أشهر حفيد زعيم الثورة الإيرانية الراحل آية الله روح الله الخميني قفاز التحدي في وجه المرشد الأعلى علي خامئي، أمس، باستئنافه قرار تجريده من أهلية خوض انتخابات مجلس الخبراء المقررة الشهر المقبل، في وقت استعرضت إيران قوتها الصاروخية في الخليج، بالتزامن مع تدشينها خطاً بحرياً مع سلطنة عمان لنقل المسافرين.

Ad

في خطوة وصفها مراقبون بـ"التحدي" لسلطة المتشددين المحسوبين على المرشد الأعلى علي خامنئي، أعلن حسن الخميني (حفيد زعيم الثورة الإيرانية الراحل آية الله الخميني)، أمس، أنه سيستأنف ضد تجريده من أهليته لخوض الانتخابات البرلمانية التي تجرى في 26 فبراير المقبل.

ونقالت وكالة "مهر" عن حسن الخميني (43 عاما) قوله إنه لم يفهم لا هو ولا آخرون سبب رفض ترشيحه، وإنه يرغب فقط في خدمة بلاده، وأن خلفيته ومؤهلاته الدينية واضحة للجميع.

وحسن هو الأبرز بين أحفاد الخميني الـ15، ويعتقد أن له توجهات إصلاحية، وهو أمر لن يكون مقبولا للمجلس المؤلف بشكل كبير من رجال دين محافظين تربطه صلة وثيقة بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

ومجلس الخبراء واحد من الهيئات السياسية الأكثر أهمية في نظام ولاية الفقيه، نظرا لأن أعضاءه الـ86 ربما ينتخبون الزعيم الروحي الأعلى للبلاد، وهو رئيس الدولة بحكم الأمر الواقع، كما أن بمقدورهم الإطاحة به من منصبه.

استفزازات إيرانية

على صعيد منفصل، اختبرت إيران 3 صواريخ قصيرة المدى في مياه الخليج العربي، في أحدث خطوة عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها في منتصف يناير الجاري، بسبب تجربة صاروخية أخرى.

وذكرت وكالة "فارس"، أمس، أن مدى كل صاروخ من الصواريخ الثلاثة يبلغ مسافة 150 كيلومترا.

ووفقا للبيانات الإيرانية، فإن الاختبارات ترمي إلى تعزيز الأمن الداخلي، ولا تمثل خطرا على دول أخرى، مشيرة إلى أن الصواريخ مصممة بشكل لا يجعلها قادرة على حمل رؤوس نووية، وذلك على عكس ما تقوله الولايات المتحدة.

من جانب آخر، أفادت "فارس" بأن البحرية الإيرانية نصبت للمرة الأولى "طوربيدات" قتالية على غواصات من طراز "غدير" خارج الموانئ العسكرية، بعد إجراء تجهيزات خاصة بموانئ تستخدم لأغراض مدنية كالصيد، في إطار اليوم الرابع للمرحلة الرئيسة لمناورات "الولاية 94" للقوة البحرية والتي تقام على مساحة واسعة من مياه الخليج بالقرب من مضيق هرمز.

استعراض وانتقاد

وفي تطور لافت، انتقد الجيش الأميركي، مساء أمس الأول، تحليق طائرة إيرانية من دون طيار "درون" غير مسلحة فوق حاملة طائرات أميركية تعمل في المياه الدولية بالخليج، واصفا الحادث بـ"غير عادي وغير مهني"، بينما ادعت وكالة "فارس" شبه الرسمية أن غواصة إيرانية أرسلت إلى المنطقة أمس الأول، والتقطت صورا للطائرة من دون طيار وللحاملة الأميركية.

وفي حين قال التلفزيون الإيراني الرسمي إن طائرت استطلاع من دون طيار حلقت فوق حاملة الطائرات والتقطت صورا "دقيقة" أثناء مناورة "الولاية 94" أمس الأول، أكدت المتحدثة باسم البحرية الأميركية نيكول شويجمان أن الواقعة جرت يوم 12 يناير الجاري (أي قبل انطلاق مناورات الولاية 94).

وقالت شويجمان في بيان عبر البريد الإلكتروني إن الطائرة من دون طيار اتجهت في البداية صوب حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول، ثم حلقت مباشرة فوق حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان.

وأضافت أن حاملة الطائرات الأميركية لم تكن تقوم بأي عمليات جوية في ذلك الحين، مشيرة إلى أن "الطائرة لم تكن مسلحة، ولم تشكل أي تهديد للعمليات التي تنفذها حاملة الطائرات... رغم أن ما قامت به الطائرة الإيرانية لم يشكل أي خطر على السفينة فإنه غير عادي وغير مهني".

بدوره، اعتبر قائد البحرية الإيرانية، الأميرال حبيب الله سياري، أن تحليق الطائرة من دون طيار فوق حاملة الطائرات الأميركية مؤشر على "استعداد وشجاعة" البحرية الإيرانية.

طهران ومسقط

على صعيد آخر، وفي وقت تواجه إيران قطيعة دبلوماسية شبه كاملة من دول مجلس التعاون، كشف مسؤول ايراني، أمس، النقاب عن أن بلاده سوف تدشن خطا بحريا مع سلطنة عمان لنقل المسافرين خلال الأيام القليلة المقبلة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن المدير العام لمؤسسة المنطقة التجارية ـ الصناعية الحرة في جابهار جنوب البلاد، حامد مباركي، قوله إن تدشين الخط الملاحي يحظى بأهمية بالغة بالنسبة لمنطقة جابهار، وسيترك تأثيرا ايجابيا جدا على مستقبل المنطقة.

40 طائرة

في غضون ذلك، واصلت طهران مساعيها الهادفة إلى إنعاش صناعة النقل الجوي، بالتزامن مع رفع العقوبات الغربية وبدء تطبيق الاتفاق النووي.

وأعلن نائب وزير النقل الإيراني، أصغر كاشان، أن طهران تنوي شراء 40 طائرة من مجموعة "آ ـ تي ـ آر" الفرنسية.

وقال كاشان: "أجرينا مناقشات مع إيطاليا وفرنسا، وسيأتي مسؤولو "آ تي آر" في الأيام المقبلة إلى طهران لوضع اللمسات الأخيرة على عقد الشراء"، مضيفا "سيكون هناك 20 طلبية منتهية و20 للاختيار".

(طهران، واشنطن، جابهار ـ

د ب أ، رويترز، أ ف ب)