شدد الروائي السوري عبدالرحمن حلاق على أن رواية طيور التاجي تركز على فكرة الاستبداد ضمن العمل الروائي وتداعيات انهيارها عبر أحداث واقعية.

Ad

جاء ذلك ضمن جلسة أدبية لمناقشة "طيور التاجي" للروائي إسماعيل فهد إسماعيل، في نادي القراءة التابع للمكتب الثقافي المصري بمنطقة الجابرية.

وقال حلاق إن اختيار هذا العنوان "المخاتل" للرواية، الذي اشار الى أربعة اسرى كويتيين، رمز لهم غلاف الرواية بأربعة طيور، يوحي بأن أبطال الرواية هم هؤلاء الاربعة، موضحا انه يرى أن شخصية أيمن الضابط العراقي هي الشخصية الرئيسية في الرواية.

وأشاد بتقنية السرد التي اختارها إسماعيل فهد إسماعيل، واصفا روايته بأنها لوحة جدارية تمتد على طول الفصل الاول منها، والفصل الثاني الذي اسماه الكاتب "الفصل الأخير" في سطر ونصف يكون بمنزلة عنوان لهذه اللوحة، مبينا ان الفصل الاول ينقسم الى اجزاء صغيرة لا يفصل بينها الا سطر من البياض، وشبهها بـ"لعبة البازل"، حيث وزعها الكاتب على صفحات الرواية كي يستمتع المتلقي بإعادة التركيب.

مسارات سردية

بدوره، أكد الروائي إبراهيم فرغلي أن الرواية تدور في ثلاثة مسارات سردية بدأت من المسار الواقعي، والمسار الثاني تعلق بالنص الذي يعود اليه الكاتب بتناول سيرة اربعة من الاسرى الكويتيين الذين وقعوا في الاسر في زمن الغزو الصدامي للكويت.

وزاد فرغلي ان المسار الثالث وقع على متن النص السردي، الذي تناول سيرة الأسرى، لكن خصه فيه الملازم أيمن الذي له علاقة بفتاة روسية، والدتها من اصول عراقية، وتتعاقب هذه المسارات السردية الثلاثة بالتتابع وبلا فواصل على امتداد نص الرواية الذي يمتد كتلة واحدة بلا فصول او عناوين أو فواصل.

وبين ان المسارات السردية مختلفة، لكنها تتلاقى باستمرار بسبب اختيار الكاتب شخصية بدر الذي كان دوره قاضيا كويتيا اسيرا، وهي شخصية حقيقية، مشيرا الى ان الشخصيات التي تضمنتها الرواية هي شخصيات الاسرى وعددهم أربعة، ومن إحدى هذه الشخصيات الكاتب نفسه.

وتابع ان الرواية تناولت عددا من المفارقات التي جسدت مفارقات الانظمة الحاكمة والدكتاتورية بشكل خاص، وكشفت تناقضات اللعبة السياسية، مضيفا انه رغم ان الشعوب تؤخذ بجرائر انظمتها فإنها ايضا ضحية النظام الحاكم لها، موضحا رصد النص ما تعرض له الشعب العراقي تحت حكم صدام من قتل وترهيب، وغيرهما من ممارسات شديدة القسوة مارسها النظام ضد شعبه.

واشار إلى ان الكاتب إسماعيل اعتمد أسلوبه اللغوي على التكثيف وإزالة حروف الجر وبعض ادوات التأكيد، وهذا ما جعل اللغة صعبة نسبيا على من يقرأ له لأول مرة، موضحا ان هذا الأسلوب هو الذي يجعل نص إسماعيل له سمة خاص مثل طريقة الممثلين في افلام يوسف شاهين بطريقته في الكلام.

رؤى نقدية

من جهته، أكد الكاتب محمد جواد انه بعد تفحصه الشخصيات الأربع في الرواية وجد ان الكاتب اسماعيل فهد إسماعيل استغرق في تفاصيل حياة هذه الشخصيات، وهذا يدل على انه قريب منها، وان الرواية ستبقى في التاريخ، وانها متوجة برؤى أدبية ونقدية خلاقة.