تسببت صورة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في اندلاع حالة غضب واستياء لدى قطاع من المسيحيين في مصر، حيث ظهرت الصورة أخيراً في كتاب مهرجان الكرازة المرقسية لعام 2016، واعتبر نشطاء أن تضمين صورة الرئيس في كتاب المهرجان الذي يرأسه أسقف الشباب الأنبا موسى، وتنظمه الكنيسة القبطية بمشاركة أطفال وشباب الكنيسة، "نوع من النفاق والتملق، وإقحام للكنيسة في السياسة".

صورة السيسي كُتبت تحتها عبارات شكر للرئيس لاهتمامه وتشجيعه لمهرجان الكرازة المرقسية، حين تكرم باستلام علم مصر الذي قدمته السيدة سامية عبدالمسيح من أسرة الكرازة بضاحية "مدينة نصر" (شرق القاهرة).

Ad

ومن المعروف أن مهرجان الكرازة المرقسية تنظمه الكنيسة القبطية سنوياً خلال الإجازة الصيفية، ويتضمن مسابقات في الرسم والأبحاث وغيرها، يشارك فيها بحسب الكنيسة مليونا طفل وشاب قبطي يمثلون جميع الإيبراشيات على مستوى محافظات مصر.

وفي أول رد فعل لها، دافعت الكنيسة الأرثوذكسية عن موقفها، وقالت على لسان متحدثها الرسمي، القس بولس حليم، إن موقف الكنيسة من الرئيس بصفة عامة، أياً كان الرئيس، يأتي خضوعاً لتعاليم الكتاب المقدس الذي يتيح الصلاة من أجله، ولا يعد ذلك نفاقاً أو تملقاً، بينما نفى محامي الكنيسة رمسيس النجار، أن يكون وضع صورة السيسي في كتاب المهرجان تملقاً، وقال لـ"الجريدة": "تلك مجاملة مقبولة للرئيس الذي يهتم بالأقباط منذ توليه الحكم".

إلى ذلك، قال المفكر القبطي، جمال أسعد لـ"الجريدة": "الدعاء للرؤساء طقس كنسي ووفقاً لتعاليم الكتاب المقدس، فالكنيسة تصلي للرؤساء والقيادات لأجل التوفيق والنجاح، لكنها تصلي في العموم ولا تذكر اسم رئيس بعينه، لكن واقعياً الكنيسة مع الرئيس السيسي ليست محايدة، بل تقحم نفسها في السياسة، ورغم نفي ذلك أكثر من مرة على لسان البطريرك نفسه، فإن وضع الصورة بهذا الشكل يعتبر دعاية للرئيس وهو ما لا نقبله".

على الإيقاع ذاته، انتقد القيادي في حركة "شباب ماسبيرو" القبطية، مينا مجدي، وضع صورة السيسي في كتاب صادر عن الكنيسة، وقال لـ"الجريدة": "إنها واقعة تحدث للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة، وتعكس سوء تقدير من جانب القائمين على المهرجان"، معتبراً أن الكنيسة "وقعت في خطأ جسيم".