• هل يسبب بعض أنواع الأطعمة غازات أكثر من غيره؟

Ad

لا تسبب الفاصولياء بحد ذاتها غازات المعدة. تحدث الأخيرة عندما نتناول أي نوع من النشويات المعقدة، وهي تتوافر بكثرة في الفاصولياء والبقول، إلا إننا نجدها أيضاً في الفاكهة والخضراوات، مشتقات الحليب، اللحم، الحلويات (نعم، في أنواع الطعام كافة تقريباً. لذلك تُعتبر لائحتك من الأطعمة التي تسبب غازات المعدة قصيرة وناقصة).

يعجز المعي الدقيق، حيث يُهضم الطعام، عن تفكيك هذه المركبات، فتنتقل من دون تجزئتها إلى القولون. هناك، تلتقي نحو كيلوغرامين من البكتيريا، بما فيها تلك التي تحمل أسماء ناعمة خادعة مثل Firmicutes وBacteroidetes وتخمر المأكولات الصعبة الهضم، فتنتج الغازات عن هذه العملية. وتنشط ميكروبات الأمعاء على نحو خاص عندما تلتهم كميات كبيرة من الوجبات الدسمة نظراً إلى مقدار النشويات الكبير الذي تحتوي عليه. لكن تناول الحبش الخفيف يحمل أيضاً وجهاً آخر. فالملفوف، البصل، الفاكهة المجففة، والحبش تحتوي كلها على الكبريت، الذي يشكّل المكون الرئيس في معظم غازات المعدة الكريهة.

• ما مقدار غازات المعدة الذي يُعتبر طبيعياً؟

 أشارت دراسات طلبت من متطوعين مراقبة عدد المرات التي يطلقون فيها الغازات إلى أن 10 إلى 20 مرة يومياً تُعتبر عدداً طبيعياً. لكن تيري بولين من جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا اكتشف أن الرجال يطلقون الغازات نحو 12 مرة في اليوم والنساء سبع مرات، ما يعود على الأرجح إلى ميل المرأة إلى منع نفسها من إطلاق الغازات. وتماشياً مع هذه الاختلافات الكبيرة، أظهرت أبحاث أخرى أن الناس الأصحاء يطلقون نحو 0.4 إلى 2.5 ليتر من الغازات يومياً، إلا أنها لا تنتج كلها عن الطعام، فيعود نصف هذه الكمية إلى الغازات المبتلعة. رغم ذلك، لما تتناوله تأثير كبير. فقد اتضح أن الإنسان العادي الذي يُطلب منه تناول {نظام غذائي يسبب الغازات} ينتج كمية منها أكبر بنحو مرتين ونصف المرة، مقارنة بما يعانيه منها عند تناوله نظاماً غذائياً طبيعياً.

• علامَ تحتوي الغازات؟

حتى الأنف غير المدرب يستطيع أن يميز أن تركيبة الغازات تختلف. فقد تكون نسبة الغازات المبتلعة أعلى لمن يعانون مشاكل في الأسنان أو يكثرون من تناول المشروبات الغازية. وتكون هذه الغازات عادة من النيتروجين والأوكسجين. أما الباقي الذي تنتجه بكتيريا الأمعاء، فيكون عموماً من الهيدروجين، فضلاً عن ثاني أكسيد الكربون والميثان.

• إذاً، لمَ تنبعث منها رائحة كريهة؟

كما هي الحال مع أي عطر، تعود الرائحة إلى كميات صغيرة من الجزئيات الكريهة. يعيد الخبير في غازات المعدة مايكل ليفيت من جامعة مينيسوتا في مينيابوليس الرائحة الكريهة إلى ثلاثة غازات كبريتية تشكل معاً أقل من جزء من عشرة آلاف من غازات المعدة. وبمساعدة اثنين من أبرز {خبراء الروائح}، اكتشف أن قوة غازات المعدة تعود إلى كبريتيد الهيدروجين، أو ما يُعرف بغاز {البيض الفاسد}. لكن مجموعة الغازات عموماً تعتمد على طريقة اختلاط هذا الغاز بغازين مذنبين آخرين: الميثانيثيول الذي تفوح منه رائحة {الخضراوات المتحللة} ورائحة كبريتيد ثنائي الميثيل {الحلوة}.

• هل الغازات الصامتة أكبر فتكاً؟

صحيح أن غازات المعدة توصف أحياناً بـ«تجشؤات المؤخرة}، إلا أنها تكون أقرب إلى الصفير. وكلما ازداد حجمها وضغط الهواء الذي يمر عبر المؤخرة، علا الصوت. وقد استغل هذه {الآلة} لأغراض مختلفة عدد من {العازفين} المحترفين، خصوصاً الفرنسي {لو بيتومان}، أي جوزيف بوجول، الذي صنع لنفسه اسماً في عالم الترفيه على المسرح منذ عام 1887 بالاعتماد على غازات المعدة. فقد تعلم بوجول كيفية سحب الهواء عبر الشرج، ثم إطلاقه بقوة ليحدث غازات عالية الصوت، إلا أن لا رائحة لها عموماً. في المقابل، يؤدي تراجع الحجم والضغط إلى انخفاض الأصوات. ولكن هل تكون أكثر رائحة؟ ربما. اكتشف ليفيت أن الغازات التي تطلقها النساء تحتوي على كمية أكبر بكثير من كبريتيد الهيدروجين الكريه الرائحة، مقارنة بالرجال، فضلاً عن أن خبيرين اعتبرا رائحتها أكثر قوة. بالإضافة إلى ذلك، تنتج النساء عموماً كمية أقل من الغازات، مقارنة بالرجال، لأنهن يملن عموماً إلى كبحها، ما يكشف أيضاً أنهن يحاولن التحكم في ضغط انبعاثاتهن بغية تفادي لفت الانتباه. يشير هذا المنطق إلى أن صوت الغازات قد يكون عموماً أسوأ من رائحتها.

• هل غازات المعدة قابلة للاشتعال؟

تُعتبر غازات بعض الناس قابلة للاشتعال. يذكر غلين غيبسون، الذي يصنع نماذج فاعلة من القولون البشري في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، أن كل غازات المعدة تنقسم إلى مجموعتين: {غازات رائحتها كريهة} و}غازات قابلة للاشتعال}. وتندرج غازات نحو ثلثنا ضمن المجموعة الثانية، بما أننا اكتسبنا من أمهاتنا بكتيريا تنتج الميثان في أمعائنا. إلا أن الميثان، الذي يُعتبر غازاً طبيعياً، لا رائحة له وسريع الاشتعال. حتى إنه يصبح متفجراً إذا بلغت نسبة تركيزه 4% أو 5%. لذلك من الجيد أن عملية إطلاق الغازات تمزجه بالهواء، ما يخفف بالتالي من الميثان إلى مستويات آمنة. ولكن إن وضعت ثقاب كبريت في موضع قريب من المصدر، فقد تشتعل هذه الغازات التي لا رائحة لها.

• هل من الأفضل أن تخرج على أن تبقى في الداخل؟

تنتج أمعاؤنا كل يوم نحو 20 ليتراً أو أكثر من الغاز. إلا أن معظمها لا يتحول إلى غازات: إما تعيد البكتيريا في القولون تدويره أو يمتصه الجسم ويخرجه عبر عملية التنفس. ولكن من الجزء الصغير الذي يبقى، ثمة أدلة على أن كبريتيد الهيدروجين الكريه يحول دون التهاب بطانة الأمعاء، ما يحد على الأرجح من خطر تعرضك لأمراض الأمعاء والسرطان. لذلك قد يكون من المفيد احتجاز هذا الغاز. لكن غيبسون يعرب عن شكوكه حيال ذلك. يقول: {كبريتيد الهيدروجين سام بقدر السيانيد. لذلك تخلصوا منه}.

ما العمل؟

ثمة منتجات تحتوي على الإنزيمات عينها التي تستخدمها البكتيريا في الأمعاء. لذلك تناول أحدها مع وجباتك الدسمة كي يبدأ العمل في الحال ويفكك النشويات المعقدة إلى سكريات أبسط تستطيع الأمعاء الصغيرة هضمها بسهولة. ولكن إن لم تكن الغازات بل الروائح الكريهة هي ما يزعجك، فقد اكتشف ليفيت أن البزموت قد يساعدك. وثمة منتجات علاجية للمعدة تحتوي على هذه المادة. ولكن لا يُنصح بتناولها يومياً لأنها قد تؤدي إلى تهيج الأمعاء. كذلك ابقَ بعيداً عن المواد التي تحتوي على الفحم والتي يروَّج لها خلال الرحلات الدولية. فرغم كل ما تعد به، فهي من دون جدوى. في مطلق الأحوال، يؤكد الخبراء أن غازات المعدة لا تسبب لمعظمنا أي مشاكل، بل تُعتبر {نعمة مقنعة} إن كنت تتمتع ببكتيريا سليمة في الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، هل من سبب للضحك أفضل من غازات المعدة؟

* كايت دوغلاس