الغيرة في الوسط الفني أمر محمود، برأي غادة عبد الرازق، شرط ألا تتحول إلى كراهية ومؤامرات، فالفنان الواثق من عمله وموهبته والحريص على تطويرهما، طبيعي أن يغار من الأعمال المميزة التي يؤديها زملاؤه، وذلك من باب الحرص على أن يقدمها.

Ad

تضيف أن الجانب السلبي للغيرة، يظهر في الوشايات أو المكائد التي ينفذها من وصفتهم بـ{الدخلاء» وضعاف النفوس الذين لا ينشغلون بعملهم واختيار أدوارهم بمقدار ما يتابعون الآخرين وحياتهم الشخصية، لافتة إلى أن الوسط الفني، مثل غيره، يضم الأسوياء والمرضى، وأفضل طريقة للتغلب على تلك المشكلات تجاهلها والانصراف إلى الحياة الفنية والخاصة.

بدوره يعترف شريف منير أنه شعر بالغيرة من دور مصطفى شعبان في فيلم «مافيا» الذي شارك في بطولته مع أحمد السقا، باعتبار أن الدور في غاية التميز والنص مكتوب بحرفية، وقد عبّر لأصدقائه عن غيرته من عدم تقديمه الدور.

شعور بالنقص

لا تلتفت علا غانم إلى الغيرة منها، معتبرة أنها شعور بالنقص، ودليل على نجاح الفنان في الأدوار التي يؤديها، خصوصاً لو كان يجيد اللعب في مساحة معينة لا ينافسه فيها أحد، وتشير إلى أن حديث زملاء المهنة عن الفنان واهتمامهم بمتابعة أخباره وأدواره يترجم عملياً أنه نجاح له.

تضيف أن الغيرة الفنية تحدث جواً من التوتر والمشاعر السلبية تجاه الفنانين وتجاه بعضهم البعض، وهو ما يظهر واضحاً على الشاشة، خصوصاً في حال شارك  الفنانون في أعمال فنية تجمعهم، ويكتشف المشاهد بسهولة توتر العلاقة بينهم من خلال أدائهم مشاهد سينمائية أو تلفزيونية تجمعهم ببعضهم البعض.

قد تكون للغيرة مميزات، في رأيها، تتجلى في شعور الفنان بنجاحه وهو ما يترجم في تطلعه لتقديم مزيد من النجاحات.

بدورها تشير سمية الخشاب إلى أن الغيرة في الوسط الفني أساسها نجاح الفنان ومدى حب الجمهور له، غير أنها لا تلتفت، في أغلب الأحيان، إلى ما تسمع أو تقرأ من أخبار وتصريحات لفنانين بدافع الغيرة منها.

تضيف أن ما يكتب عادة غير صحيح لذا يترجم على أنه غيرة، فتبدأ في الاتصال بزميلتها الفنانة، إذا كانت ثمة علاقة صداقة بينهما، لتتأكد من التصريح المنسوب إليها أو قصدها منه، ومن ثم تنهي حالة الشك المرافقة للغيرة.

تلفت إلى أن الغيرة الفنية لها إيجابياتها، خصوصاً لو كانت بسبب نجاح الفنان، إذ تحفزه لتحقيق النجاح بشكل أكبر، فيحاول تطوير نفسه والبحث عن كل ما يوفر له عوامل النجاح. تحذر من أن التفات الفنان لكل ما يقال عنه واستسلامه للغيرة والتركيز فيها... ذلك كله يعطله عن مسيرته الفنية ولا يستثمر نجاحه في فترة ما من عمره الفني.

مشاعر مختلفة

تؤمن رانيا يوسف بأن الغيرة لا يمكن إخفاؤها بين زملاء المهنة الواحدة، خصوصاً الفن، لرغبة كل شخص في أن يتميز عن الآخر ويظهر كل ما لديه من موهبة، ما يعني أن الغيرة مطلوبة أحياناً، فيغير الفنان من أداء زميله أومن دور له أداه بحرفية ولاقى نجاحاً بين النقاد والجمهور، غير أن على الفنان الحذر من ألا تتطور الغيرة إلى غيرة من شخصية الفنان نفسه، وإلا أصبحت مشاعر كراهية وحقد وهي مختلفة عن الغيرة المهنية أو الفنية .

تعرب رانيا عن سعادتها عندما تسمع كلاماً يمتدح أحد أدوارها من زميلات تملكهن شعور بالغيرة منها بعد أدائها لهذا الدور، وتعتبر أن الغيرة لها سلبيتها على الطرفين لكن وقعها على صاحبها أكبر، فهي تقلل من شأنه أمام نفسه وأمام الآخرين وتسبب له قلة تركيز في عمله وإحباطاً إلى جانب المشاعر السلبية التي يحملها لزملائه وتؤثر على علاقته بهم وعلاقاته داخل الوسط الفني ككل. أما الإيجابيات فلا تعتبرها رانيا بنداً يدخل تحت مسمى غيرة فنية، لأن الأخيرة لا تجلب لصاحبها إلا التوتر والقلق وعدم ثقة في النفس.