الطيور تستغلّ التمساح الأميركي لتحمي أعشاشها

يعتبر عدد كبير من أنواع الطيور استهداف الحيوانات المفترسة أعشاشها خطراً يهدّد فراخها. نتيجة لذلك، تختار الطيور الخواضة الطويلة الساقين، مثل مالك الحزين، ابن الماء، أبي منجل، اللقلاق، وأبي ملعقة، بناء أعشاشها فوق حيوانات القاطور الأميركية المقيمة لتنعم على الأرجح بحماية أعشاشها من حيوانات مفترسة مثل الراكون وأبسوم. صحيح أن الفوائد التي تجنيها الطيور من عيشها في مناطق القاطور موثّقة، إلا أن دراسات قليلة تناولت تأثير ذلك في القاطور الحامي بحد ذاته. كشف بعض الدراسات السابقة أن مستعمرات أعشاش الطيور الخواضة تقدّم مصدر طعام مهماً لحيوانات القاطور بسبب الفراخ الساقطة، وهي فراخ تُلقى من العش عندما يضع الطائر عدداً من البيض يفوق ما يمكنه تربيته. ولكن في الدراسة، قارن الباحثون حالة جسم نحو 40 أنثى من القاطور تعيش في مناطق متشابهة من الإيفرغلاديس في فلوريدا يضم بعضها مستعمرات أعشاش للطيور الخواضة وبعضها الآخر لا. وبغية تقييم حالة جسم الإناث، أخذ الباحثون عينات دم وقاسوا طول القاطور ووزنه.

تفاعل إيجابي

اكتشف الباحثون، بعد أن أخذوا في الاعتبار عدداً من المتغييرات البيئية، أن حالة جسم حيوانات القاطور التي تعيش قرب أعشاش الطيور الخواضة أفضل من تلك التي تعيش في مناطق مشابهة تخلو من مستعمرات الطيور. فقد سجلت حيوانات القاطور في مناطق الأعشاش %63 على مقياس حالة الجسم استناداً إلى الشكل والحجم، في حين لم تسجّل الإناث في المناطق الخالية من المستعمرات سوى %17. لذلك يشير الباحثون إلى تفاعل إيجابي محتمل بين القاطور والطيور المعششة. تعشش الطيور فوق القاطور للحماية، في حين تشكّل الفراخ الساقطة من الأعشاش مصدر طعام أيضاً له. يؤكد الباحثون الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحليل مجموعة القاطور الواسعة التي تعيش في مساكن مختلفة. ولكن لما كانت الطيور المعششة والتماسيح تتعايش في عدد كبير من المناطق الرطبة الاستوائية والمدارية، فتشير نتائج توصل إليها الباحثون إلى انتشار هذا التفاعل الإيجابي بين مجموعتين بالغتي الأهمية من الناحية البيئية.

يوضح الدكتور نيل: «تُعتبر دراستنا أول بحث يبرهن الفائدة المتبادلة بين الطيور المعششة والتماسيح: فتقدّم الطيور الخواضة الغذاء للقاطور، في حين أنها ببنائها أعشاشها فوقه تنال الحماية من الحيوانات المفترسة. وهكذا، تتعايش التماسيح والطيور المعششة في مناطق مدارية كثيرة، ما يعني أن هذا الأمر يشكل رابطاً بيئياً عالمياً مهماً».