مع دخولها اليوم الثاني، تصاعدت مخاوف انهيار الهدنة الإنسانية في اليمن بسبب تزايد خروقات ميليشيات جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التي توزعت بين عمليات قصف وإطلاق نار ومحاولات تسلل وزحف عسكري.

وفي ظل تمسك التحالف العربي بقيادة السعودية بضبط النفس أمام الخروقات المتتالية، شهدت أغلب المدن اليمنية هدوءاً حذراً، في وقت استغلت ميليشيات الحوثي وصالح الهدنة لتحريك ألوية من صنعاء إلى مأرب، ومن محافظة ذمار إلى الضالع، ومن محافظة إب إلى تعز، وفق سياسيين يمنيين.

Ad

وفي تعز، أعلن المجلس العسكري للمقاومة الشعبية أن ميليشيات الحوثي وصالح خرقت الهدنة منذ ساعاتها الأولى بشن أعنف قصف مدفعي في عدة أحياء في المحافظة، مطالباً قيادة التحالف والأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ موقف حاسم لوقف اعتداءات المتمردين على المدنيين.

وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، قصف الحوثيون اثنتين من مناطقها بالمدفعية والكاتيوشا إضافة الى محاولتهم التقدم باتجاه منطقتين أخريين، أما في تعز فقد قصفوا «المدينة الصينية ومنازل المواطنين بالمدفعية والدبابات وقتل عدد كبير من الأطفال والنساء».

تأليب القبائل

وفي الحديدة، تعمدت ميليشيات الحوثي وصالح قصف سوق القات الجديد بالمحافظة بهدف تأليب القبائل ضد التحالف، بحسب ما أفاد مشايخ القبائل والمقاومة الشعبية التي نفت مسؤولية التحالف عن قصف السوق المركزية في الحديدة.

وبينما سيطرت المقاومة الشعبية في مأرب على موقع عسكري وأسرت 8 حوثيين، تمكن الموالون للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي من قتل 12 حوثياً حاولوا التسلل إلى مواقعهم في الضالع.

ودفعت انتهاكات الهدنة قيادة التحالف إلى إصدار بيان رصد الخروقات داخل اليمن وفي المناطق الحدودية، معددة 12 عملاً عسكرياً منها عملية «زحف على مديرية عسيلان» في شبوة.

وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري أن التحالف لم ينفذ أي عمل عسكري منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، مشيراً إلى أن التحالف ملتزم بضبط النفس لاستكمال الهدف الإنساني من الهدنة.

إيران تتراجع

وهدد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، محملاً إياها المسؤولية الكاملة في حال دخول سفنها المياه الإقليمية، مؤكداً أن السفينة يجب أن تخضع للتفتيش.  

ولا تزال هناك حالة ترقب لوصول السفينة الإيرانية إلى اليمن وكيفية تعاطي البحرية الأميركية أو البحرية التابعة للتحالف معها. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم أن بلادها ترسل المساعدات الإنسانية إلى اليمن بتنسيق كامل مع مؤسسات الإغاثة والإمداد التابعة للأمم المتحدة، لكنها شددت على أن «إيران لن تسمح بتفيش سفنها المتوجهة إلى اليمن».

وكان مساعد رئيس الأركان للقوات المسلحة مسعود جزائري هدد بأن قواته ستقوم بإشعال الخليج في حال تعرضت القوات السعودية والأميركية للسفينة التي أطلق عليها اسم «النجاة».

ولاحقاً، أزال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان غموض الموقف، موضحاً أن تم التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية في الأمم المتحدة لإرساء السفينة التي غادرت ميناء بندر عباس جنوب إيران مساء الاثنين، على أن «يجري تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطبية جواً من قبل الهلال الأحمر الإيراني عبر سلطنة عمان وجيبوتي».

مواجهة بحرية

وفي تطور مفاجئ، أطلقت خمسة زوارق إيرانية نيرانها تجاه سفينة ترفع علم سنغافورة في الخليج أمس، بحسب مسؤول أميركي، أوضح لشبكة «سي.إن.إن»، أن سفينة الشحن فرت صوب سواحل الإمارات، مؤكداً أن قوة بحرية من خفر السواحل الإماراتية تصدت للزوارق الإيرانية وأبعدتها عن المنطقة.

وفي وقت سابق، أكد رئيس المنظمة الإيرانية للصيد البحري حسن صالحي أمس استيلاء متمردي حركة «الشباب» الصومالية على مركب صيد إيراني تعرض لعطل ميكانيكي قبالة سواحل الصومال، مشيراً إلى أنهم خطفوا طاقمه المؤلف من 14 شخصاً بدون توضيح زمان ومكان عملية الخطف، لكن مواقع إيرانية أوضحت أن العملية تمت أمس الأول في ميناء الدهير في منطقة قلقدود بشمال مقديشو.

الأمم المتحدة والجامعة

وحذرت بعثة اليمن في الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن أنه «إذا لم تسمح إيران بتفتيش السفينة، فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية».

في غضون ذلك، أعلنت الجامعة العربية أمس، أن اجتماع وزراء الصحة العرب المقرر في جنيف يومي 17 و 18 مايو الجاري سيبحث الأوضاع الإنسانية في اليمن وتقديم جميع أشكال الدعم الانساني العاجل لوزارة الصحة اليمنية.

(الرياض، صنعاء، طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ)