الخوف والإحباط والقلق معانٍ جسدتها مؤلفة النص المسرحي "عنف" جليلة بكار من خلال تقديمها نماذج إنسانية تحولت إلى وحوش غارقة في بحر من الدماء.

Ad

وضمن العروض المشاركة في مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، قدمت فرقة المسرح الوطني الشاب – تونس العرض المسرحي خارج المنافسة "عنف" أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة المسرحية، وهو من إخراج فاضل الجعايبي، وبطولة كل من جليلة بكار، وفاطمة بن سعيدان، ونعمان حمدة، ولبنى مليكة، وأيمن الماجري، ونسرين المولهي، وأحمد حمروني، ومعين مومني.

حالة من الصمت والسوداوية والهلع بدأ بها المشهد الأول للمسرحية لطرح معاناة كل شخصية ودوافعها ومآسيها الشخصية وصولاً إلى تورطها في جرائم الدم، والخلفيات السياسية التي أحاطت بها، فهناك من يذبح صديقه بالسكين من الوريد للوريد، والتي تقتل زوجها، والتي تقتل ابنها برميه في النيران ثم تدفنه خلف منزلها، وثمة تلاميذ يرمون أستاذتهم من الطابق الأول، وكلها جرائم صاغتها المؤلفة، ونفذها المخرج المخضرم الجعايبي من نسيج المجتمع التونسي الذي أخذ يعاني القهر والقسوة والخوف والعنف ويرتكب بعض أفراده جرائم شنيعة أداها الممثلون على خشبة المسرح التي غرقت في سوداوية السينوغرافيا.

واستطاع الممثلون أن ينغمسوا في آلام وأوجاع المجتمع المحيط بهم، فكل منهم تقمص شخصيته على أكمل وجه، وأعطت السينوغرافيا الأبعاد النفسية في الأجواء التي أحيطت بكل شخصية على حدة حتى على مستوى المؤثرات الصوتية التي أشاعت مزيجا من الخوف والغموض، وكانت الإضاءة خافتة إلى حد ما ولم توصل انفعالات الممثلين كما ينبغي.