هل تعاني آلاماً في الحلق منذ يومين ومن حمى تتخطى 38 درجة مئوية؟ أنت مصاب على الأرجح بالتهاب اللوزتين. وإذا صح ذلك، فهل هذا الالتهاب بكتيري أم فيروسي؟ بما أن الأعراض متشابهة، ومن الصعب التمييز بين نوعي الالتهاب هذين بالعين المجردة، برزت الحاجة إلى اختبار سريع يحدد ما إذا كان التهاب اللوزتين عقدياً (أو بكتيرياً)، علماً أن هذا النوع من الالتهاب هو الأقل شيوعاً والوحيد الذي يتطلب تناول مضادات حيوية. يلائم الاختبار البالغين والأولاد بدءاً من سن الثالثة. كان الاختبار، حتى وقت ليس ببعيد، محصوراً في عيادات الأطباء. ولكن صار متوافراً اليوم في الصيدليات ويمكنك الخضوع له ساعة تشاء. وقد جربته بنفسي.

Ad

قبل الاختبار

كان علي أولاً أن أجري محادثة قصيرة مع الصيدلي. فراح يسألني عن أعراضي: ما مدى حدة آلام الحلق؟ هل من كتل أو عقد بارزة؟ هل أعاني الحمى؟ هل أعاني صعوبة في البلع أو التكلم؟ وهكذا قرر ما إذا كان الاختبار ملائماً في حالتي أو لا. طلب مني، بعد ذلك، التوجه إلى الجهة الخلفية من الصيدلية حفاظاً على خصوصيتي كي لا أضطر إلى الخضوع لهذا الاختبار أمام كل مَن يدخل لشراء دواء من الصيدلية.

حضّر الصيدلي العدة المطلوبة لإجراء الاختبار. وبعدما غسل يديه، وضع على الطاولة قارورتي المادتين المتفاعلتين ومزج أمامي أربع قطرات من كل قارورة في أنبوب صغير. ومن ثم فتح ظرفاً يحتوي على شريط الاختبار، فضلاً عن عود رفيع في طرفه قطنة لأخذ مسحة من اللوزتين.

خلال الاختبار

يأخذ الصيدلي مسحة من أسفل الحلق. طمأنني أن العملية سريعة ولا تتطلب وقتاً أو مناورات معقدة. لكنه أعلمني أنني قد أعاني تلقائياً من شعور بالغثيان نتيجة أخذه المسحة. فتحتُ فمي جيداً ومددتُ لساني نحو الأسفل. ثم طلب مني الصيدلي أن أقول «آهههه»، فيما يمرر رأس العود المغطى بالقطن على مستوى اللوزتين والبلعوم وكل المناطق الملتهبة. لم تدم هذه العملية أكثر من ثلاث أو أربع ثوانٍ. لكنني شعرت بالقطنة تلامس اللوزتين وبحلقي يتقلص بعض الشيء.

بدأ بعد ذلك بتحليل الاختبار. بعدما انتهى من أخذ المسحة، وضع العود في الأنبوب الذي يحتوي على المادتين المتفاعلتين طوال دقيقة: فهذا الوقت ضروري لاستخلاص العوامل الممرضة الموجودة فيه. إثر ذلك، غمس الصيدلي شريط الاختبار بدوره في الأنبوب. واضطررنا إلى الانتظار خمس دقائق قبل أن نحصل على النتيجة النهائية. فإذا ظهر خطان ليلكيان على شريط الاختبار في الأنبوب، تكون النتيجة إيجابية، ما يعني أنني أعاني التهاب لوزتين ناجماً عن عدوى بكتيرية. أما إذا لم تظهر أي شرائط ليلكية، فقد يعني ذلك أن آلام حلقي تعود على الأرجح إلى عدوى فيروسية أو التهاب البلعوم أو التهاب القصبة الهوائية.

بعد الاختبار

قد ينصحك الصيدلي، بعد الخضوع للاختبار، بضرورة زيارة الطبيب أو يخبرك ألا داعي لذلك. كان اختباري إيجابياً. فملأ الصيدلي تقريراً بنتائج الاختبار الذي خضعت له، محدداً التاريخ والساعة واسمه... وأوصاني بأن أحمله وأتوجه إلى طبيب عام في أقرب وقت ممكن. ولكن لو تبين أن نتائج اختباري سلبية، كان يكفي أن أتناول بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: دواء لمنطقة الحلق والحنجرة فضلاً عن بعض الحبوب المرطبة والملطفة التي تخفف من أوجاع الحلق وتطهره. ويجب ألا ننسى بالتأكيد الباراسيتامول لتخفيض الحمى أو الإبوبروفين للحد من الالتهاب.

خلاصة القول، لم تستغرق زيارتي الصيدلية أكثر من خمس عشرة دقيقة. ولا شك في أنك ستجني فائدة كبرى من الخضوع لهذا الاختبار لأنه يساعدك في تحديد نوع مرضك، وما إذا كنت تحتاج إلى زيارة الطبيب أو يكفي أخذ بعض الأدوية التي يصفها لك الصيدلي ولا تحتاج إلى وصفة طبية.

الاختبار في بضع خطوات

- يضع الصيدلي أربع قطرات من كل من المادتين التفاعليتين في أنبوب.

- يأخذ مسحة من الحلق.

- يضع المسحة في الأنبوب مدة دقيقة.

- يضغط رأس العود على جانب الأنبوب قبل سحبه.

- يغمس شريط الاختبار في الأنبوب مدة خمس دقائق.

- إن ظهر خطان ليلكيان، تكون العدوى بكتيرية وعليك بالضرورة زيارة طبيب.

- إذا لم تظهر أي خطوط ليلكية، فالعدوى غير بكتيرية وتشفى بتناول بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيب.