وسّع الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نطاق غاراته الجوية في سورية، لتشمل للمرة الأولى حركة "أحرار الشام" الإسلامية التي قاتلت مع "جبهة النصرة" في الأسابيع الأخيرة لطرد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة من محافظة إدلب.

Ad

للمرة الأولى منذ بدء حملته الجوية ضد التنظيمات الجهادية في العراق وسورية في الأسبوع الأخير من سبتمبر، نفّذت طائرات الائتلاف العربي- الأميركي ليل الأربعاء ـ الخميس سلسلة غارات على مواقع لـ «جبهة النصرة» في شمال غرب سورية على مقربة من الحدود التركية.

وفي حين أقرت الجبهة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، على موقعها على «تويتر» (شبكة مراسلي المنارة البيضاء) وقوع الغارات، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى استهداف طائرات الائتلاف للمرة الأولى مقر حركة «أحرار الشام» الإسلامية في منطقة بابسقا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في ريف إدلب.

وأوضح المرصد السوري أن «طائرات الائتلاف شنت ضربات عدة بعد منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس، استهدفت عربة للنصرة في بلدة سرمدا» القريبة من الحدود السورية التركية.

 كما استهدفت مقراً لها في مدينة حارم «الواقعة كذلك في محافظة إدلب على مقربة من سرمدا»، مؤكداً وقوع قتلى بين المقاتلين، بالإضافة الى مقتل طفلين.

وتركز طائرات الائتلاف منذ بدء حملتها الجوية في نهاية سبتمبر، على استهداف مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية»، إلا أنها استهدفت في اليوم الأول من حملتها في 23 سبتمبر مواقع لـ»جبهة النصرة» في ريفي إدلب وحلب (شمال) وحركة «خراسان» التابعة للجبهة، والتي قالت واشنطن إنها قضت عليها بالكامل واتهمتها بالإعداد لهجمات في أوروبا وأميركا.

و»حركة أحرار الشام» مجموعة مقاتلة إسلامية متطرفة معارضة للنظام السوري، وقريبة إجمالا من «جبهة النصرة» التي تقاتل النظام على جبهة، بينما انخرطت أخيراً في قتال ضد «جبهة ثوار سورية»، التي تضم كتائب عدة مقاتلة ضد النظام، وتمكنت من طردها من مساحات واسعة من ريف إدلب.

ورغم إعلان وزارة الدفاع الأميركية في 22 سبتمبر أنها "قضت على أعضاء جماعة "خراسان" التي تضم مقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة كانوا يهددون مصالحها، أفادت شبكة فوكس "نيوز" بأن عنصراً مهماً في المجموعة الجهادية، هو الفرنسي دافيد دروغون قتل خلال غارة أخرى شنتها طائرة من دون طيار على آلية في شمال غرب سورية.

وكتبت الشبكة الأميركية على موقعها الإلكتروني أن "سائق الآلية فقد ساقه ويرجح أن يموت كما ذكرت مصادر على علم بالعملية. أما الشخص الثاني وهو دروغون فقد قتل".

 يعد الخبراء دروغون (24 عاماً) صانع قنابل رفيع المستوى، وهو يتحدر من فان في بريتانيا، وقد اعتنق الإسلام على غرار شقيقه البكر.

كوباني

وفي كوباني حيث ساهمت الغارات في تراجع تنظيم «داعش» بشكل كبير، قصفت قوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق ومقاتلو المعارضة السورية المعتدلون مواقع «داعش» في محيط المدينة، في خطوة تؤكد التحول التدريجي لدفة المعركة لمصلحة الأكراد.

أوباما

إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس الأول، أن هدف الولايات المتحدة ليس حل مشكلة سورية برمتها، بل عزل المناطق التي يعمل فيها «داعش»، لافتاً إلى أنه يسعى إلى الحصول على تفويض جديد من الكونغرس للحملة ضده.

وأدلى أوباما بهذا الإعلان في مؤتمر صحافي، بعد أن تعرّض حزبه الديمقراطي لخسارة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن هيمنة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب.

وقال أوباما، الذي تتمسك إدارته بتفويضات أقرها الكونغرس بعد هجمات 11 سبتمبر وقبل غزو العراق عام 2003، «الوقت مبكر جداً للقول ما إذا كنا ننتصر، لأنه كما سبق وأعلنت عند بدء الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ستكون هذه خطة بعيدة الأمد».

وإذ استبعد إرسال قوات برية إلى سورية، شدد أوباما على أن التصدي لمقاتلي «داعش» سيكون أصعب لعدم وجود قوة ثالثة واضحة يمكن أن تواجههم على الأرض.

قال: «ما نحاول القيام به هو إيجاد مجموعة رئيسية يمكننا التعامل معها والوثوق بها والتثبت منها، يمكن أن تساهم في استعادة السيطرة على الأراضي من تنظيم الدولة الإسلامية، وأن تكون في نهاية المطاف طرفاً مسؤولا يجلس الى الطاولة في حال حصول مفاوضات سياسية في المستقبل».

المعلم

في المقابل، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في تصريحات نشرت، أمس، عن قرب حصول بلاده على صواريخ روسية بعيدة المدى مضادة للطائرات من طراز «إس 300» وأسلحة أخرى من شأنها المساعدة في تعزيز دفاعاتها.

وقال المعلم، في مقابلة مع جريدة «الأخبار» اللبنانية الموالية لحزب الله الذي يقاتل الى جانب النظام السوري «ندرك أن الرئيس الأميركي لأسباب داخلية يريد تجنب الحرب مع سورية، مكتفياً بالتدخل الجوي ضد داعش. ونحن نستفيد من ذلك. لكن لا نعرف كيف سيتصرف أوباما تحت الضغوط المتصاعدة، والتي ستكون أكثر تأثيرا إذا ما تمكن الجمهوريون من تحقيق أغلبية في الانتخابات الأميركية النصفية».

وأضاف: «لذلك علينا أن نستعد. هذا ما أوضحناه بصراحة للروس، وطلبنا منهم استغلال الوقت وتزويدنا بأسلحة نوعية».

الحليف الإيراني

وقال إن الحكومة السورية لم تحصل عليها بعد، «ولكن سنحصل عليها وعلى أسلحة نوعية أخرى في مدى معقول. شركات السلاح الروسية تعمل وفق بيروقراطية بطيئة، لكن المشكلة الرئيسية في طريقها إلى حل سريع، أعني موافقة الكرملين السياسية. وهي قاب قوسين أو أدنى».

ونفى المعلم طلب بلاده قرضا بقيمة مليار دولار من روسيا قائلا: «لدينا تسهيلات ائتمانية كافية من الحليف الإيراني. أما ما طلبناه ووجد تفهّما وتجاوبا من الروس أهم من القرض فهو سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية والتجارية التي ستساهم في دعم الاقتصاد السوري وتعزيز الصمود وإعادة الإعمار».

تدمير «الكيماوية»

من جهة أخرى، أعلنت رئيسة بعثة الأمم المتحدة المكلفة التخلص من الترسانة الكيماوية لنظام الأسد سيغريد كاغ، أمام مجلس الأمن، أمس، أن تدمير آخر المنشآت السورية سوف يبدأ هذا الشهر وينتهي العام المقبل.

ونقل رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، السفير الأسترالي غاري كوينلان، عن الدبلوماسية الهولندية قولها إن «13 وحدة إنتاج سوف تفكك، والتحضيرات للبدء بتدمير 12 وحدة إنتاجية باقية، (سبعة مستودعات وخمسة أنفاق تحت الأرض)، سوف تفكك في وقت لاحق هذا الشهر، وسيتم الانتهاء من العمل قبل صيف العام 2015، وهناك وحدة أخرى سوف ستدمر أيضاً».

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

البغدادي يسمح لأبناء الشعيطات بالعودة بشروط

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس بأن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبوبكر البغدادي سمح لأهالي عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور بالعودة إلى قراهم وبلداتهم ومنازلهم.

وأوضح المرصد أن شريطاً مصوراً وصل إليه يظهر قيادياً في "داعش" يتحدث فيه إلى وجهاء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور، ويبلغهم السماح لهم بالعودة إلى قراهم وبلداتهم ومنازلهم، بأمر من البغدادي، مشيراً إلى أن القرار جاء بعد لقاءات جرت بين قياديين من التنظيم ووجهاء "الشعيطات".

وبحسب المرصد فإن التنظيم المتطرف فرض عدة شروط منها، منع الاجتماعات والتجمع وحيازة السلاح لأي سبب كان، مع تسليم جميع الأسلحة، والاعتراف بأن من قاتل "الدولة" هو مرتد وتطبق عليه أحكام الردة. ولفت المرصد إلى أن الشروط تضمنت فرض حظر التجوال على القرى التائبة من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الخامسة فجراً مدة شهرين.

وأكدت مصادر في العشيرة أن "داعش" شكل لجنة من عناصره، لتوثيق أسماء الذكور البالغين من أبناء عشيرة الشعيطات، من سكان بلدة غرانيج بريف دير الزور.

وفي أغسطس الماضي كان المرصد أفاد بأن التنظيم أعدم أكثر من 700 من أبناء "الشعيطات" في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية، في حين لا يزال مصير مئات المواطنين من أبناء العشيرة مجهولاً.