اعلنت روسيا الخميس انها قدمت عرضا "ملموسا" لوقف اطلاق النار في سوريا وتنتظر رد واشنطن وذلك قبيل اجتماع دولي مهم يعقد في ميونيخ بهدف العمل على انقاذ عملية السلام التي انطلقت في جنيف والسعي لوقف تدفق المهاجرين الى اوروبا.

Ad

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل لقائه نظيره الاميركي جون كيري ان روسيا قدمت عرضا "ملموسا" لوقف اطلاق نار في سوريا وتنتظر ردا اميركيا.

وقال لافروف "ننتظر الرد الاميركي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سوريا" التي تجتمع مساء الخميس في ميونيخ متحدثا عن اقتراح "ملموس".

واكتفى كيري بالقول "نريد احراز تقدم في مسالتي ايصال المساعدات الانسانية ووقف اطلاق النار".

وياخذ الغربيون على روسيا انها قوضت مفاوضات السلام بين السوريين عبر شن غارات جوية كثيفة على مقاتلي المعارضة. وتطالب المعارضة السورية بوقف لاطلاق النار قبل ان توافق على استئناف المفاوضات في جنيف.

ويشن النظام السوري منذ الاول من شباط/فبراير هجوما واسعا مدعوما بقوة من الطيران السوري على الفصائل المعارضة المسلحة في شمال حلب ما ادى الى فرار نحو 51 الف مدني بحسب الامم المتحدة.

وادى هذا الهجوم الى توقف مباحثات السلام غير المباشرة التي انطلقت في جنيف بين ممثلين عن النظام واخرين عن المعارضة. ويفيد المرصد السوري لحقوق الانسان ان هذا الهجوم اوقع حتى الان اكثر من 500 قتيل على الاقل بينهم نحو مئة مدني، ما جعل من موعد استئناف المفاوضات في الخامس والعشرين من الشهر الجاري امرا غير مؤكد.

واضافة الى حضور كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فان ممثلين لنحو 17 دولة وثلاث منظمات سيشاركون ايضا في لقاء ميونيخ بينهم وزيرا الخارجية الايراني والسعودي.

ومن المقرر ان يبدأ لقاء ميونيخ في الساعة 18،00 (17،00 تغ).

الا ان المؤشرات تدل على ان مفاوضات ميونيخ ستكون معقدة بسبب غموض الموقف الروسي وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية.

وردا على سؤال عن احتمال اقتراح وقف لاطلاق النار اعتبارا من الاول من اذار/مارس، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق واكتفى بالقول "ثمة مشاورات قائمة".

ومن شان مهلة مماثلة ان تتيح لروسيا تعزيز موقع النظام السوري اكثر وذلك قبل ان تبدأ مفاوضات جنيف فعليا.

وعلقت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني لدى وصولها الى ميونيخ "لن يكون اجتماعا سهلا، ان مستقبل سوريا والسوريين هو بين ايدينا".

ميدانيا، باتت قوات النظام السوري على مشارف مدينة تل رفعت، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، حيث يخوض الطرفان الخميس اشتباكات على بعد ثلاثة كيلومترات منها، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وألقت طائرات شحن روسية مساعدات غذائية فوق الاحياء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في مدينة دير الزور في شرق البلاد والمحاصرة من تنظيم الدولة الاسلامية، وفق ما افاد المرصد .

من جانبها، اعلنت روسيا انها نفذت 510 طلعات جوية لضرب 1888 "هدفا ارهابيا" بين الرابع والحادي عشر من شباط/فبراير، مؤكدة انها قتلت اثنين من قادة المعارضة في محافظة حلب.

وفي ظروف مماثلة، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الالمانية مارتن شافر ان "من الصعب قول كلمة +وقف اطلاق النار+".

وفي راي وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان على الغربيين ان يتخلوا عن سياستهم "الخاطئة" وبعض "شروطهم المسبقة"، في اشارة الى المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد.

وفي حال فشل العملية السياسية فانه ليس لدى الغربيين اي خطة بديلة ما لم يقرروا فعلا المواجهة المباشرة مع الروس على الارض.

وقال كميل غران مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية في باريس لفرانس برس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يمارس اللعبة" ويضغط على الاوروبيين المنقسمين ازاء مشكلة اللاجئين الذين يصلون الى حدودهم بمئات الالاف.

ويتردد الغربيون ايضا في تزويد مقاتلي المعارضة صواريخ ارض-جو خشية ان تقع هذه الاسلحة في ايدي جهاديي القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية.

ورغم ان السعوديين اقترحوا ارسال قوات الى الارض في سوريا، فان كثيرين يشككون بقدرتهم على القيام بذلك خصوصا انهم يخوضون عملية عسكرية في اليمن.

اما تركيا فتخشى قبل كل شيء الاختراق الذي حققه الاكراد في شمال سوريا.

وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشدة الخميس بالدعوات الدولية لفتح الحدود التركية امام عشرات الاف النازحين السوريين.

وقال اردوغان "ان كلمة +اغبياء+ ليست مكتوبة على جبيننا. لا تظنوا ان الطائرات والحافلات متواجدة هنا بدون سبب. سنقوم بما يلزم".