اتخذت القمة الخليجية التشاورية، التي عُقِدت في الرياض أمس، مواقف مهمة وحازمة، سواء لجهة اللقاء المرتقب مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أو لجهة المواضيع الإقليمية، وخصوصاً الوضع في سورية.

ودعا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في كلمته، القادة الخليجيين إلى استثمار لقائهم في صياغة ورقة خليجية موحدة تُطرَح خلال اجتماعهم مع الرئيس الأميركي في كامب ديفيد الأسبوع المقبل.

Ad

وقال سموه، في الجلسة الافتتاحية التي شارك فيها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: «يجب أن نحدد في الورقة المخاطر ونجسد التحديات، وتكون فيها الصراحة عنواناً، والمصارحة محتوى وبياناً، لنضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي نتشاور فيها مع حليفنا الاستراتيجي».

وعن إيران وملفها النووي، أكد أن «قلقنا مشروع ومخاوفنا مبررة من تداعيات البرنامج النووي الإيراني، ونرجو أن يبدد الاتفاق النهائي ما يعترينا من مخاوف وقلق، وأن نرى سلوكاً وتصرفاً إيرانياً في المنطقة يعكسان روح هذا الاتفاق».

إلى ذلك، حضت القمة، في بيانها الختامي، «جميع اليمنيين» على قبول دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي لبدء حوار في الرياض ينهي الأزمة الراهنة، داعية إلى «تأسيس علاقات طبيعة مع إيران، على أساس حسن الجوار».

واتفق القادة على تنظيم مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض، يكون هدفه «رسم ملامح مرحلة ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد»، مع التمسك بـ«حل سياسي يحقق رغبات الشعب».

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز شدد، في كلمته الافتتاحية، على «عدم وجود أي دور لنظام الأسد في مستقبل سورية»، كما أعلن أن «عملية عاصفة الحزم في اليمن حققت أهدافها»، كاشفاً عن «تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية» في الرياض.

من ناحيته، وبينما أكد الرئيس الفرنسي أن بلاده تريد أن تكون «حليفاً قوياً وموثوقاً لدول الخليج»، لافتاً إلى «رفع مستوى التعاون الدفاعي» بين الطرفين، أبدى استعداده لحماية دول الخليج ولو تطلّب ذلك تدخلاً عسكرياً، مطالباً بأن يبقى حظر السلاح مفروضاً على إيران.

الأمير: التحديات القائمة تتطلب جهداً جماعياً لتحصين دولنا

«قمة الرياض التشاورية» تُرسي شراكة فرنسية ــ خليجية