احترام العادات والتقاليد

Ad

غادة عبدالمنعم

ملاك

{لا أتقبّل فكرة الأدوار الجريئة مهما كان تصنيفها، وثمة أدوار يجب رفضها تماماً، لأنها تكون جارحة للمشاهد}، تؤكد الفنانة ملاك وتضيف: {نحن في الخليج تحكمنا عادات وتقاليد علينا الالتزام بها ضمن إطار الروابط الاجتماعية في الأسرة والمجتمع، وتربينا عليها، وهذا الأمر بالذات يمنعنا من تقديم هذه النوعية من الأدوار}.

تضيف أن الفن رسالة سامية بسمو أهدافها، {من الممكن أن نطرح أفكاراً فنية من دون الخوض في إشكاليات الجرأة، فالعمل الفني يصل كل بيت لذا علينا احترام الجانب الاجتماعي والأخلاقي لمجتمعاتنا الشرقية}.

مي البلوشي 

{أرفض الأدوار الجريئة لأنها لا تتناسب مع شخصيتي أولاً، ويرفضها المجتمع الخليجي لأن ثمة عادات وتقاليد تحكمه وتنبذ تلك الأعمال الفنية} توضح الفنانة مي البلوشي معتبرة أن الأدوار الجريئة لا تصنع نجوماً.

تضيف: {على الفنان أداء أدوار تزيد من وعي المجتمع في طرح أهم قضاياه من دون البحث عن الشهرة عبر أدوار الجرأة}.

تتابع: {يجب أن يزخر العمل الفني بالقيم التي تخدم الفن بالدرجة الأولى، وألا يخرج عن إطار خدمة المجتمع والمشاهد في آن}.

المهرة

{لا أعارض ما يقدم إلي من نصوص أو أدوار فيها جرأة، لأن الفنان بمثابة مرآة للمجتمع}، تؤكد الفنانة المهرة البحرينية، مشيرة إلى أن الدور الجريء الذي ستقدمه يجب أن يخدم المجتمع ويسلط الضوء على قضايا تلامس الواقع وتكون موظفة ضمن السياق الدرامي، فالجمهور على قدر ووعي كافيين للتفريق بين شخصية يجسدها الممثل وبين حياته في المجتمع.

تضيف أن الجرأة الطبيعية وغير المبالغ فيها مطلوبة في الفن الذي ستظل له خصوصيته على المستويين الاجتماعي والأسري، ومهمته إرسال رسائل هادفة إلى المشاهد، لذلك الجرأة مطلوبة في إطار التجدد للممثل وضمن السياق الفني المطروح.

فرح

{قلة الحياء أو ما يوصف بالوقاحة غير مستحب عرضها عبر الشاشة التي يحضرها الكبير والصغير من أفراد الأسرة}، توضح الفنانة الشابة فرح، لافتة إلى أن ثمة أدواراً أخرى لا ترفضها وهي من وجهة نظرها جريئة، تتمحور حول شخصيات تحمل قدراً من الشر في دوافعها الشخصية، مشيرة إلى أن ثمة حواجز في الجرأة يجب ألا يتخطاها الفنان وإلا تحوّل الأمر إلى وقاحة تسيء إلى المجتمع والعمل الفني.

تضيف أنها ليست مضطرة إلى قبول مثل هذه الأدوار حتى وإن كان الأمر يرتبط بزيادة في الأجر أو النجومية المطلقة، {ومن غير المحبذ أن تكون الانطلاقة للفنان بهذه السرعة من خلال بوابة الجرأة، لأن نهايته ستكون  أسرع أيضاً}.

خدمة الدور

بيروت - ربيع عواد

ريتا حايك

{كلمة {جرأة} نسبية وتتفاوت أهميتها وفق مفهوم المجتمعات} تؤكد ريتا حايك وتستغرب  اعتبار البعض ما يقدمه الممثل المحلي جرأة فيما يتوجه هذا البعض إلى السينما لمشاهدة  50  grades of shades مثلا، والتصفيق له.

تضيف: «هذا الانفصام في شخصية المجتمع مضحك. احترم تحفظّات البعض إنما لا أقدم شيئاً بشكل مجّاني، لذا ما ورد في المسرحيات والأعمال الدرامية التي قدمتها جاء في السياق الطبيعي لمضمونها».  حول إمكان اهتزاز صورتها عند الجمهور الذي لا يتقبل الجرأة تتابع: «أنا من يقرر صورتي وأعمالي ولا أحد يفرض عليّ خياراتي. ربما اتجه في المستقبل نحو صورة مغايرة وشخصيات مختلفة، عندها سينسى الجمهور هذه الصورة وستحطّم خياراتي المستقبلية القالب الذي وضعني فيه. الدليل إلى ذلك،  نسيانه جرأة مسرحية «كعب عالي» التي قدمتها سابقاً ليتحدث في ما بعد عن جرأتي في «فينوس». من هنا، أؤكد أن الممثل هو من يعمل على صقل صورته، ويترك للجمهور الحكم على الأداء»، لافتة إلى أن على الممثل ألا يركز عمله دائماً على رغبات الجمهور، خصوصاً أنه لا يقوم بإحصاءات ويتحرّك على أساسها بل «يجب أن نأخذ الجمهور إلى عالمنا الخاص، ما يدفعه إلى التفاعل معنا سلباً أو إيجاباً».

ندى أبو فرحات

{قدمت أدواراً جريئة على المسرح كما التلفزيون بطريقة لم تتخط اللياقة وذلك يعود الى الخبرة وقرار شخصي بعدم تجاوز الحدود} توضح ندى أبو فرحات وتضيف: {تعلّمت بفضل دراستي المستمرّة في التمثيل أن أكون محايدة في الحياة، أي يجب ألا أكون مبتذلة أو مثيرة أو غبية أو قوية بشكل مفرط أو ذكية بشكل مفرط، بل مستعدة لأداء هذه الشخصيات في الأعمال. وهذا الاستعداد يجعلني أدرك كيفية وضع حدود الشخصية التي أؤديها}. تشير إلى أنها متصالحة مع نفسها في خدمة دورها مهما بلغت جرأته وصعوبته. وتتابع في هذا السياق: {عندما أتلقى عرضاً لدور مناسب في التوقيت والماهية اندفع إليه بشغف من دون تفكير في تراتبيته في العمل، ومدى انتشاره جماهرياً وجرأته. بدأت راهناً أولي اهتماماً أكبر في هذا الإطار، بعدما كنت دائمة الاستعداد لقبول شخصيات تمسّني شخصياً وتطورني إنسانياً وتشعرني بلذة داخلية إن في فترة التحضير أو في خلال العرض وبعده}.وعمّا إذا كان ثمة رابط بين جرأة الممثل في حياته العادية وجرأته في المسرح أو التلفزيون توضح: {أعتبر نفسي جريئة جداً على خشبة المسرح، فيما أخشى في الواقع من بعض الأمور الحياتية، لذلك أفكر عميقاً قبل الإقدام على أي خطوة وأدرس ردود الفعل التي سأتلقاها. لو تصرفت في الواقع كما في المسرح، لاعتبرت نفسي إنسانة قوية جداً، إلا أنني أفكر بعقلي لا قلبي وأدرس خطواتي بإتقان مما يضعفني ويفقدني العفوية}.

دارين حمزة

{نجد دائماً من ينتقد المرأة اللبنانية بجرأتها ومن يؤيّدها في السينما والدراما فيما ثمة أدوار أكثر جرأة في المسلسلات العربية، لكننا في لبنان لم نقدّم سابقاً إلا الأعمال المصبوغة بصورة المرأة الجريئة والمثيرة}، تؤكد دارين حمزة لافتة  إلى أن الجرأة قدمت في سورية ومصر من ضمن مجموعة من الأعمال المنوّعة، {لهذا السبب لم يسلّط الضوء عليها مثل لبنان، لكننا بدأنا نشهد تغييراً}.

دارين حمزة التي يصنفها البعض ضمن الممثلات الجريئات اللواتي جسّدن شخصيات لم يجرؤ أحد على الغوص فيها خصوصا في السينما، كشفت سابقا أنها رفضت العمل في هوليوود بسبب نوعيّة الأدوار التي عرضت عليها، إذ شاهدها مخرجون أجانب في أحد المهرجانات ورشحوها للعمل في مجموعة من الأفلام، عازية رفضها إلى أن العروض التي تلقتها كانت لأفلام جريئة.

جرأة الفكرة لا الشكل

القاهرة – بهاء عمر

لا تجد نجلاء بدر مشكلة  في قبول أدوار جريئة ما دامت مقنعة على المستوى الفني الذي يتضمن سيناريو محكماً ودوراً مميزاً، مؤكدة أنها تعشق تلك النوعية من الأدوار التي تصنف بالجريئة، لكنها لا تقصد تقديمها بعينها أو تبحث عنها فحسب، بل تتعامل معها مثل الأدوار الأخرى المعروضة عليها للمفاضلة بينها.

تضيف: {لا يمكن للفنانات كافة أداء أدوار الجرأة والإغراء لعدم امتلاكهن المؤهلات نفسها والأدوات، بالتالي يتباين نجاح فنانة عن أخرى في ما يتعلق بالقدرة على الإقناع بالجرأة والإغراء غير المبتذلين}.

تعرب عن سعادتها بنجاحها في أداء أدوار جريئة تضع الفنان ومجهوده في بؤرة اهتمام الناس، خصوصاً أن هذه النوعية صعبة وتحتاج إلى خبرة فنية وذكاء للخروج بأكبر مكاسب من العمل.

ترى نجلاء أن على الفنان الحقيقي الذي ينجح في أداء أدوار الجرأة والإغراء التمرّد عليها قبل تصنيفه وحصره داخلها، والبحث عن مساحات فنية أوسع لإظهار قدراته.

الأسرة والمفاضلة

تعترف إيمان العاصي بعدم قدرتها على قبول أدوار الإغراء، مرجعة ذلك إلى شخصيتها التي لا تقبل هذه النوعية بحسب قولها، ومعتبرة أن طبيعتها كأم تمنعها من قبول أدوار تتضمن إغراء وجرأة صادمة.

تشير إلى أنها تبحث عن كل ما يضيف إلى رصيدها الفني ومن دون تصنيف، موضحة أن الأدوار أو الأفكار والسيناريوهات متعددة ومتنوعة، ولا يجب حصر الفن في مساحة معينة، رغم أهميته وقدرة البعض على تقديمه بشكل جيد، مؤكدة أن ما يصلح لفنان ليس بالضرورة مناسباً لفنان آخر.

تضع رانيا يوسف لنفسها تعريفاً خاصاً إذ تميل إلى قبول أدوار تتعلق بالجرأة وليس الإغراء، معربة عن اعتقادها بأن النوع الأول يمكن تقديمه بمساعدة أدوات تمثيلية مختلفة تبدأ بالسيناريو والحوار، طريقة التصوير والملابس، وغيرها من دون الاضطرار إلى ما هو أبعد من ذلك.

تضيف أنها تقبل الأدوار الجريئة التي تعرض عليها ما دامت تتعلق المسألة بجرأة الفكرة، ومن دون ابتذال على مستوى الظهور بشكل صادم بما يمكن أن يسيء إليها في ما بعد.

تتابع أن تفكيرها في بناتها اللواتي سيشاهدن تلك الأعمال، يدفعها إلى رفضها هذه الأدوار، لأنهن لن يقتنعن بأنها جريئة فحسب بل تتضمن إغراء قد لا يناسبها كأم، رغم حرصها على تعليمهن الفارق بين أداء دور في عمل وبين الحقيقة، غير أنها تشدد على دخول أسرتها ضمن معايير المفاضلة بين الأدوار.

توازن وعدم حصر

تؤكد وفاءعامر أن سنوات خبرتها الفنية وتقديمها أدواراً جريئة تتضمن إغراء، دفعاها إلى الخروج من هذه النوعية من الأدوار، لضيقها من مسألة حصرها كفنانة في تلك المساحة، معتبرة أنها حسمت أمرها ولن تقبل تلك النوعية من الأعمال، لأن لديها موهبة وقدرات فنية تمكنها من تقديم أدوار أخرى. تضيف أن قرارها هذا كان صائبا، إذ أثبتت، من خلال أدوار عدة، قدراتها التمثيلية، واستعادت توازنها كفنانة شاملة ضمن نجوم متعددين، منبهة إلى ضرورة أن يدرك الفنان حجم قدراته في وقت مبكر، ويوازن بين تقديم أدوار جريئة وأخرى عادية في آن، وألا يسمح لأحد بحصره في دائرة واحدة يمكن أن تخرجه من أي منافسة مستقبلية.

تفرق علا غانم بين تقديمها أدواراً جريئة وبين شخصيتها، وتوضح: «ما أعرضه على الشاشة شخصية افتراضية رسمها المؤلف، ولا أجد مشكلة في قبول هذه الأدوار التي لا أعتبرها عيباً»، مؤكدة أن الجمهور أكثر وعياً بحيث يفصل بين هذا وذاك.

أما نسرين أمين فتشير إلى إمكان قبولها الأدوار الجريئة التي تعرض عليها ما دامت تندرج ضمن عمل فني تقبله ككل وليس دورها فحسب، مؤكدة أن المعيار الأول لقبولها دوراً جريئاً أن يمثل مساحة لم يقترب منها أحد فنياً سابقاً، رافضة أن تؤدي دوراً نجح آخرون في تقديمه، ولن تسمح لنفسها بأن تكرر أدواراً.  تضيف: «الأدوار الجريئة ليست جسدية فحسب، بل تتعلق بالفكرة التي يتناولها العمل، وبذلك يكون السيناريو والقصة هما اللذان يمتازان بالجرأة، وليس مجرد أداء الفنان».