تشبث طرفا الصراع في اليمن بمواقفهما، ورفضا تقديم أي تنازلات في اليوم الثالث من مؤتمر جنيف للسلام، الأمر الذي بدد التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية مع حلول شهر رمضان. وبينما رجحت مصادر مد أجل المؤتمر، وسع طيران التحالف غاراته لتشمل محافظة المحويت شرق اليمن لأول مرة.

Ad

بددت خلافات الأطراف اليمنية، المشاركة في مؤتمر جنيف للسلام، فرص التوصل إلى هدنة إنسانية تضع حدا للحرب الأهلية في اليمن بحلول شهر رمضان، الذي توافق غرته اليوم في الكثير من بلدان العالم الإسلامي، في حين أشارت مصادر دبلوماسية إلى إمكانية تمديد المفاوضات إلى السبت المقبل.

ودخلت محادثات السلام، التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن اليمن، يومها الثالث في جنيف أمس، وبدأ المبعوث الخاص للمنظمة الدولية في اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، دبلوماسية التنقل بين الطرفين لمد الجسور، لكن الطرفين يرفضان حتى الآن الجلوس إلى مائدة واحدة، وعبرا عن مواقف متضاربة.

وبينما يتمسك وفد الحكومة المعترف بها دوليا بتنفيذ الميليشيات المتمردة لقرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن من أجل التوصل إلى هدنة، ترفض الحركة ويصر وفدها على زيادة عدد ممثليه الذين يحق لهم المشاركة في مباحثات جنيف، رافضا العدد المحدد من قبل الأمم المتحدة لطرفي النزاع وهو 7 ممثلين و3 مستشارين لكل منهما.

ويطرح الوفد الحكومي أجندة يقول إنه لن يتنازل عن تطبيقها، منها: الالتزام بتطبيق القرار 2216، والإفراج عن ستة آلاف سجين محتجزين لدى الحوثيين من بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي، فضلا عن مطالبة المتمردين بالانسحاب من عدن وتعز كمرحلة أولى في تطبيق القرار الأممي.

في المقابل، أکد رئیس وفد جماعة «أنصار الله»، سید الحوثي، علی التزام الوفد بمواقفه والخلافات الموجودة مع الأمم المتحدة، قائلا إن «هناك خلافات بشأن عدد أعضاء الوفد الذین یمثلون الشعب الیمنی. نحن نعتقد أن جمیع أعضاء الوفد لابد أن یشارکوا في المباحثات. ولن نجري أي مباحثات إلی ان نتسلم رد الأمم المتحدة».

وتوقع الحوثي قبول الأمم المتحدة لمطالب الحركة، وطالبها بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني ووقف ما اسماه «العدوان السعودي».

الحوثي والجبير

وفي السياق، اتهم زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة أمس الأول الحكومة اليمنية بأنها تحاول «فرض أجندتها» على الأمم المتحدة والمحادثات في جنيف، قائلا إنه لا شيء يمنع إيجاد حل سياسي في البلاد، فالحل متاح، لكن «السعوديين هم من يفسدونه بعدوانهم».

في المقابل، ألقى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، باللوم على الحوثيين في عدم إحراز تقدم.

ونقلت وكالة (كونا) عن الجبير قوله في اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي عقد في السعودية، إن «الحوثيين وحلفاءهم هم من يلجأون إلى استخدام العنف... فوقف إطلاق النار بيدهم والهدنة بيدهم».

ضربات جوية

في موازاة ذلك، قصفت طائرات تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية أهدافا في أنحاء اليمن أمس، امتدت إلى محافظة في غرب البلاد لأول مرة.

وقصفت الضربات الجوية قواعد للجيش في العاصمة صنعاء وأهدافا للمقاتلين الحوثيين في صحراء وسط البلاد، ومحافظة المحويت الجبلية وهي واحدة من آخر محافظات اليمن التي لم تقصف منذ بدء حملة القصف الجوية في مارس الماضي.

 تعز

في هذه الأثناء، أفادت مصادر محلية يمنية بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين أمس في قصف بقذائف الهاون شنه مسلحون من الجماعة الحوثية على أحياء سكنية في مدينة تعز وسط البلاد.

بحاح في القاهرة

من جهة أخرى، وصل إلى القاهرة أمس نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح، قادما من الرياض على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام يستقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث التطورات الأخيرة في اليمن.

وأشارت مصادر إلى أن الوفد المرافق لبحاح سيبحث التيسير على دخول اليمنيين لمصر بعد فرض تأشيرات دخول عليهم منذ بدء عاصفة الحزم.

مقتل أطفال

على الصعيد الإنساني، أفادت بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بأن 279 طفلا لقوا حتفهم خلال الأسابيع العشرة الماضية جراء الحرب الأهلية في اليمن.

الحميقاني... ممول مفترض لـ «القاعدة»

يشارك رئيس حزب "الرشاد" السلفي، عبدالوهاب الحميقاني، وهو مدرج على لائحة الخزانة الأميركية السوداء للجهات التي يشتبه في تمويلها تنظيم القاعدة، في وفد الحكومة اليمنية الشرعية إلى مفاوضات جنيف.

ويقاتل أنصار هذا الحزب ميدانيا في اليمن متمردي انصار الله الحوثيين ومن يحالفهم.

وأدرج اسم الحميقاني في ديسمبر 2013 على اللائحة السوداء للحكومة الاميركية التي تتهمه بتمويل تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". ويتحدر هذا الاسلامي المتشدد من محافظة البيضاء في وسط اليمن، حيث نفوذ تنظيم القاعدة، وكان نفى دعمه للتنظيم عند اعلان ادراج اسمه على اللائحة الاميركية.

وصرح وقتذاك لـ"فرانس برس" قائلا: "أنفي هذه الاتهامات، وأنا مستعد للمثول امام القضاء اليمني لدحضها".

وأفادت مصادر يمنية بأنه أوقف عدة اشهر قبل تشكيل حزبه في 2012، للاشتباه في صلات له مع "القاعدة".

(جنيف، الرياض، صنعاء، القاهرة ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، العربية.نت)