خلال الحرب العالمية الأولى عُقدت اتفاقية سرية بين بريطانيا وفرنسا عرفت باسم "سايكس بيكو" في عام 1916، تهدف إلى تقسيم مناطق النفوذ العثماني بين الدولتين بعد سقوط الدولة العثمانية بانتهاء الحرب العالمية الأولى، وكانت هذه الاتفاقية سرية، ولم يعلن عنها إلا بعد قيام الثورة الشيوعية في روسيا، ففضح أمر هذه الاتفاقية، وبعد مئة عام على هذه الاتفاقية نرى شبحها يحوم حولنا.

Ad

فمنطقة الخليج العربي تشهد أحداثاً سياسية متوترة وغير مستقرة، وأخطاراً وتهديدات متأثرة بالأحداث السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط مثل سقوط نظام البعث في العراق عام 2003 والهجوم الأميركي على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وبعد هذين الحدثين تطورت أحداث خطيرة في المنطقة، مثل نمو القوتين الإيرانية والتركية، وظهور تيارات وجماعات إرهابية أصبحت خطراً داخلياً يهدد أمن منطقة الخليج العربي.

وفي عام 2011 تأثرت المنطقة بتداعيات الربيع العربي وتغيير النظام في مصر، وأحداث الثورة السورية والتدخلات الإيرانية والروسية في سورية، وعام 2015 عاصفة الحزم ومواجهة الحوثيين في اليمن، كل هذه التدخلات الخارجية والأحداث الخطيرة تطرح سؤالاً مهماً: هل نحن أمام "سايكس بيكو" جديدة لم يُعلن عنها حتى الآن؟

من يلاحظ خريطة الخليج العربي يجد الأخطار تحيط بنا من جميع الجهات: كيان صهيوني، خطر إيراني، قوى عظمى متصارعة، وهدوء أميركي غامض.

ومع كل هذه الأحداث قامت دول الخليج بتحالف رعد الشمال مع قوى إسلامية وعربية، وبعد هذه المناورات بدأ المواطن الخليجي يشعر بالأمان، وأن هناك قادة مخلصين قادرين على الدفاع عن أوطانهم ورعاياهم، ومدركين للأخطار التي تحيط بهذه المنطقة، وقادرين على تجهيز قوة وتحالف إسلامي وعربي لحماية المنطقة من أي اتفاقيات تقسيم أو إعادة تشكيل للمنطقة، فنحن بحاجة إلى هذه التحالفات والمناورات العسكرية الضخمة التي ترسل رسالة واضحة إلى كل طامع بهذه المنطقة بأن هناك رجالاً مخلصين قادرين على الدفاع عن بلدانهم.

وهذه خطوة رائدة لدول المنطقة لتحقيق الوحدة العربية والإسلامية الصحيحة، ونرجو أن تستمر جهود القادة الخليجيين لمواصلة الطريق لحماية المنطقة، وخلق قوة قادرة على تحقيق الأمن والأمان والمحافظة على دول الخليج من الأطماع الخارجية وحماية مقدرات هذه المنطقة من الطامعين.