بدأ آلاف من الأكراد السوريين عبور الحدود إلى تركيا اليوم الجمعة هربا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يتقدمون إلى قراهم مما دفع الزعماء الأكراد إلى التحذير من مذبحة.

Ad

وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على قرى في شمال سوريا في اليومين الماضيين ويحاصرون بلدة عين العرب التي تسكنها أغلبية كردية على الحدود التركية. وتعرف البلدة باسم كوباني باللغة الكردية.

ويأتي تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية بينما تضع الولايات المتحدة خططا لتحرك عسكري في سوريا ضد الجماعة المتطرفة التي احتلت مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق وتسعى لإقامة خلافة إسلامية في قلب الشرق الأوسط.

وتستضيف تركيا بالفعل أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري وتخشى أن يتمكن مئات الألوف الآخرين الذين ينتظرون في الجبال على الجانب السوري من الحدود التي يصل طولها الى 900 كيلومتر من العبور مع تصاعد القتال.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرصد مجريات الحرب الأهلية السورية اليوم الجمعة إن مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على ثلاث قرى أخرى قرب كوباني ليرتفع عدد القرى التي سيطروا عليها إلى 24 قرية.

ودفع الهجوم على كوباني أحد الاحزاب المقاتلة الكردية إلى دعوة الشبان في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية للانضمام إلى القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية. كما جاء بعد أيام من تصريحات للجيش الأمريكي قال فيها إن الأمر يتطلب مساعدة من جانب الأكراد السوريين في مواجهة المقاتلين الإسلاميين.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه أصدر أمرا للسماح بدخول اللاجئين السوريين بعد تلقيه معلومات عن وصول أربعة آلاف سوري يطلبون اللجوء إلى تركيا. وكان داود أوغلو قال من قبل إن الأولوية هي لتقديم المساعدة إلى اللاجئين ولكن على الجانب السوري من الحدود.

وقال للصحفيين أثناء زيارة لأذربيجان "عندما يصل إخواننا من سوريا ومن أماكن أخرى إلى حدودنا هربا من الموت... فإننا نستقبلهم دون تمييز على أساس الدين أو الطائفة وسنستمر في استقبالهم."

وقال مسؤولون أتراك إن تركيا تحاول إقناع الولايات المتحدة بضرورة إقامة "منطقة عازلة" داخل سوريا لتكون ملاذا آمنا على الحدود من المرجح أن تتطلب منطقة لحظر الطيران تحرسها طائرات أجنبية يمكن تقديم المساعدات فيها للمدنيين النازحين.

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز "إقامة المنطقة العازلة على قدر كبير من الأهمية لكل من تركيا وللسوريين الذين أجبروا على النزوح" في إشارة إلى فكرة طرحها هذا الأسبوع الرئيس رجب طيب اردوغان.

وأضاف أن الاتصالات مع الولايات المتحدة مستمرة.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي إنه لن يتردد في توجيه ضربات إلى الدولة الإسلامية التي استخدمت سوريا قاعدة لتنفيذ مخططها لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقا لرؤيتها.

وتوجه الولايات المتحدة ضربات جوية للدولة الإسلامية في العراق. كما أجاز أوباما الشهر الماضي القيام بطلعات استطلاع فوق سوريا.

وشكل جنود أتراك مسلحون بالبنادق حاجزا على طول الحدود للحفاظ على الأمن لكنهم سمحوا لسكان قرية ديكميتاس التركية التي تبعد 20 كيلومترا عن بلدة كوباني بإلقاء زجاجات مياه وأكياس خبز عبر الحدود إلى حشد من الأكراد السوريين.

وبدأ الجنود في وقت لاحق في توجيه مئات من اللاجئين معظمهم من النساء والأطفال حاملين أمتعتهم للعبور إلى تركيا.

وكان بالإمكان سماع دوي المدافع الرشاشة والقصف من على بعد بضعة كيلومترات ونقلت امرأة إلى المستشفى بعد أن عبرت الحدود لاصابتها في انفجار لغم.

واستخدمت قوات الأمن التركية قنابل الغاز ومدافع المياه لتفريق مجموعة تضم حوالي 100 شخص عندما حاولوا العبور إلى سوريا اليوم الجمعة في احتجاج فيما يبدو على تشديد الأمن على الحدود.

وأبقت تركيا حدودها مع سوريا مفتوحة خلال الحرب الأهلية السورية للسماح للاجئين بالخروج وبدخول المساعدات الإنسانية لكنها عززت الأمن في الأشهر القليلة الماضية وسط انتقادات بأن تلك السياسة هي التي سمحت للإسلاميين الأجانب بالدخول وزادت أعداد مقاتلي الدولة الإسلامية.

وانخفض عدد الأكراد المتجمعين عند الحدود تدريجيا من حوالي ثلاثة آلاف الليلة الماضية غير أن المزيد بدأوا يتوافدون سيرا على الأقدام اليوم الجمعة.

وقال خليل وهو أربعيني يقف على الجانب التركي من الحدود "كان الطقس باردا خلال الليل لهذا عاد معظمهم إلى قراهم. وبدأوا يتوافدون إلى الحدود مجددا هذا الصباح."

وزادت الدول الغربية اتصالاتها مع الحزب الديمقراطي الكردي السوري منذ أن استولت الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق في يونيو حزيران الماضي.

وتقول وحدات حماية الشعب -وهي المجموعة المسلحة الكردية الرئيسية في سوريا- إنها تضم 50 ألف مقاتل وبالتالي يجب أن تكون حليفا طبيعيا في التحالف الذي تسعى الولايات المتحدة لحشده لقتال الدولة الاسلامية.

لكن علاقة السوريين الاكراد مع الغرب معقدة بسبب علاقتهم بحزب العمال الكردستاني المصنف كجماعة إرهابية في عدد من الدول الغربية جراء حملته العسكرية في تركيا للمطالبة بحقوق الأكراد.