دراسة الأبعاد إسماعيل الراشد«أدرس الشخصيات قبل تقديمها من النواحي كافة لأجسّدها بشكل مطلوب»، يوضح الفنان اسماعيل الراشد مشيراً إلى الصعوبة التي يعانيها الفنان في تجسيد شخصيات مركبة، وإلى الجهد الذي يبذله في دراسة الشخصية وأبعادها.يضيف: «أركز على النواحي الذهنية وطريقة التعامل مع الأزياء والحوار والتحرك وحتى الأسلوب في الكلام، فعندما أجسد شخصية رجل فقير، مثلاً، لا يجوز ارتداء أزياء فاخرة، كذلك الأمر بالنسبة إلى شخصيات: الغني، المجنون، المجرم أو الرجل الطيب. تحتاج هذه الأمور كافة إلى جهد، على الفنان أن يبذله كي لا يقفد ثقة الجمهور المتابع له باستمرار».يؤكد الراشد أنه قدَّم شخصيات صعبة، على مدى مشواره الفني، لا سيما تاريخية، تحتاج إلى تركيز فيها، إضافة إلى الماكياج وإتقان اللغة الفصحى، ويتابع: «أصعب شخصية قدمتها على الإطلاق كانت رجل دين «أسيراً» في مسلسل «ساهر الليل وطن النهار»، إذ تطلبت جهداً ومتابعة لأوصل الفكرة كاملة إلى المشاهدين، وفي النهاية قدمتها بشكل صحيح، بفضل الله».بدور عبدالله«كي يفهم الفنان الشخصيات عليه مطالعة تفاصيل عنها بشكل مكثف، لا سيما التاريخية منها»، تؤكد الفنانة بدور عبدالله، لافتة إلى أن الفنان الناجح يقوم بدراسة كاملة لأبعاد الشخصية المطلوبة منه ويهتم بتفاصيلها، بداية من الأزياء، مروراً بطريقة الكلام واللهجة...لأن هذه العناصر كفيلة بتوفير النجاح لها.تضيف: «أفرح عندما أؤدي دور فتاة تعاني اضطرابات ومشاكل ذهنية، لأنني أدخل في دوامة وفي صراع مع نفسي كي أتغلب عليها، وأنا، بطبيعتي، أعشق تحدي ذاتي وغيري في تقديم أبرز الشخصيات على المستوى الفني».تتابع: «كانت الشخصيات التي جسدتها سابقاً صعبة نوعاً ما، وأنا على استعداد لأداء أي دور يعرض علي مهما كان صعباً، باستثناء، طبعاً، الدور الذي يتجاوز الخطوط الحمراء. من الرائع أن يشاهد الفنان تفاعل الناس مع الشخصية التي يقدمها، لأنه يدلّ على نجاحه وتفوقه في تقديمها».تشير إلى أن المطلوب الحفاظ على أبعاد الشخصية، كي لا يضيع تأثيرها بالنسبة إلى المشاهدين، «لكن للأسف ثمة فنانين، لا علاقة لهم بالفن أساساً، تسند إليهم شخصيات أكبر من مستواهم الفني ويضيّعون على المشاهد فرصة الاستمتاع بها». فيصل الزايد«أديت أدواراً صعبة وحاولت أكثر من مرة الوصول إلى الأبعاد الحقيقية للشخصية»، يوضح الفنان فيصل الزايد مشيراً إلى أنه لا يصوّر مشاهده في أي عمل إلا بعد دراسة كاملة للشخصية.يضيف: «جسدت قبل أعوام شخصية شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يده اليمنى مبتورة، ويحاول الزواج من ابنة عمه. يحمل الدور أبعاداً صعبة تتعلَّق بالحالة الصحية نفسها وبمشاعر الشاب العاطفية. كانت الأمور في البداية صعبة، لكني جلست فترات طويلة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وعرفت طريقة تحركاتهم وعملهم، وكيف يمضون يومهم الكامل، والله عز وجل وفقني وقدمت الشخصية على أكمل وجه، بشهادة الجميع».يتابع: «من الصعب أن يتحكَّم الفنان بمشاعر الناس، ومن يستطيع ذلك يكون قطع شوطاً طويلاً في حياته الفنية. ثم تأثر الناس بالأدوار التي تقدمها يعكس مدى نجاحك في هذه الشخصية. من هنا على الفنان الاهتمام بآراء الناس ونصائحهم بدل الاستماع إلى أشخاص لا علاقة لهم بالوسط الفني».دقّة في التفاصيلبيروت - ربيع عوادسارة أبي كنعان«تلفتني الشخصيات المركبة التي تتطلب تحضيراً ودراسة» تؤكد سارة أبي كنعان، لافتة إلى أن الشخصيتين اللتين جسّدتهما في مسلسلي «إتهام» و{عشق النساء» أثارتا اهتمام الجمهور.تضيف: «في «عشق النساء» أديّت دور فتاة مصابة بمرض السرطان، وبحكم دراستي الصيدلة والعلوم المخبرية احتككت بمرضى يتلقّون العلاج في المستشفيات، فضلاً عن أنني خبرت معاناة جدّي وأصدقاء لي مع هذا المرض، لذا كانت لي وجهة نظري الخاصة في هذا الإطار. كذلك تابعت مع المعالجة النفسية جوزفين غبريل ماهية المراحل النفسية التي يمرّ فيها المريض وانعكاس ذلك على لغة جسده وتصرفاته».تتابع: «أحياناً أصقل الشخصية التي أجسدها من خلال نماذج حياتية أعرفها أو أقرأ عنها، ففي «اتهام» أديت دور سهى فتاة ترفض الواقع، ولا تعبّر ملامحها عن أي مشاعر».عمّا إذا كان التحضير المكثّف للشخصية يجعلها تنجح في أداء دورها بواقعية وإتقان، تلفت إلى أن الجمهور لا يصدّقها إذا أطلتّ متبرجة وبكامل أناقتها فيما تعاني مرضاً خبيثاً وتقف على شفير الموت، أو تستيقظ صباحاً واضعة الماكياج على وجهها. يجب أن تعكس تعابير الجسد ملامح الشخصية لتثير تعاطف الجمهور فيصدّقها.ماغي بو غصن{حرصت على البساطة والتلقائية عند تجسيد شخصية بديعة في فيلم BéBé، وهذا أمر صعب في التمثيل تطلب مني تحضيراً مكثفاً، لكنني نجحت في الامتحان}، تقول ماغي بو غصن التي أدّت دور فتاة توقف نموها العقلي في الثامنة من عمرها بسبب دواء فاسد، فيما استمر نموها الجسدي بشكل طبيعي، وهي تبلغ من العمر ثلاثين عاماً.تضيف: {للمرة الأولى أجسّد هذه الشخصية، لذلك لم أكن أدري من أين أبدأ. فدربني المخرج ايلي ف. حبيب الذي أثق به جداً، أربع ساعات يومياً على كيفية أداء الشخصية، وزرنا معاً مراكز معنية بهذه الحال المرضية حتى وصلت جاهزة إلى مرحلة التصوير}.حول شخصية امرأة معنفة التي جسّدتها في قصة {جحيم} من سلسلة {كفى}، تشير إلى أنها التقت نماذج منها قبل بدء التصوير، وحاولت قدر المستطاع تجسيد الشخصية بواقعية ما وتتابع: {تأثرت بهذا العمل، فأنا معتادة الخروج من الشخصيات عند كل فاصل بين مشهد وآخر. إنما للمرة الأولى شعرت بعدم قدرتي على الخروج من هذه الشخصية، فكنت استمرّ بالبكاء بعد انتهاء التصوير. سببت لي هذه الشخصية ألماً وحزناً وكآبة، ولم أستطع التخلي عنها بسهولة بعد العودة الى المنزل}.رولا حمادة{التحضير للشخصيات التي نراها عادة في حياتنا اليومية أسهل من التحضير لشخصيات مركبة} تقول رولا حمادة التي جسدت أكثر من شخصية في مسيرتها الدرامية، إلا أن دينا التي تعاني اختلالاً عقلياً كانت نقلة نوعية لها، {لأننا لا نجدها دائماً حولنا، فتطلبت دراسة عميقة وتمارين كثيفة بعد مراقبة حالات مماثلة في مراكز متخصصة}.تضيف: {زرت جمعية {سيزوبيل} مرات عدّة حيث صوّرت حالات مماثلة لشخصية دينا، فتمرّنت في المنزل على تصرفاتها، وصوّرت أدائي مراراً حتى قررت في النهاية الحركات التي يجب إبقاؤها في الدور. فوصلت شخصية {دينا} إلى مكان التصوير جاهزة، واقتصر تدخل المخرج على إلغاء حركات تمسّ بالعين أو تلك التي فيها بعض مبالغة فأدخل إليها تعديلات}.وعما إذا كانت الشخصيات الدرامية التي تؤديها تشارك تفاصيل حياتها اليومية تتابع: {من الطبيعي الفصل بين الشخصيات الدرامية والحياة اليومية، ونادراً ما تسكنني إحدى الشخصيات لفترة معينة، وإذا حدث ذلك سرعان ما تتركني تدريجاً}.استعداد ومراقبةالقاهرة – بهاء عمراستعداد الممثل للشخصية التي يجسدها عامل مهم لنجاحها ودرجة إتقانه لها، برأي محمود الجندي، موضحاً أنه يقرأ السيناريو أكثر من مرة، ويربط علاقة الشخصية التي يؤديها بشخصيات العمل الفني ككل، ثم تبدأ جلسات عمل مطولة بينه وبين المؤلف والمخرج، ليتعرف إلى وجهة نظرهما في الشخصية والشكل.يضيف أن جلسات العمل بينه وبين المخرج إبراهيم فخر لوضع لمسات وتفاصيل شخصية رشدي في مسلسل {ابن حلال} كانت الأطول في تاريخه الفني، نظراً إلى التفاصيل المركبة وبعض الصفات الإنسانية التي تحويها ويصعب أن تجتمع في شخصية واحدة، ما أضفى على الدور صعوبة بالغة ودقة لإظهار الطباع الإنسانية السيئة في هذه الشخصية، مشيراً إلى محاولاته مع المخرج لتثبيت {ضحكة} رشدي كي تظهر على الشاشة بطريقة تثير استياء المشاهد.طقوس خاصةللقاء الخميسي طقوس خاصة عند الاستعداد لأي دور تؤديه، سواء في السينما أو التلفزيون، تبدأها بقراءة سريعة للسيناريو، ثم قراءة ثانية متأنية للدور المطلوب منها تجسيده وتربطه بالعمل ككل، مع التركيز على أهم الشخصيات المتداخلة معها، تليها مرحلة رسم تخيلي للشكل الخارجي للشخصية، من ملابس وماكياج وأمور مرافقة لها. تضيف أنها تدرس تفاصيل الشخصية من الداخل وتستدعي من الذاكرة أشخاصاً لهم الطباع نفسها والتفاصيل المركبة، تتقمص ملامحهم من خلال الشخصية التي تؤديها، ليظهر في النهاية التكوين الحقيقي للشخصية في العمل الفني. تتذكر لقاء دور سميحة في مسلسل {الزوجة الرابعة}، ومدى حاجته إلى أداء تمثيلي أقرب إلى شخصية الفتاة المتكلفة في ماكياجها وملابسها وحتى طريقة كلامها، كي تظهر في عين زوجها (مصطفى شعبان) أجمل من زوجاته الآخريات.تعتبر أروى جودة أن الاستعداد للشخصية ودراسة جوانبها كافة وعلاقتها بباقي شخصيات العمل الفني، أحد عوامل تأثير الأداء على الفنان نفسه، خصوصاً لو كانت الشخصية بعيدة عن شخصية الفنان الحقيقية.تضيف أن دورها في فيلم {زي النهاردة} أحد أكثر الأدوار التي استعدت لها قبل بدء التصوير، إذ جسدت شخصية فتاة مدمنة، ما تطلب منها إنقاص وزنها بعض الشيء، لتظهر عليها علامات الإرهاق والتعب والشحوب المرافق لأعراض الإدمان، فضلاً عن أنها قصدت إحدى المصحات الخاصة لعلاج الإدمان، ورغبت في الإقامة المستديمة مع المدمنين، إلا أن الأطباء نصحوها بألا تفعل ذلك خوفاً على حياتها، نتيجة التغييرات التي يمرّ بها المدمن أثناء علاجه، واكتفت بمراقبتهم عن بعد وتسجيل انفعالاتهم، واستعانت بها لاحقاً أثناء تصوير الفيلم.طرق مختلفةيوضح أحمد عيد أن لكل فنان طريقة مختلفة في استعداده لتجسيد أي شخصية تعرض عليه، ولكل دور طبيعة مختلفة عن الدور الذي سبقه، بالتالي تختلف الاستعدادات لكل واحد.يضيف أن استعداده لدور رامي في فيلم {رامي الاعتصامي} مختلف عن استعداده لدوره في فيلم {أنا مش معاهم}، فالدور الأول لشاب من طبقة اجتماعية عالية همه لفت انتباه الفتاة التي يحبها ليقال في الجامعة إنه فاز بها. أما دوره في {أنا مش معاهم} فمختلف ويتمحور حول شاب ينضم إلى جماعات إسلامية، ظناً منه أنه يتقرب إلى حبيبته المتدينة، من هنا اختلف استعداده لكل من الدورين.
توابل - مزاج
كيف «يتعايش» الممثلون مع الشخصيات قبل تجسيدها؟
07-02-2015