رغم مسيرة الفنانات وتاريخهن تبقى ثمة أدوار أقرب إليهن من غيرها، لأنها كانت سبب شهرتهن أو أثرت فيهن لتمحورها حول قضايا إنسانية مؤثرة، ويعتبرنها محطات أساسية في مسيرتهن الدرامية...

Ad

«الجريدة} استطلعت آراء فنانات حول الأدوار التي تمثل علامات فارقة في مشوارهن الفني.

رسوخ في الذاكرة

زهرة الخرجي

«دائماً يرسخ عمل بعينه في ذاكرة الفنان أو الفنانة ويعتبره العمل الذي قدمه إلى الجمهور، سواء في المسرح أو التلفزيون» تشير الفنانة زهرة الخرجي، مؤكدة أن دورها الخيالي للعجوز الشمطاء «حيزبونة» في مسلسل «مدينة الرياح» (1988)، هو بوابة الدخول الفعلي إلى عالم الشهرة.

تضيف: «رغم أن الفنان يقدم أعمالاً مميزة طوال مسيرته الفنية، ثمة أدوار برز فيها تبقى خالدة في ذهن الجمهور، ومع مرور الوقت يؤكد لنفسه أنها نقطة الانطلاق والنجاح الحقيقيين}، لافتة إلى أن «المعجبين ما زالوا ينادونني حيزبونة».

تتابع: «دوري في مسلسل «دروب الشك» (1999) للمنتجة فجر السعيد، بمثابة انطلاقة أخرى، جسدت فيه شخصية فتاة مدمنة، وقد حاول مؤلفون كثر وممثلات تقديم دور مماثل له إلا أنهم لم يفلحوا، لأنني أول فنانة خليجية تؤدي مثل هذه الأدوار، وكنت سعيدة الحظ بها. حتى على صعيد المسرح تنوعت أدواري بين التراث والشخصيات العالمية والكرتونية»..

عبير الجندي

«لا أستطيع تصنيف أدواري كبداية انطلاقة أو نجومية، فكل عمل قدمته سواء في الدراما أو المسرح أو حتى الإذاعة يعد بداية انطلاقة لي»، توضح الفنانة عبير الجندي، مؤكدة أنها ما زالت لغاية الآن تؤدي أدواراً تعتبرها انطلاقة جديدة.

 تضيف: «مع كل عمل، يكتشف الفنان جوانب في شخصيته، لم يقدمها فنياً سواء خير أو شر أو حتى كوميديا، فالفنان يقدم رسالة من خلال كل شخصة يطرحها».

تتابع: «اعتبر انطلاقتي الفنية من خلال أدوار أديتها في مسرحيات: «الدكتور صنهات»، «إعدام أحلام عبد السلام»، «تميمة وحمدان وكتاب الزمان»، و مسلسلات: «جرح الزمن» جسدت فيه شخصية الأم، «البيوت أسرار»، «الحريم» مع القديرة حياة الفهد، «أبناء الغد» وهو تربوي هادف.

 تشير إلى أن لـ «الإذاعة أدواراً لها مكانتها في قلبي مثل «روايات الحياة»، «الدنيا مصالح» الذي قدمته إذاعياً خلال شهر رمضان 2015، «فهو دور لن أنساه لأنني اكتشفت من خلاله قدرتي على أداء أدوار ذات طابع كوميدي، وأعمال أخرى أعتبرها نقلة نوعية في مسيرتي الفنية».

غدير السبتي

«اعتبر أدائي لدور «رجاء» في مسلسل «ثريا» مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله، بمثابة فاتحة خير وبداية الانطلاق من خلال بوابة الأعمال الدرامية»، تؤكد الفنانة غدير السبتي، لافتة إلى أنها جسدت فيه شخصية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، شكلا ونطقا وأداء وتمثيلا، «وعليه لم تعد الخيارات سهلة أو عادية، ولا بد من أن أؤدي أدواراً لا تقل مستوى عما قدمته شخصية رجاء».

تضيف: «ثمة نجمات لهن كم كبير من الأعمال الفنية، ولكن أدوارهن لم يكن لها نصيب في تحقيق نجاح كامل، أو بمعنى آخر ترك بصمة، وهذا ما دفعني إليه دوري كمعاقة ذهنياً، فلم يكن البحث وقبول النصوص سهلا ومن أجل الظهور الفني فحسب».

تتابع: «خلال فترة وجيزة من وجودي في الساحة الفنية، برهنت قدراتي وخياراتي بين أدوار الشر والطيبة والمتسلطة وزوجة الأب، والأهم من ذلك كله ألا أقف عند شخصية رجاء، بل يجب أن أقدم ما يبرز غدير سواء في رجاء أو غيرها من الأدوار الأخرى، ولا أستطيع أن أكذب حول أن هذا الدور كان حلم حياتي ولن أعتبره الأفضل، بل بطاقة تعريف غدير إلى جمهورها».

اختلاف وتجدد

ألين لحود

«دوري في مسرحية «بنت الجبل» التي جددها عمي  الفنان روميو لحود للمرة الثالثة وحللت فيها مكان والدتي الفنانة  سلوى القطريب، من أهم الأدوار التي جسدتها في حياتي» تشير ألين لحود  لا سيما أنها نشأت على مشاهدة هذه المسرحية إلا أنها  كوّنت هويتها الخاصة وأداءها المختلف.

تضيف: «عندما قرر عمّي روميو منذ عامين تقريباً تجديد «بنت الجبل» طلب منّي الامتناع عن مشاهدتها، لذا عندما قرأت النص والشخصية اعتبرت أنني أقرأ عملا جديداً أكتشف شخصيتي فيه. صحيح أنه لا يمكن التحكّم بالشبه الخارجي بيني وبين والدتي وهذا أمر طبيعي، لكنني سعيدة بأنني استطعت، وفق آراء من شاهد المسرحية، أن أبتكر روحية جديدة بعيداً من شخصية والدتي».

حول الشعور الذي طغى عليها في الأداء تتابع: «شعرت بتحدٍ كبير لأنه أحد أهم الأدوار التي يتذكر الناس والدتي سلوى القطريب  فيه، لذا أحمد الله أنني ابتكرت روحية جديدة مع المحافظة على الأساس. لا شك في أنني تعلمت الكثير منها مع الاحتفاظ بشخصيتي وكيفية قراءتي لهذه الشخصية التي أجسدها».

كاتيا كعدي

شخصية {ريموندا} في {مثل القمر}  شكلت نقلة نوعية لي كونها جديدة  شكلا ومضموناً}، تؤكد كاتيا كعدي   التي  جسدت شخصيات عدة في مسلسلات: {كيندا}، {خطوة حب}، {امرأة من ضياع}، {الحب الممنوع}، وغيرها.

تضيف: {ثبتتني شخصية جوليا في مسلسل {خطوة حب} كممثلة، خصوصاً أنني أتيت من مجال الإعلام إلى التمثيل، واليوم اعترف بأن ريموندا محطة مهمة أشبعت بعضاً من فضولي في مجال التمثيل}. حول طبيعة دورها تتابع: {صعب، ويتطلب أن تكون المرأة فيه أرستقراطية في مظهرها وجميلة، وتحمل ملامحها وتصرفاتها نرجسية وتمرداً في آن، من دون أن تتحول إلى شخصية شريرة وبشعة يكرهها الناس. الحمد لله، نجحت في تجسيد هذه الشخصية المركبة بتصرفاتها ومشيتها وملابسها... من دون أن أقع في فخ تقليد أي شخصية أخرى مماثلة}.

حول الشخصيات الشريرة التي تفضل الابتعاد عنها راهناً توضح: {جسدت شخصية امرأة شريرة مراراً ونجحت في أدائها رغم عدم امتلاكي هذه الصفات في حياتي العادية، ما دفع البعض إلى وضعي في هذا الإطار، فقررت التغيير والتنويع، وحين عرضت علي المشاركة في {مثل القمر} ترددت بادئ الأمر، لاعتقادي بأن الشخصية شريرة ولكن حين قرأت النص غيرت رأيي تماماً}.

تقلا شمعون

{كل دور أديته ترك بصمة لدي وشكل محطة مهمة في مسيرتي الفنية}، تؤكد تقلا شمعون  لافتة إلى أن  محبة الجمهور  وتقديره لها هما نتيجة نجاحها في اختيار الشخصيات التي جسّدتها. تضيف: {صحيح أن أدواري في الأعمال العربية اقتصرت على الزوجة والأمومة إلا أنني قدمت صورة مغايرة في مسلسل {عشرة عبيد صغار}، الذي عرض على شاشة رمضان منذ سنتين، وهو ما حفزّني على المشاركة فيه}.  تتابع: {برأيي يتحمّل الممثل بنفسه عملية ابقائه في قالب معيّن، وليس المنتج، من الضروري أن يدرك الممثل كيفية رسم مسيرته عبر اختيار أدواره. شخصياً، أرسم مسيرتي بنفسي لأنني لو افسحت في المجال أمام المنتج لتسييرها، لكنت استمريت بالصورة النمطية نفسها منذ سنين، ففي كل مرة أؤدي دوراً ناجحاً تنهال عليّ العروض لتقديم شخصية مشابهة، وأنا ارفضها}.  حول قول البعض إن وجودها في أي عمل يشكّل إضافة له توضح: «سعيت لبناء هذه الثقة بيني وبين الجمهور من خلال الجدية في العمل والدقة  في إطلالتي، وهذا أمر يسعدني، فالمشاهد  يقبل على المسلسل الذي أشارك فيه تلقائياً، كونه يعرف سلفاً أن خياراتي صائبة. أؤمن بأن أي عمل ناجح هو عبارة عن سلسلة من العناصر الناجحة، فلا يستطيع أي ممثل، مهما كان محترفاً،  تحقيق نجاح في حال كانت عناصر المسلسل الدرامية الأخرى فاشلة لناحية النص أو الإخراج أو الإنتاج أو الكاست وغيرها من الأمور... من هنا أدقق في العروض التي أشارك فيها كوني أتجنب الخطوات الناقصة».

علامات خاصة

تعتبر ياسمين صبري دورها في مسلسل «طريقي» مع الفنانة شيرين عبد الوهاب، بمثابة محطة أساسية في مشوارها الفني، لأنه وضعها في بؤرة الأعمال وطرحها كبطلة يمكن الاعتماد عليها في تحمل مسؤولية عمل كامل لاحقاً.

تضيف: «صحيح أنني أديت قبل «طريقي» دوراً في مسلسل «جبل الحلال»، هو الأول لي، ضمن كوكبة من النجوم بقيادة الساحر محمود عبدالعزيز، إلا أنه لم يكن بارزاً على غرار شخصية «نادية» في مسلسل «طريقي»، ذلك أن مساحة الظهور أكبر وثمة فرصة أوسع للتمثيل».

تشير إلى تنوع الأدوار التي عرضت عليها بعد مسلسل «طريقي»، ما اعتبرته دليلا على زيادة متابعيها، وتأثير دورها في الوسط الفني.

انتشار

ترى نسرين أمين أن دوريها في «سجن النساء» و{السبع وصايا»، من أبرز العلامات في مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أنها قدمت نفسها في كل من المسلسلين بصورة مختلفة عن الأخرى، ما شكل شهادة على قدراتها التمثيلية.

تضيف أنها بذلت مجهوداً في التحضير لشخصية «زينات» في «سجن  النساء» وحرصت على مشاهدة أعمال متنوعة تقدم صورة عن شخصيتها ضمن العمل، لتتمكن من الدخول في تفاصيلها، فضلاً عن تجنب تكرار ما  قدمه الفنانون الذين أدوا الدور نفسه.

تتابع: «أما دوري في «السبع وصايا» فكان موازنة بين الإغراء والشر وقدرة على تدبير المؤامرات»، موضحة أن كثيرين التفتوا إلى دورها في العمل بعد عرضه وتلقت إشادة واستحساناً جماهيرياً ونقدياً.

بدورها، تشير ندى موسى إلى أن دورها في المسلسل الكوميدي «هبة رجل الغراب» أمام إيمي سمير غانم، نقطة تحول فاصلة في مشوارها، وتعتبر شخصية «رباب» التي جسدتها علامة خاصة، موضحة أن انتشار العمل ساهم في زيادة نجوميتها.

تضيف أن الجمهور والمعجبين كانوا ينادونها خارج الوسط الفني باسم «رباب» ولم تكن معروفة بالنسبة إليهم سوى باسم الشخصية، وفي فيلم «أولاد رزق» حملت الشخصية التي جسدتها الاسم نفسه، فتخوفت من حصرها فيه أو أن تكرر نفسها في الأعمال، وحاولت إقناع المخرج طارق العريان  بتغيير الاسم، لكنه رفض وأقنعها بأن الدور نفسه مختلف وأن الجمهور سيلتفت إلى تمثيلها وليس اسمها.

تفاصيل مركبة

تضع داليا البحيري معياراً هو تطرق العمل إلى موضوعات جديدة تدخل في خانة المحظور أو المسكوت عنه، كأساس لقياس الأدوار الأساسية في مشوار الفنان، وتضرب مثالا على ذلك «صرخة أنثى».

تضيف أنها في المسلسل ناقشت قضية «التحول الجنسي» بشكل درامي تلفزيوني وهي المرة الأولى من نوعها، ورغم أن القضية كانت تناقش عبر صفحات الجرائد منذ سنوات طويلة وليست بجديدة، لكنها لم تلق المعالجة اللازمة والمستحقة دراميا.

تشير إلى دورها مع الفنان عادل إمام في فيلم «السفارة في العمارة»، جسدت فيه شخصية فتاة ثورية متحررة صاحبة قضية، وكان دوراً جديداً بالنسبة إليها، فضلاً عن أن التمثيل أمام الزعيم فرصة مهمة في حياتها الفنية.

ثمة دوران تعتبرهما انتصار بمثابة تحول في مسيرتها الفنية، في مسلسل «يتربى في عزو» مع الفنان الكبير يحيى الفخراني والفنانة كريمة مختار، وأدت دور زوجة سابقة للبطل، تمرّدت فيه على صورتها كفنانة يحصرها البعض في أعمال كوميدية فحسب.

أما الدور الثاني المؤثر في مسيرتها سينمائياً، فهو في فيلم «واحد صحيح» بطولة إلهام شاهين وخالد أبو النجا، ومن تأليف مريم ناعوم، تؤدي فيه دور سيدة تعمل في مجال التجميل، غير أنها تواجه صعوبات وتتحايل على كسب الرزق وترضى بالإهانات، في مقابل تسيير أمورها، لافتة إلى أن الدور يتضمن تفاصيل مركبة من ناحية المشاكل الداخلية والنفسية، وأنها حرصت على إبراز ذلك الصراع في الشخصية.

داليا البحيري

انتصار