أراد تيم بيرنرز لي أن يجعل من الاتصال أكثر سرعة وسهولة، يربط كل أرجاء الأرض ولا يجد أي أحد صعوبة في الوصول للآخر أو وصول المعلومات إليه.

Ad

الرجل الذي حوّل السكون المروّع الى ثورة من الديناميكية والتفاعلية، ليجعل من ثلاثة أحرف بسيطة هي «ويب» مصطلحاً يربط الشرق بالغرب، ويجعل العالم كله يختبئ خلف شاشة صغيرة تبدأ كل حكاية فيها بـ WWW، إنه تيم بيرنرز لي.

بدأ بالعمل في شركة «بليسي» للاتصالات السلكية واللاسلكية، والتي تعد المصنع الرئيسي لأجهزة قسم التكنولوجيا. ترك العمل في «بليسي» لينتقل الى شركة «د.ج ناش» والتي كان دوره فيها ينصب على كتابة البرامج، ومن بين تلك البرامج التي كتبها برنامج خاص للطابعات الذكية. انتقل بعدها تيم للعمل كمستشار ومهندس برامج في معمل «سيرن» الفيزيائي، وعمل أيضاً كمسؤول للتصميم التقني في شركة «ايمج كمبيوتر سيستم»، وأخيراً عمل بالزمالة مع «سيرن» في مجال النظم السريعة والموزعة لتجميع البيانات العلمية ونظم التحكم، الأمر الذي كان له جل التأثير في انطلاق فكرة الويب لديه.

كانت تلك الخبرة التي اكتسبها تيم أساساً للتفكيرعلى المدى البعيد، حيث أراد هذا الرجل أن يجعل من الاتصال أكثر سرعة وسهولة، يربط كل أرجاء الأرض ولا يجد أي أحد صعوبة في الوصول للآخر أو وصول المعلومات إليه، بعد أن كان الانترنت حينها يقتصر على كبرى الشركات أو التي تخص الأمور العسكرية، ليبدأ تيم حينها بالعمل على فكرته ولتكون عبارة عن لغة تدعى بالنص العالمي المترابط، والذي أصبح فيما بعد «الشبكة العالمية – WWW»، ليكون حينها تيم هو مخترع الشبكة العنكبوتية، فقد كان أول من وضع أسس التصفح بالانترنت، ليستلم بذلك زمام أمور العالم دون أن يدري، وليقدم للعالم الويب في عام 1991، لتكون واحدة من الثورات البشرية التي غيرت من رواسخ حياتنا ومن معالمها.

وتزايدت جماهيرية تلك الخدمة وباتت مقصداً ووسيلة أساسية لكبرى الشركات والمؤسسات والدول قبل الأفراد. ولكونها خدمه تتيح  للجميع ويسهل لأي شخص الوصول إليها، كان لابد أن تتحول لسلاح يستخدم في الخير وفي الشر، وبالفعل تزايدت وتيرة استخدامه في نشر الأكاذيب والترويج للخرافات والفضائح غير الصحيحة، وبخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن حولته بعض الجهات المجهولة لوسيلة تنشر من خلالها أفكارا مسمومة وأخباراً لا تمس بأي شكل من الأشكال أرض الواقع.

هذا الأمر جعل بيرنرز لي يدعو إلى ضرورة تصميم نظام تقني جديد يكون هدفه تصنيف المعلومات التي يتم بثها عبر شبكة الإنترنت، من أجل مساعدة المتصفحين على التمييز ما بين الخبر الحقيقي والخبر الزائف. فقام بتصميم شبكة تنظيم وربط الصفحات على الانترنت الذي يستخدم اليوم، وعلى الرغم من تحول الانترنت ليصبح المصدر العالمي الأول في تقديم المعلومات، إلا أن المواقع الإلكترونية والبالغ عددها نحو 100 مليون موقع مليئة بالأخطاء والمعلومات الكاذبة.