت هذه المهنة مقصورة على الهواية. أما من الناحية الاجتماعية، يتشارك أفراد الأسر، إناثا وذكورا، في عملية "فلق" المحار واستخراج اللؤلؤ، ومن ثم بيعه لأحد تجار اللؤلؤ. وأشار مطر إلى استخدام عدة أوزان ووحدات قياس في اللؤلؤ، لكن أكثرها شيوعا في البحرين هي المثقال والجو، لافتاً إلى أنه من الصعوبة بمكان تحديد ألوان اللؤلؤ، خاصة إذا أدخل عامل البريق، فيكون له تأثير مباشر على تصنيف اللون. وفيما يلي التفاصيل: • كيف كانت بداية عائلة مطر للجواهر مع اللؤلؤ؟حكايتنا مع اللؤلؤ حكاية قديمة منذ عقود تمتد لأكثر من مئة وخمسين سنة متواصلة، فأصبحنا جزءا من تاريخ يتميز بأصالة الآباء والأجداد، ويتحلى برونق اللؤلؤ البحريني النفيس الذي لا يضاهى، وأثبتنا أن الأسر البحرينية كانت ومازالت تتفنن في علاقتها بهذه الصناعة العريقة.وعند الحديث عن اللؤلؤ في بلد اللؤلؤ يكون لعائلة "مطر" نصيب من الذكر، فهي من العوائل البحرينية التي امتهنت تجارة اللؤلؤ ومازالت. وبالرجوع إلى الوثائق الموجودة ، نجد أن حسين بن سلمان مطر عمل في تجارة اللؤلؤ، وعمل من بعده ابنه سليمان (1838 – 1944)، وهو الابن الأكبر الذي أصبح أحد كبار تجار اللؤلؤ، ومحمد الذي لقب "الجوهرجي"، ومن بعده إبراهيم بن سلمان.وبعد وفاة الوالد خليفة رحمه الله، عام 1997م، كان لزاما أن تستمر هذه التجارة المرتبطة بالأسرة، فافتتحت مكتبا يعنى بنظم عقود اللؤلؤ وتجارة الجملة. وفي عام 2002م، انضم ابني طلال ليأتي بفكرة إنشاء مشروع تجارة التجزئة الذي افتتحناه في عام 2004م، ثم التحقت ابنتي ريم بالعمل معنا في عام 2007، لتشكل مع أخيها الجيل السادس من العائلة في هذا النشاط.• ما المعايير التي يخضع لها اللؤلؤ؟لا شك أن كل عقد لؤلؤ ينتج في البحرين يخضع لمجموعة من المعايير التي تحتم أن يكون اللؤلؤ ذا لمعان معين، ولون موحد، ويتصف بتدرج واضح ومتسلسل بخلاف ما يتم إنتاجه في أماكن أخرى. وعرفت البحرين بلؤلؤها الخلاب الذي يزهو ويزدان بأجمل التشكيلات، فارتبطت هذه الفخامة بأسماء وعوائل بحرينية أصيلة حافظت على هذا التراث، وأتقنت تجارته على مر السنين والأعوام.• هل للؤلؤ ألوان ؟ربما من الصعوبة بمكان تحديد ألوان اللؤلؤ، خاصة إذا أدخل عامل البريق فيكون له تأثير مباشر على تصنيف اللون، أما الألوان المعتمدة في البحرين فهي كالتالي: اللؤلؤ المشير وهو الأبيض المشرب بلمسة حمراء، وهو أجمل الألوان وأندرها وأغلاها ثمنا، بل إن الكثير من العاملين في هذا النشاط ربما لم يشاهدوا هذا اللون.أما النباتي وهو القريب من لون سكر النبات، وتدخل ضمن هذه التسمية الألوان الأعمق. ويتميز اللؤلؤ السماوي باللون الأزرق الفاتح أي الذي يحتوى على لمسة زرقاء، أما اللؤلؤ الوردي فهو الأبيض الذي يأخذ بريقه لونا ورديا. ويأخذ اللؤلؤ السنقباسي الألوان المرتبطة باللون الرمادي الغامق أو البنفسجي الغامق. ويحتوي اللؤلؤ القلابي على بريق عال وهو الأبيض أو النباتي، وتظهر عليه ألوان الطيف، أما اللؤلؤ البصلي فهو الأبيض غير الناصع. ويتميز اللؤلؤ الأشقر باللون الأصفر الفاتح، ويمكن أن يكون اللؤلؤ الأخضر غامقا أو تكون لمسة اللون الأخضر واضحة عليه. أما اللؤلؤ الزجاجي فهو أقرب ما يكون إلى الشفافية، والأسود وهو قليلا ما يكون صالحا للاستخدام لأنه يكون في الغالب بدون الطبقة اللؤلؤية الموجودة عادة في اللؤلؤ كما تظهر علية تشققات في أغلب الأحيان.• كيف ترى مكانة تجارة اللؤلؤ في الوقت الحالي ؟تربع اللؤلؤ على عرش المجوهرات فكان كالملكة وسط وصيفاتها تزهو وتتألق، ولكن بعد خلو الساحة منها وانتشاء اللؤلؤ المستزرع الذي غزا الأسواق، باتت هذه المهنة مقصورة على الهواية بعد أن كانت حكرا على الغاصة المحترفين والمتفرغين لهذا العمل. وبناء على ذلك اتخذت إدارة الثروة السمكية منذ عام 2011م قرارا باستصدار رخص للهواة ومحترفي الغوص لاستخراج اللؤلؤ وذك على شرط امتلاك كل هاو قاربا للتمكن من مزاولة هذه المهنة. فأصبحت هواية تجارة اللؤلؤ نبضا يلامس النشاط الاقتصادي في البلاد ويعود بالنفع والتأثير الكبير على حياة بعض الأسر، فيمسي دخلا إضافيا لهم. أما من الناحية الإجتماعية، فيتشارك أفراد الأسر إناثا وذكورا في عملية فلق " فتح" المحار واستخراج اللؤلؤ، ومن ثم بيعه لأحد تجار اللؤلؤ.• ما أوزان اللؤلؤ؟هناك عدة أوزان ووحدات قياس تستخدم في اللؤلؤ، لكن أكثرها شيوعا، وهي المستخدمة في البحرين المثقال والجو (تلفظ : تشاو) فالمثقال يستخدم للآلئ التي يقل قطرها عن 4.5 ملم تقريبا، أيا كان نوعها أو شكلها في حين يستخدم الجو للآلي التي يزيد قطرها عن 4.5 ملم تقريبا، ويستخدم في تحديد ذلك منخل " طوس، جمع " طاسة" لتحديد المقاسات. المثقال = 4.5 غرامات وهو يساوي 22.5 قيراطا، الجو = ( قيراط X 88) / 135. أما الآن فتستخدم الآلات الحاسبة للقيام بهذه العمليات الحسابية بسهولة متناهية. في السابق كان يستخدم دفتر اللؤلؤ، وهو عبارة عن جداول تحويلية من الوزن إلى الجو، فكان يوزن اللؤلؤ بالمثقال (المثقال = 24 رتي، والرتي = 16 آنة ) ويشاهد في الجدول السطر المقابل لهذا الوزن وكم يعادل له من الجو ( الجو = 100 دوكرة، والدوكرة = 100 مزور ).• من أين تستوحي تصميمات الجواهر؟ وهل تشرف عليها؟أشرف عليها ولكن ليس 100%، ولكن اركز على تصميم العقود المهمة، أشارك في تصميمها بشكل أساسي ولإنتاج عقد من اللؤلؤ نحتاج كمية كبيرة من اللآلئ، ويتم تصنيفها حسب اللون.• حدثنا عن أن آخر مجموعة من المجوهرات أطلقت مؤخرا ؟نحن لا نقوم بتصميم مجموعة معينة لكن نمتلك مجموعه من عقود اللؤلؤ " G1 " الفاخرة، وفي السنتين الماضيتين انتجنا مجموعة من العقود الفاخرة، وتتكون من عدة ألوان.• هل تركز على انتاج قطعة من كل تصميم ؟التصميمات التي نقوم بها أغلبها فريدة ولا تكرر.• ما صفات المصمم الناجح في رأيك؟حتى يكون المصمم ناجحا يجب أن يمتلك كمية كبيرة من الأحجار، ومن شأن ذلك أن تجعل المصمم مبدعا.• هل ما زالت ورش الصياغة موجودة ولها دور؟طبعا! لها دور وأصبحت أكثر تطورا باستخدام التقنيات الجديدة.• كيف ترى وضع مصمم المجوهرات في الخليج؟تولدت الكثير من البيوت الخليجية التي سيكون لها دور في المستقبل القريب أو المتوسط من الناحية العالمية.
توابل
إبراهيم مطر: اللؤلؤ يتربع على عرش المجوهرات
27-04-2016