بعد يوم دموي شهد مقتل العشرات من المعسكرين، صعّد تحركهم في العاصمة اليمنية صنعاء أمس وقاموا بقصف مبنى التلفزيون الحكومي، في تحرك ينذر بدخول البلاد فعلياً في اتون الحرب الأهلية الشاملة.

Ad

قال مسؤولون محليون إن مسلحين من الحوثيين قصفوا مبنى التلفزيون الحكومي في العاصمة اليمنية صنعاء الجمعة (أمس)، وان مئات السكان يفرون من العاصمة خشية تصاعد أعمال العنف بعد أسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات.

وشق الحوثيون الشيعة طريقهم إلى داخل صنعاء بعد أن اشتبكوا مع الجيش على المشارف الشمالية الشرقية للمدينة أمس الأول، وقال سكان في حي شملان بشمال غرب صنعاء، إن المسلحين يتقدمون صوب شارع الثلاثين، وهو طريق رئيسي يؤدي إلى الطرف الغربي من المدينة.

وقال مصدر عسكري إن نحو 70 من مسلحي الحوثيين لقوا حتفهم في القتال خلال الليل، بينما أكد مقيمون أن عشرات الجثث ملقاة في الشمال والشمال الغربي من العاصمة، حيث دارت الاشتباكات. وقال سكان إن القتال يقترب من المسكن الخاص للرئيس عبدربه منصور هادي على الطرف الشمالي من شارع الستين، وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة ويبدأ عند المطار في الشمال ويمتد على طول الطريق إلى القصر الرئاسي إلى الجنوب.

وأضافوا أن مسلحين من الحوثيين استولوا على بعض نقاط الجيش ونقاط التفتيش الأمنية في شارع الستين وحي شملان دون أي مقاومة تذكر من جنود الحكومة، وأضحوا أن الحوثيين يقومون بدوريات في الشوارع ولا توجد قوات للحكومة في أي مكان قريب.

وأطلق الحوثيون صواريخ على مبنى قناة اليمن التلفزيونية في صنعاء، وقالت القناة المملوكة للدولة إن القصف استمر حتى صباح أمس. والحوثيون يواصلون قصف المبنى بمختلف أنواع الأسلحة.

وفر مئات السكان من العاصمة ومشارفها حيث يدور القتال واتجهوا صوب الجنوب. وقال أحد المقيمين لـ»رويترز»: «سقطت القذائف على المنزل المجاور لذلك أخذت زوجتي وأطفالي وذهبنا صوب جنوبي العاصمة. تركنا كل شيء وراءنا».

وكانت محطات البنزين في صنعاء مكتظة وتصارع السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود.

وفي الأسابيع القليلة الماضية سد المحتجون الحوثيون الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء ونظموا اعتصامات عند وزارات، مطالبين بإقالة الحكومة وإعادة الدعم الذي خفضته الدولة في يوليو في إطار إصلاحات اقتصادية.

ومع تصاعد التوتر، وافق الحوثيون أمس على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الإصلاح السني في صنعاء، وفق ما أعلن مفاوضون يشاركون في وساطة يقودها ممثل للأمم المتحدة. وصرح أحد المفاوضين للصحافيين الموجودين في صعدة شمال اليمن، بأن «زعيم التمرد عبدالملك الحوثي عين اثنين من معاونيه لتوقيع الاتفاق في صنعاء في الساعات التالية أو غداً (اليوم)».

(صنعاء - رويترز، أ ف ب)