استيقظت مصر، أمس، على كارثة جوية جديدة، بعد أقل من 7 أشهر على إسقاط طائرة سياحة روسية فوق سيناء وخطف أخرى إلى قبرص، إذ تحطمت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران، كانت قادمة من باريس فوق البحر الأبيض المتوسط قبل 20 دقيقة من موعد هبوطها في مطار القاهرة الدولي، في حادث رجحت السلطات المصرية وموسكو وواشنطن أن يكون عملاً إرهابياً.

الطائرة وهي من طراز «إيرباص A320»، كانت في رحلة رقم (إم إس 804)، أقلعت من مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس، باتجاه مطار القاهرة الدولي في تمام الساعة الثانية و45 دقيقة فجر أمس، بتوقيت القاهرة، قبل أن تختفي من على الردارات بعد دخولها المياه الإقليمية المصرية، في وقت كانت تحلق على ارتفاع 37 ألف قدم وعلى بعد 250 كيلومتراً عن الشواطئ المصرية.

وقال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، إن الطائرة المصرية انحرفت فجأة 90 درجة يساراً، ثم 360 درجة يميناً، قبل أن تختفي من على شاشات الردار، بعد دخولها الأجواء المصرية، دون أن ترسل أي نداء استغاثة.

Ad

وفي حين قالت السلطات اليونانية المعنية إنه تم العثور على قطع من الحطام جنوب جزيرة كريت، أصبح احتمال مقتل ركاب الطائرة الـ56 وطاقهما المكون من 10 أفراد بينهم 3 رجال أمن، مؤكداً.

وأوضحت شركة طيران مصر أن جنسيات ركاب الطائرة هي 30 مصرياً، و15 فرنسياً، وبريطاني، وبلجيكي، وعراقيان، وكويتي، وسعودي، وسوداني، وتشادي، وبرتغالي، وجزائري، وكندي، بينهم طفل ورضيعان، وطاقم من سبعة أشخاص وثلاثة من أفراد الأمن، قضوا جميعاً. وتبين أن الكويتي هو الأستاذ الجامعي محمد سهيل المطيري، الذي كان يرافق زوجته في رحلة علاج بباريس.

ولم يستبعد وزير الطيران المصري شريف فتحي، فرضية العمل الإرهابي، وقال في مؤتمر صحافي إن «احتمال أن يكون الهجوم الإرهابي أكثر ترجيحاً من فكرة وجود خلل فني».

بدوره، ذهب رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، في تصريحات لوكالة الإعلام الروسية، إلى أن سقوط الطائرة المصرية أمس، سببه عمل إرهابي «على الأرجح»، داعياً جميع الأطراف إلى العمل معاً لتحديد المسؤولين عن إسقاطها.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية الاخبارية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الطائرة المصرية تحطمت نتيجة قنبلة على متنها، وذلك استناداً إلى ظروف وقوع الحادثة. ولفت أحد المسؤولين إلى أن الطائرة توقفت في إرتيريا ثم في تونس، قبل أن تطير إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث خضعت لفحص دقيق قبل أن تطير في رحلتها المنكوبة إلى القاهرة.

وفي باريس، فتحت السلطات تحقيقاً وأعلنت أنها ستشارك في التحقيق الذي تجريه السلطات المصرية. وبدأت السلطات الفرنسية بالفعل التحقيق مع الأطقم الأرضية في مطار شارل ديغول ومع كل شخص كان يملك تصريحاً بالوصول إلى الطائرة.