كتب المسرحي والروائي الفكاهي آلن بينيت عن المشردة ماري شيبرد في مقالة ضمن «مراجعة لندن للكتب»، وفي مسرحية من عام 1999 ومن بطولة ماغي سميث التي أعادت تجسيد الدور بعد 10 سنوات في نسخة مقتبسة على إذاعة «بي بي سي»، وأخيراً في سيناريو راجعه بينيت ويبدو مشابهاً لمسرحيته، وفي فيلم من إخراج نيكولاس هيتنر الذي أصدر النسخة المسرحية. تؤدي سميث مجدداً دور شيبرد أمام ألكس جينينغز بدور بينيت الخجول والمتحفظ، أو بالأحرى نسختَين من بينيت: وفق مفهوم فيلم The Lady in Van (السيدة في الشاحنة الصغيرة)، يكون بينيت الذي يكتب وبينيت الذي {يعيش} حياته شخصيتين مختلفتين، ويؤديهما جينيغز في الفيلم. هذا ما يجعله يواجه خلافات هادئة لكن محبِطة مع ذاته في ما يخص حياة شيبرد العشوائية والغامضة التي تعيش خارج نافذته مباشرةً، وفي ما يخص دوره في قصتها.

Ad

يمكن اعتبار فيلم The Lady in the Van وصفاً لحي متغيّر في المدينة. أمام الصورة التي يجسدها بينيت عن مختلف المواطنين الذين يقدمون الدعم رغم تعكر مزاجهم بحثاً عن الروح المؤثرة السائدة بينهم، قد يشعر رواد السينما الأميركيون بمستوى غير مألوف من الذنب. هل كنا لنتصرف مثله في هذه الظروف؟

شخصية صادقة

كانت شيبرد على ما يبدو شخصية صادقة وذكية وقد جعلتها سميث، بالطريقة التي أدّتها، تصبّ في خانة الشخصيات المثالية التي تتجاوز صفات البشر. إنه تحول قوي ومضحك. يجسد فيلم The Lady in the Van صورة عن الذات ويطور جينينغز من خلال السخاء الإنساني الذي يُظهرِه بينيت صورة عن اللطف والحزن بدرجات موازية. يكتب بينيت عن رجلٍ (يعني ذاته) توشك والدته المريضة على الموت ولكنه لا يركز عليها بقدر ما فعل مع شيبرد طوال سنوات.

يبدو معظم المشاهد متقناً ويؤثر الذكاء في طريقة طرح الملاحظات عن وجود شيبرد المربِك (ومركباتها المتنوعة) على المواقف والأحداث اليومية في حياة جيران بينيت في شمال لندن. تقول امرأة لا تخفي انزعاجها من وجود شيبرد: {رغم كل شيء، نحب أن نعتبر نفسنا مجتمعاً متضامناً}. تكون فرانسيس دولاتور وروجر ألام أيضاً جزءاً من سكان كامدن تاون. لكن تكاد الموسيقى التصويرية التي ألفها جورج فنتون تقضي على العناصر الإيجابية في فيلم The Lady in the Van، علماً أن تلك العناصر تبقى قليلة نظراً إلى الجوانب الكوميدية النافرة التي يشملها العمل. لا يحتاج جينينغز وسميث إلى هذا النوع من المساعدة!