حدثنا عن الأصداء التي وصلتك حول «كدبة كل يوم»؟

Ad

أدهشتني الأصداء الإيجابية التي وصلتني عنه، إذ اعتدنا على وجود بعض الكتابات المهاجمة للأفلام، وهو ما لم أقابله مع فيلمي، كذلك تغيبت التعليقات السلبية تماماً، وتعرفت إلى ذلك من خلال متابعتي آراء المحيطين بي، والخارجين من بعض دور العرض. تابعت أيضاً وجهات نظر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الهاشتاج الخاص بالفيلم.

هل توقعت ردود الفعل الإيجابية هذه؟

للحقيقة، لم أحاول التفكير في أي توقعات كي لا أصيب نفسي بالتوتر، إنما انشغلت بتقديم أفضل ما لدي، ومنح تركيزي في إخراج عمل جيد، وتركت التوفيق على ربنا، وتقدير الناس.

هل يتساوى رد الفعل بين فيلميك «زنقة ستات» و{كدبة كل يوم»؟

بالطبع لا. حقّق العمل الأول نجاحاً تجارياً واسعاً، ولا تجوز المقارنة بين الإقبال على كل منهما من الأساس، لأن «زنقة ستات» ينتمي إلى أعمال الكوميديا الصريحة، وهذه النوعية من الأفلام تجد قبولاً كبيراً لدى المشاهد المصري تحديداً، وتسيطر على السوق، وعلى العكس «كدبة كل يوم» نوع مختلف تماماً.

كيف تجد هذا الاختلاف؟

يمثل سعادة إضافية لي، إذ استطعت التغيير فوراً بين نوعين من الأعمال، ولعل هذا ما يفسر كوني لم أكن أنتظر تحقيق نجاح الأول مع الثاني.

هل تشعر بالرضا عن تجربتك الثانية؟

راض عن الفيلم فنياً عموماً، بما في ذلك إخراجي له وللعمل ككل، لكن دائماً أفكر بأنني إذا كنت قمت بأمر معين لكان الفيلم أفضل، وهكذا، فهي تفاصيل دقيقة أتمنى ألا تختفي من تفكيري وملاحظاتي.

وبعد العرض، هل تجد اختيارك لنجوم العمل في أدوارهم صائباً؟

لا يمكنني الحكم على ذلك بعد عرض الفيلم، فأنا أتحمل مسؤولية هذه الاختيارات، لكن أوضح أنني في مرحلة الاختيار كنت أعلم أن التركيبة المكونة من عمرو يوسف ودرة ودينا الشربيني ومحمد ممدوح وآخرين تتضمن نجوماً موهوبين سيتمكنون من تجسيد شخصيات العمل، وبالتالي فإن ضميري يشعر براحة نحو هذا الأمر.

استثمار ورسائل

لماذ لم تفكر في استثمار نجاح نجوم «زنقة ستات» في الفيلم الجديد؟

لم تخطر في بالي هذه الفكرة، وعدم وجود أي منهم في «كدبة كل يوم» لا يعني حرصي على الابتعاد عن التعاون معهم رفضاً لمبدأ الاستثمار، إنما عند قراءتي السيناريو وجدت النجوم المختارين الأكثر ملاءمة لأدوارهم، فلكل سيناريو ظروف وشخصيات تحدد أبطاله.

ماذا أعجبك في سيناريو «كدبة كل يوم» شجعك على قبوله ليكون ثاني عمل يحمل اسمك كمخرج؟

يلمس سيناريو هشام منصور وشرف الألفي منطقة مشتركة بين كل الناس تقريباً، وهي الزواج ومشكلاته، فلا يوجد شخص لا يشتكي من الزواج، فهو إما يطمح إلى الزواج، أو متزوج ويعاني، أو متزوج ويفكر في الانفصال، وهكذا.

وهل تؤمن بضرورة أن يحمل العمل السينمائي رسالة؟

إن توافرت الرسالة فلا ضرر منها، فهي بالتأكيد ستمثل إضافة، وفي الوقت نفسه ليس من العيب أن يكتفي العمل بإلقاء الضوء على مشكلة ما دون وضع حل. لن أكون العبقري الذي جاء بعد سنوات طويلة لاقتراح حل لمشكلة معروفة، ولم يجده أحد قبلي، وعندما يبحث المشاهد في العمل سيجد رسالة واضحة فيه، حيث لن يبذل مجهوداً حتى يجده.

ما الرسالة التي يحملها «كدبة كل يوم»؟

يشير الفيلم إلى أنه لا يجب أن يتعجل أحد في الزواج حتى يصبح متزوجاً بين المحيطين به، وتكون الصدمة بعد الارتباط. كذلك بالنسبة إلى المتزوجين، عليهم تقييم وضعهم لأن الزواج السعيد دائماً ليس موجوداً، بل ثمة ميزان بين الحسنات والسيئات، إن كانت الكفتان مقبولتين فيمكن للشريكين الاستمرار في العلاقة، والعكس صحيح. هكذا لا بد من أن نقبل الجيد مع السيئ، أو بمعنى آخر المر مع العسل. هذه هي المعادلة.

ما المدة التي استغرقتها في تصوير الفيلم؟

15 يوماً، ولم نواجه خلالها أية صعوبات لأن التصوير كان معظمه في المكان نفسه، الأمر الذي يسّر علينا تنفيذه، فلم نضطر إلى نقلات وتحضيرات كثيرة، إنما كان معظم مواقع التصوير داخل المنتجع السياحي.

ألم تشعر بالتقييد بسبب التصوير في مكان واحد؟

لا لأن هذا المكان تتفرع منه مواقع كثيرة منها الغرف، وحمام السباحة، والمطاعم، وهكذا، فالتقييد مرتبط بفكرة التصوير داخل شقة واحدة فقط، فيكون النطاق ضيقاً.

وهل أغضبك تأجيل العرض الخاص للفيلم في المرة الأولى؟

لا بالطبع، لأن السبب في ذلك وفاة شقيقة منتج الفيلم هشام عبد الخالق، وأدعو الله أن يلهمه الصبر على فراقها. كان يتوجب احترام مشاعره، واحتفالنا في اليوم التالي لوفاتها بعرض الفيلم كان ليكون خارجاً عن الذوق.

ماذا عن مشروعاتك المقبلة؟

أقرأ أعمالاً جديدة، ولكن لم أستقر على أي منها، فما زلت في مرحلة البحث عن التجربة الثالثة، إلى جانب متابعتي لردود الفعل حول «كدبة كل يوم».

وهل تتعاون مع والدك الفنان نبيل الحلفاوي قريباً؟

أتمنى إن وجد سيناريو مناسب له ولي، فالأمر لا علاقة له بكونه والدي، إنما كممثل ومخرج، أتشرف بذلك، وأن تكون عودته إلى السينما من خلالي أو من خلال أي شخص آخر.

كمخرج شاب، هل واجهت صعوبات في بداية مشوارك؟

رغم أن رصيدي كمخرج تجربتان، فإنني في هذه المهنة منذ 16 عاماً، لذا لا أفاجأ بأي صعوبات تواجهني لأنني أعرفها، ولا أشعر بصدمة منها، وهي ليست خارج منطقة راحتي، أو بمعنى آخر اعتدت على متاعبها.