عبر مهرجان «رد الجميل»، كرمت الجالية المصرية الكويت والسعودية والأردن والإمارات والبحرين لدعمها مصر عقب ثورة 30 يونيو، وتأييدها لها في المحافل الدولية.

Ad

تمنى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله أن تستعيد الدول العربية مكانتها في الريادة وأن تظل مصر قلب الأمة العربية النابض كما هي فعليا، مؤكدا أن «المصريين في الكويت أهل دار، واللسان يعجز عن التعبير عن المشاعر التي يحملها كل أفراد الشعب الكويتي تجاه الأشقاء» في مصر.

جاء ذلك خلال مهرجان «رد الجميل» الذي أقيم مساء امس الأول برعاية الشيخ محمد العبدالله وسفير مصر لدى الكويت عبدالكريم سليمان في النادي العربي تكريما للكويت والسعودية والأردن والإمارات والبحرين لمبادرتها بدعم مصر عقب «ثورة 30 يونيو».

واجب وطني

واستهل المهرجان العبدالله بقوله «إذا كانت الجهة المنظمة للمهرجان أسمته مهرجان (رد الجميل)، فأقول إن ما قامت به وتقوم به دولة الكويت تجاه أشقائها بوجه عام وتجاه مصر الشقيقة على وجه الخصوص لهو أمر يحتمه واجبها القومي تجاه مصر».

وأضاف: «ما تفرضه العلاقة التي ضربت بجذورها أعماق التاريخ بين البلدين، إنما يجسد التواصل المستمر لمسيرة التعاون والتآخي بين الكويت ومصر الشقيقة، بل إن مثل هذه الاحتفالات والمهرجانات هو ما يجعل هذه المسيرة أشد رسوخا وأكثر ثباتا وأعمق جذورا، وقد جاءت فعاليات هذا المهرجان بالتزامن مع انتهاء اللجنة الكويتية - المصرية المشتركة من أعمالها يوم الأربعاء الماضي والتي توجت بالعديد من الاتفاقيات التي ستساهم في تفعيل وتعزيز أواصر التعاون البناء بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتعليمية وغيرها من أوجه التعاون الأخرى».

وقال: غني عن كل بيان أن ما تشهده العلاقات الكويتية - المصرية من ازدهار ونمو إنما يعكس الجهود الشخصية ويترجم الحرص المتبادل لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فبتوجيهاتهما الرشيدة والحكيمة سنقوم بتوطيد هذه العلاقات وتطويرها».

مواجهة الإرهاب

وأضاف: «هذا المهرجان بفكرته الرائدة هو صورة أخرى من صور التواصل غايتها توطيد الصداقة وغرس المحبة والتعاون والإخاء، فمصر تحتل مكانة خاصة بين أشقائها وترسيخ وتعزيز أوجه التعاون أمر هام وضروري، لاسيما دعم مصر في مواجهة الإرهاب وتحقيق مزيد من الاستقرار بها، فاستقرار مصر وأمنها استقرار للمنطقة العربية بأثرها».

وتوجه العبدالله في ختام كلمته للحضور ولسفير مصر والسفراء أعضاء السلك الدبلوماسي والشيخة فريحة الأحمد الجابر بخالص التقدير والمحبة، مؤكدا سعادته بالمهرجان، داعيا الله أن يتوج مصر بالأمن والأمان والاستقرار ويوفق قيادتها لخدمة شعبها لتظل دائما قلب العروبة النابض.

تأييد مصر

بدوره، قال السفير عبدالكريم سليمان: لم يترك لي الشيخ محمد العبدالله شيئا لأتحدث به، واليوم عنوان المهرجان هو (رد الجميل)، وأتفق تماما مع الشيخ محمد العبدالله بأنه ليس هناك جميل بين الأشقاء، فمصر تبادر بالمساعدة أو تأخذ المساعدة فكلنا أشقاء»، مضيفا: «إذا كانت الكويت والدول المكرمة بادرت بالتأييد والدعم بعد 30 يونيو وهو ما اعتبره الشيخ محمد العبدالله واجبا، فأنا أقول إن من أدى الواجب استحق الشكر، فشكرا للجميع».

وتابع: يتساءل البعض لماذا خمس دول مكرمة في هذا المهرجان فقط، في حين أن الدول العربية جميعها أيدت مصر؟ لذا اقول ان هذه الدول الخمس، الكويت والسعودية والأردن والإمارات والبحرين، كان لها السبق في تأييد مصر في الفترة التي تولى الرئيس عدلي منصور رئاسة الجمهورية».

وأشار إلى أن «تلك الفترة شهدت حربا شعواء ضد مصر إلا أن الدول الخمس كان لها وقفة جادة وكان هناك دعم سياسي من تلك الدول، وتنسيق تام بين مصر وهذه الدول في المحافل الدولية لمؤازرة مصر على خط واحد».

مذكرة تفاهم

وأضاف: «كان هناك تطابق تام في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفي مختلف أوجه العلاقات الثنائية الأمر الذي أسفر عن توقيع 11 مذكرة تفاهم في سابقة لم تحدث من قبل، فشكرا للجميع على هذا الدعم».

وقدم السفير المصري الشكر إلى العرب جميعا على وقفتهم مع مصر، مؤكدا أن «الخطر من حولنا خطر واحد، والمصير واحد والهدف واحد، وكلنا في مركب واحد، ولابد من التضامن».

وأضاف: «في هذه الاحتفالية أشكر مبادرة (بأيادينا نعمر أراضينا) على هذه اللافتة الجميلة لإظهار مدى التضامن العربي القائم، أقول انها أمسية في ظل التضامن العربي، وهي روح جميلة وبادرة طيبة، نتمنى أن نبني عليها من المبادرات من قبل أبناء مصر الكرام المقيمين على أرض دولة الكويت الشقيقة والحبيبة».

وقدم سليمان الشكر إلى الكويت لإقامة هذا المهرجان على أرضها، وشكرا لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على كل التعاون مع شقيقه وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس مصر، وأشكر بصفة خاصة الشيخة فريحة الأحمد، لرعايتها لكل المناسبات المصرية، وحرصها الدائم على حضور جميع المناسبات المصرية.

وأضاف: الشكر موصول إلى وزارة الخارجية وعلى رأسها الشيخ صباح الخالد، ووزارة الداخلية وعلى رأسها الشيخ محمد الخالد، وراعي الحفل الشيخ محمد العبدالله، ووزير الإعلام الشيخ سلمان الصباح الذي وقف من أجل إنجاح هذا الحفل، وكذلك النادي العربي لإقامة هذا الحفل على أرض النادي، وللسفراء الحضور وأدعوهم إلى الاستمتاع بأمسية رائعة في حب مصر وفي حب العرب وفي حب الأمة العربية جمعاء.

أمير الإنسانية

من ناحيته، قال راعي الكنيسة المصرية في الكويت الأنبا بيجول «بعد حديث الشيخ محمد والسفير المصري أقول إن الإخوان العرب وقفوا مع مصر وقفة رجل واحد، وعلى قلب واحد ودعموا مصر وهذا ليس بجديد على العربي المعروف عنه أنه إنسان كريم وكرم الكويت معروف منذ زمن».

وأضاف: «عندما تخرج علينا الصحف بأخبار عن كوارث في بلد ما نجد الكويت مبادرة الى إعانة المنكوبين في أي مكان وعلى رأس المبادرين سمو الشيخ المفدى الشيخ صباح الأحمد، ولم يكن من الجديد أن تمنح الأمم المتحدة سموه لقب أمير الإنسانية، وقلنا هذا من زمن بعيد ان سمو الأمير يستحق هذا التكريم، والكويت تستحق أن تكون مركزا عالميا للإنسانية»، لافتا إلى أن «العرب اتحدوا في أمور كثيرة، ومن هنا سقطت النظرية الاستعمارية التي تقول فرق تسد، فلن يستطيع أحد أن يفرق بيننا لأن المحبة جمعتنا كلنا».

واختتم بقوله: «أما عن عرفان مصر، فلابد أن ترد مصر الجميل وما هذا الحفل وهذا المجهود من هذه النخبة من إخواننا المصريين إلا إظهار للحب والعرفان، واليوم أتينا لنقول نحن حافظون لجميلكم وحافظون لكرمكم ومحبتكم، وبهذا الشكل نظهر أمام العالم بفكر واحد وجسد واحد وقلب واحد، فشكرا لمن له يد بيضاء في هذا الحفل لكي يخرج بصورة عرفان من مصر، وكرم وحب من العرب».

السفراء المكرمون: ما حدث في مصر عقب 30 يونيو أنقذ الأمة العربية

أكد القائم بالأعمال السعودي بالكويت ناصر الجعيد في تصريح له على هامش المهرجان أن اختيار الأشقاء في مصر تعبير (رد الجميل) للإخوة العرب يجعلني أقول لهم ان هذا ليس جميلا وإنما هو واجب عربي إسلامي تقوم به السعودية تجاه أشقائها، مشيرا إلى كلمات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي قال فيها: «نحن مع الشعب المصري فيما يختاره، ونحن معه جنبا إلى جنب ضد الإرهاب».

وشدد على ان «الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي الذي تقوم به المملكة ما هو إلا جزء من رسالتها العربية الإسلامية، ونتمنى عودة مصر الى سابق عهدها، وأن تستكمل عافيتها وترجع إلى موقعها الريادي في الأمة العربية».

ومن جانبه، قال السفير الإماراتي بالكويت رحمه الزعابي: «مصر هي الشقيقة الكبرى لدولة الإمارات، نحترمها ونقدرها وتحترمنا وتقدرنا، ونرجو من الله أن يوفقها وترجع إلى مكانة أفضل بإذن الله، ويعم الأمن والأمان فيها، وتبقى سندا للدول العربية جميعا»، مضيفا أن الدعم الإماراتي لمصر دليل على عمق العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن دولة الإمارات لم تقصر في دعمها لمصر بكل ما تستطيع، وأنها تدعمها في مواجهة الإرهاب لما يشكله من خطر على كل دول العالم.

وفى السياق، قال السفير الفلسطيني بالكويت رامى طهبوب إن أي بلد عربي يجب أن يحتفل بما يحدث في مصر الآن، مؤكدا أن «ما حدث عقب ثورة 30 يونيو لم ينقذ مصر وحدها وإنما أنقذ الأمة العربية والدول العربية كلها».

وأضاف أن «أمان مصر واستقرارها أمان واستقرار لكل الدول العربية، ومصر دائما لها دورها في دعم الأشقاء العرب وخاصة القضية الفلسطينية التي وجدت كل الاهتمام والدعم من الشقيقة الكبرى مصر في كل المناسبات وعلى مدى مراحل الصراع العربي - الإسرائيلي، ودائما ما نتطلع من مصر إلى دور مميز في دعم القضايا العربية».