تعتبر إقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم مفاجأة من العيار الثقيل لكل المصريين باختلاف انتماءاتهم، فمن كان يراه أفضل وزير داخلية يعتبر إقالته مفاجأة، كذلك من كان يراه أسوأ وزير داخلية... الإخوان يصفونها بالمفاجأة لأن العلاقة بين السيسي وإبراهيم أكبر من أن تسمح بإقالته، ومؤيدو السيسي يعتبرونها أيضا مفاجأة لأنهم لا يرون الوقت مناسبا لذلك، خصوصا مع قرب انعقاد المؤتمر الاقتصادي، لكن المفاجأة إلى الآن لم تكتمل تماما كأن تفاجأ بثعبان يتحرك نحوك بسرعة فتشعر بالذعر، ثم تكتشف أنه دمية بلاستيك يحركه صديق لك عن بعد، فتفقد المفاجأة وقعها وقيمتها، فهل ستكتمل مفاجأة الإقالة؟ وكيف؟بداية لا يعتبر تعيين محمد إبراهيم في منصب شرفي يشكل جديدا أو غريبا، فهذا تقليد مصري منذ أيام مبارك لم يشذ عنه أحد بما في ذلك المجلس العسكري والرئيس مرسي، فكل مسؤول تتم إقالته يُعين في منصب آخر ولا أحد يدري لماذا يحدث ذلك؟! ومن ثم فهذا التعيين لا يدخل ضمن المفاجأة ولا يزيد أو ينتقص منها، لكن اكتمال المفاجأة من خلال أمرين: الأول: هل ستتغير سياسة الوزارة؟ هذا هو السؤال المهم الذي يوضح الهدف من الإقالة، فهل الهدف تغيير سياسة الوزارة وعلاقتها بالمواطنين ومعاملتهم سواء داخل الأقسام أو في التظاهرات التي تخرج معارضة للنظام؟ وأيضا في تعاملها مع القنابل البدائية الصنع وكثرتها... هل ستتغير أم ستظل كما هي؟هل سينال الأمن الجنائي والاجتماعي نصيبا أكبر ودورا أكثر فاعلية؟ أم تظل الوزارة كلها مُسَخرة للأمن السياسي بجل ميزانيتها وعتادها ورجالها؟ هذا هو ما سيكشف حجم المفاجأة، وهل هي هناك أصلا أم لا؟ أم أن "أحمد زي الحاج أحمد" كما يقول المثل الشعبي المصري؟السؤال الثاني: هل ستتم محاسبة محمد إبراهيم على ما حدث طوال العامين الماضيين سلبا (أو إيجابا كما يقول البعض) أم سنتبع سياسة عفا الله عما سلف ولننظر إلى الأمام؟الإجابة عن هذين السؤالين هي فقط التي ستحدد اكتمال المفاجأة من عدمها، أما غير ذلك (استمرت سياسة الوزارة كما هي ولم تتم محاسبة إبراهيم) فيصبح الأمر مجرد استهلاك للوقت واستنزاف للطاقات وامتصاص لبعض الغضب الشعبي.وأخيراً فهل آن الأوان لنعرف قاتل شيماء الصباغ؟ والمسؤول عن مجزرة الدفاع الجوي؟ أم أن هذا الأمر يحتاج لمفاجأة أكبر من إقالة وزير الداخلية؟
مقالات
مفاجأة ... ولكن
13-03-2015