في آخر عروض الدورة السادسة لمهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي، قدمت فرقة أكاديمية المسرح - روما بإيطاليا، مسرحية "حديقة دائرة الأحلام"، بطولة نخبة من طلبة الأكاديمية، ومن إخراج فابيو أومودي.

Ad

وتشارك هذه الفرقة المسرحية للعام الثالث على التوالي، حيث قدمت من قبل عرضي "اقتلوا الأطفال"، و"في عقلي"، وامتازت بتقديم أعمال تعتمد على الإبهار الحركي والمسرحي، من خلال قضايا إنسانية من الدرجة الأولى، ربما تكون بعيدة عن مجتمعاتنا العربية إلا أنها تمس الإنسانية بشكل عام.

ومن خلال عرض "حديقة دائرة الأحلام" التي كانت بمنزلة تأليف ورؤية إخراجية جماعية شاهدنا عرضا بصريا اعتمد على التشكيل والاستعراض الجماعي الذي امتاز به الطلبة بخفة الحركة والأداء لطرح فكرة ربما تكون قضية فلسفية من الصميم عن ماهية الوجود، حيث تناولت فكرة بداية خلق الإنسان، ويكون مجرد نطفة، وهنا تدور تلك "الحيوانات المنوية" كما يصح التعبير العلمي.

وتنولت ايضا فكرة اختيار الأبناء للآباء قبل أن يولدوا، وإن ولدوا فكيف سيولدون في عالم مليء بالقتل والكراهية والحقد، فهنا تم طرح عملية خلق الإنسان من خلال مجموعة من الشخصيات المتمردة أو من يبحث عن الكمال او من يهرب عن الأنظار، وحالة الصراع التي تحدث في ما بينهما وكيف يختار الإنسان وجوده في هذه الحياة، وما الصورة التي  سيكون عليها عند الخلق.

استطاع المخرج أن يوظف الأدوات المسرحية من خلال النقاء للون الأبيض في الملابس التي تدل على الصفاء، رغم الصراع الجماعي، وأيضا الإضاءة استطاعت أن تضفي أجواء الخيال والخوف من خلال اللونين الأزرق والأحمر مع التشكيلات اللونية عبر الكشافات الصغيرة التي استخدمها الممثلون في التشكيل الجماعي، إلا أنها كانت مزعجة إلى حد ما لتسليطها على أعين الجمهور مع تكرار المشهد.

تصاعد الصراع

أما الموسيقى فكانت موفقة إلى حد كبير من حيث الصراعات بين الشخصيات، وهنا الصوت العالي لتلك الموسيقى ليس خطأ في المخرج أكثر من أنه مقصود مع تصاعد الصراع الدرامي على الخشبة للكائن الذي لم يخلق بعد، وحالة الإيحاء للطفولة، ثم تدرجت مع الصراع والتمرد وانتقلت للحالة التي تبحث عن الهدوء.

ومن هنا استطاع فريق العمل أن يجذب الجمهور إلى قضيتهم المطروحة، فكما نعرف أن اللغة في المسرح من أهم الأقطاب التي يصل بها الممثل للجمهور، فلم نشعر بضياع الفكرة من خلال عرض قدم باللغة الإيطالية وبعض الإنكليزية، فمن خلال التشكيل الجماعي ولغة الجسد كان فهم الجمهور لأدوات المخرج وقضية النص المليء بالانقسامات النفسية التي طرحها بأقل أدوات ممكنة.

منافسة محتدمة في «أكاديمية الفنون»

علمت "الجريدة"، من مصادر مطلعة، أن العد التنازلي لكشف النقاب عن المدير العام لأكاديمية الفنون الكويتية بدأ. ويتنافس على هذا المنصب كل من د. عبدالله الغيث، ود. سليمان آرتي من المعهد العالي للفنون المسرحية، ود. رشيد البغيلي من الفنون الموسيقية.

في سياق متصل، أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى أن الأكاديمية عبارة عن حلم تحقق على أرض الواقع، وستساهم في تطوير مناهج التدريس وتقديم الأعمال الإبداعية، والنهوض بالمؤسسة الأكاديمية المتمثلة في المعهد العالي للفنون المسرحية.

وتحرص الأكاديمية التي كانت مجرد رؤى مستقبلية على تطبيق القوانين واللوائح فيما يتعلق بالمشاركات الطلابية خارج أسوار المعهد، والاهتمام الأكبر بالجانب التعليمي.