تخلى المرشح الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز عن حذره، وشن أعنف هجوم على منافسته هيلاري كلينتون، التي وجدت نفسها في موقف صعب خصوصا لناحية إقرارها بأنها تحتاج إلى فعل المزيد لاستمالة أصوات الشباب.

Ad

واجهت وزيرة الخارجية السابقة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خصمها الديمقراطي بيرني ساندرز، في مناظرة تلفزيونية صعبة أجريت أمس الأول، في مقر بلدية ديري بولاية نيوهامشير، وتناقلتها وسائل الإعلام الأميركية قبل الانتخابات التمهيدية المقررة (نيوهامشير) في 9 فبراير الجاري.

ساندرز

ووجه ساندرز انتقادات عنيفة إلى كلينتون، ووصفها بأنها «غير تقدمية»، وقال: «لا يمكن أن تكوني معتدلة في بعض الأيام ثم تقدمية في أخرى» مستدركا: «لا يوجد تقدمي يأخذ الملايين من الدولارات من لجنة العمل السياسي».

وأظهرت استطلاعات حديثة للرأي تقدم ساندرز على كلينتون في ولاية نيوهامشير بواقع 57 نقطة إلى 34 نقطة.

ودافع ساندرز عن سياسة الضرائب التي اقترحها من أجل توفير رعاية صحية عالمية، كما دافع عن الدعوات التي أطلقها لخفض أعداد الأقليات في سجون الولايات المتحدة.

وعلى صعيد السياسة الخارجية رأى أنه يتعين هزيمة ما يسمى تنظيم داعش، داعيا إلى التعاون مع جنود ينتمون إلى تحالف إسلامي كبير، مضيفا: «على المستوى الداخلي ما يتعين علينا فعله هو تحسين أداء أجهزة الاستخبارات بشكل ملحوظ، وأعتقد أننا لسنا بالقوة التي يمكن أن نبدو عليها».

وفيما يتعلق باستقبال اللاجئين السوريين والأفغان، أعرب ساندرز عن اعتقاده بأنه يتعين قبولهم في الولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه أيد وضعهم تحت المراقبة من جانب الأجهزة الامنية المعنية.

كلينتون

من جهتها، قالت كلينتون إن هدف حملتها الانتخابية يتلخص في «منع الجمهوريين من الوصول إلى البيت الأبيض».

وأضافت: «أنا تقدمية تحب إنجاز الأعمال، وانني مستمتعة، إذ جعل السيناتور ساندرز نفسه حارس البوابة لمن يكون تقدميا... ولن أسمح لذلك بمضايقتي... لا أعتقد أن عمل مقارنات من هذا النوع يساعد السيناتور».

وردا على اتهامها بتقاضي أموال طائلة من لجنة العمل السياسي، ذكرت ان «أرباح وول ستريت تنفق من أجل هزيمتي»، مؤكدة أنها تلاحق من يقف وراء ذلك.

وفيما يتعلق بالحرب على الإرهاب العالمي زادت انه لا يمكنها أن تقدم ضمانات بتوسيع نطاق التدخل العسكري الأميركي في الخارج، ولكنها تعهدت بفعل كل ما في وسعها لتجنب إرسال جنود إلى خارج الولايات المتحدة.

وأجابت كلينتون بثقة وراحة واضحة على أسئلة ناخبين بعد فوزها بفارق ضئيل في انتخابات ايوا مع 49.8 في المئة مقابل 49.6 في المئة لساندرز.

لكن ساندرز حصل في تلك الانتخابات على تأييد 84 في المئة من الناخبين الذين تتراوح اعمارهم بين 17 و29 عاما، ما شكل مفاجأة مربكة لكلينتون.

وقالت كلينتون: «أتقبل أن أمامي عمل لأواصل رسالتي، وما حققته، وما علي أن أقوم به من أجل الشباب في بلادنا».

ووجه ساندرز هجوما آخر ضد ملياردير العقارات الجمهوري دونالد ترامب الطامح إلى الفوز بترشيح حزبه له، وقال إن ترامب يقف «ضد الطبقة العاملة»، وأعلن رغبته في مواجهة ترامب خلال المنافسة النهائية بين الحزبين.

وجاء الرد سريعا من ترامب على «تويتر»، إذ كتب أن ساندرز «يريد مواجهتي لأنه لا يرغب في مواجهتي». ورأى أن بمقدوره هزيمته بسهولة. ويعتبر ساندرز، السيناتور عن ولاية فيرمونت المجاورة، الأوفر حظا بين الديمقراطيين، في حين يتصدر ترامب استطلاعات الجانب الجمهوري.

ترامب

جمهوريا، أظهر استطلاع نشرته شبكة أي بي سي نيوز الاخبارية أن ترامب مازال متقدما على منافسيه بنسبة 20 في المئة، يليه ماركو روبيو الذي حصل على تزكية خمسة سيناتورات، ومن ثم تيد كيروز، أما جيب بوش فقد حل رابعا.

كما حصل كروز على خمسة تأييدات جديدة من أعضاء الكونغرس السيناتور بات تومي، والنواب مات سالمون وغلن طومسون وستيف واماك وريك  كروفورد. هذه التأييدات تعطي انطباعا بأن هناك تأييدا لروبيو على حساب بوش.

سانتورم

ومساء أمس الأول انسحب المرشح الكاثوليكي المحافظ وريك سانتوروم، الذي كان فاز بولاية أيوا في الانتخابات التمهيدية في 2012، لكنه لم يحصل الا على 1 في المئة من الاصوات في انتخابات الاثنين، وقال على «تويتر»، «بكل بساطة هذه السنة لم تكن سنتنا»، داعيا مؤيديه إلى انتخاب روبيو.

أوباما

ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول «بالخطاب السياسي المغرض وغير المقبول ضد المسلمين الأميركيين»، مضيفا أنه لا مكان لمثل هذا الخطاب في الولايات المتحدة.

وذكر أوباما، في كلمة في مسجد بمدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، انه «من غير المفاجئ ألا ترتفع وتيرة التهديدات والمضايقات بحق المسلمين الأميركيين»، بعد صدور مثل هذه التعليقات عن بعض الشخصيات الأميركية.

وقال خلال الزيارة التي تعتبر الأولى لمسجد في الولايات المتحدة منذ توليه منصبه: «رأينا أولادا يتعرضون للمضايقات ومساجد تتعرض لاعتداءات. حتى بعض الأميركيين السيخ الذين يخلط البعض بينهم وبين المسلمين تعرضوا لاعتداءات... علينا معالجة هذه الظاهرة بسرعة ومواجهتها بنزاهة ووضوح». وتابع ان الدستور الأميركي يكفل حقوق وحرية جميع الديانات، مضيفا أن المسلمين الأميركيين من أكثر الناس وطنية، مشددا على ضرورة إبراز مساهمات مسلمي أميركا بشكل مستمر، وضرورة إشراكهم في البرامج التلفزيونية بشكل عام، و»ليس حين يتعلق الأمر بالأمن القومي فقط».

(واشنطن - أ ف ب،

رويترز، كونا)