افتتحت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت مؤتمرها الدولي السادس «الكويت والأمن الإقليمي» أمس، وتنظمه الكلية بالتعاون مع جامعة درهام «المملكة المتحدة»، ويستمر يومين، تحت رعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وبحضور وكيل الوزارة خالد الجارالله ممثلاً راعي المؤتمر.

Ad

وأكد الجارالله على هامش المؤتمر، أن تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» يمثل تهديداً مباشر وحقيقياً لأمن المنطقة واستقرارها، «ونحن ضمن تحالف دولي، ويسعى المجتمع الدولي إلى مواجهة هذا الخطر الداهم على المنطقة، واستدعى الأمر أن يكون هناك تحالف دولي، وهو تحالف فاعل جداً استطاع أن يحقق الكثير من النتائج».

وقال الجارالله: «إننا على ثقة بأن هذا التحالف واستمرار دوره سيتحقق من خلاله الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم بأسره».

وقال الجارالله في كلمته، إن «جمعكم الكريم يلتئم اليوم، وفي بادرة تعكس اداركاً ناضجاً لأهمية مناقشة الأمن الإقليمي، الذي بات مهدداً من ناحية تحديات وظروف بالغة الدقة»، مضيفاً أن خلق نظام آمن يتطلب إدراكاً متطابقاً لرؤية المخاطر والتهديدات بين الدول والمرونة السياسية للتعامل مع المتغيرات، وتعزيز العلاقات بين الدول في الإقليم، والسعي إلى تحقيق التكامل فيما بينها في  المجالات كافة، ناهيك عن أهمية حسم الخلافات بين الدول والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية بعضها بعضاً».

وأوضح أنه «في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وفي التحديات الأمنية الكبيرة التي رافقت الحرب العراقية الإيرانية، استشعر قادة دول مجلس التعاون الخليجي أهمية التجاوب مع مبادرة المغفور له الشيخ جابر الأحمد لايجاد إطار يتم من خلاله زيادة التعاون بشكل أكبر لخلق نواة للأمن الإقليمي الخليجي، فكان إنشاء مجلس التعاون الخليجي، نتيجة الاستحقاقات الكبيرة والعديدة في مقدمتها اعتبار دول مجلس التعاون الخليجي المصدر الرئيسي للطاقة في العالم، وارتباطها بالمصالح الحيوية لكل المجاميع الاقتصادية.

وذكر أن هذه التجربة أثبتت نجاحاً وثباتاً في مواجهة التحديات، ولا أدل على ذلك من الدور الفاعل لمجلس التعاون تجاه الغزو العراقي لدولة الكويت، وإسهامه في تحرير دولة الكويت من براثن الغزو، وفي ظل المتغيرات التي شهدتها الأمة العربية، وخصوصا يتصل منها بالربيع العربي.

وبين أنه «في ظل تفاقم التحديات، فلقد بادرت المملكة العربية السعودية بتقديم مقترحات تتصل بالدرجة الأولى بتوفير الضمانات الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي، منها ما قامت به دول المجلس في تحقيق شراكة استراتيجية مع الأشقاء في المغرب، والأردن، كما تقدمت السعودية وفي إدراك الأبعاد الأمنية لدول المجلس باقتراح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في تأكيد واضح على أن مرحلة الاتحاد تلبي المشاغل الأمنية لدول المجلس وتوفر الضمانات المطلوبة لتحقيق الأمن والاستقرار».

من جانبه، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية د. عبدالرضا أسيري، إن أهمية المؤتمر تأتي من أهمية القضايا المطروحة في ظل عالم متغير وعلاقات دولية متوترة، ومرور العالم بأزمات وقضايا عدة لها أبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية، التي لا يقتصر تأثيرها على نطاق جغرافي محدد، وفي ظل ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات بشكل متواصل ومستمر منذ أربع سنوات وأكثر.

وذكر أن «ظاهرة الإرهاب الذي تعانيها العديد من دول المنطقة أصبحت تشكل مأساة هذا القرن، وتم للأسف لصقها بالدين الإسلامي، وهو بريء من مثل هذه الأعمال الإرهابية، التي تستهدف الأبرياء والمدنيين وغيرهم في الدول العربية، ولا تمت لأي دين بصلة».

الأحداث في اليمن والنووي الإيراني

وتطرق الجارالله إلى الأحداث في اليمن وسعي البعض إلى عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والتي أجمع العالم كله حولها، إضافة إلى أن محاولة تفرد الحوثي بالسلطة ستؤدي حتماً إلى نزاع وصراع وحرب أهلية طاحنة تشكل تهديداً لأمننا الإقليمي.

وحول البرنامج النووي الإيراني قال: إن «ما يعتريه من عدم وضوح مع المجتمع الدولي يتطلب تعاوناً من الأصدقاء في إيران مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار مباحثات 5+1 لتبديد الشكوك التي تعتري البرنامج النووي الإيراني»، أما من الناحية الاقتصادية فأمامنا تحديات جمة تهدد أمننا الإقليمي كمتقلبات أسعار النفط الذي يمثل المصدر الرئيسي للدخل في المنطقة، إضافة إلى ضرورة تحقيق الأمن الغذائي لدولنا، وتصحيح الخلل في التركيبة الديمغرافية.