خرجت الخلافات بين قادة جماعة «الإخوان المسلمين» وشبابها إلى العلن بسبب الفشل في حشد الأنصار للمشاركة في «الثورة الإسلامية» التي دعت لها أمس، ومرّت «جمعة الهوية» بلا فعاليات كبيرة في ظل سيطرة قوات الأمن المصرية على الشوارع باستثناء تظاهرات محدودة رفع المشاركون فيها أعلام تنظيم «داعش»، رافقتها عمليات عنف أسقطت قتلى في القاهرة والإسكندرية.

Ad

وساد الارتباك صفوف «الإخوان» إثر صدور بيان عن قادة الجماعة يتراجع عن الدعوة إلى «رفع المصاحف وإشعال الثورة الإسلامية»، منادياً بـ «توحيد الصف الثوري»، وهو ما ردّ عليه شباب الجماعة ببيان مضاد تبناه يحيى حامد الوزير السابق أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي أكد التمسك بالمشاركة في «انتفاضة الشباب المسلم»، وانتقد صراحة موقف القادة.

ووصف شباب «الإخوان» البيان الذي أصدرته الجماعة بأنه «لا يلبي طموحنا، ولا يتماشى مع القيم التي نؤمن بها».

وعلى عكس المخاوف الواسعة التي سادت الشارع المصري مّر يوم أمس هادئاً في معظم المدن، وخلت الميادين من أية تظاهرات وسط سيطرة تامة لقوات الأمن المعززة بمروحيات عسكرية، بينما لم يزد عدد المشاركين في معظم المسيرات التي دعت لها «الإخوان» على عدة عشرات. وكانت أقوى التظاهرات في منطقة المطرية شرق القاهرة حيث احتشد نحو 500 شخص رافعين أعلام تنظيم «داعش» وصور محمد مرسي إلا أن الشرطة نجحت في تفريقهم بسرعة بعد صدام لم يستغرق أكثر من دقائق معدودة وأسفر عن سقوط قتيلين و14 مصاباً.

وفي الإسكندرية، اشتعلت الأوضاع فجأة بعد صلاة الجمعة بثلاث  ساعات إثر إطلاق الرصاص على دورية عسكرية ما أسفر عن مصرع ضابط وإصابة جنديين، لتبدأ بعدها عملية مطاردة للجناة الذين اختبأوا أعلى إحدى البنايات.

وجاءت التطورات الهادئة بعد بداية ساخنة لليوم حيث تعرض ضباط وجنود لإطلاق نار في شارع جسر السويس قرب حي المطرية ما أدى إلى مقتل ضابط، كما وقع حادث مشابه في منطقة أبوزعبل شمال العاصمة أدى أيضاً إلى سقوط قتيل من رجال الجيش.

وفككت الشرطة عشرات القنابل في مناطق مختلفة كانت تستهدف خطوط سكك حديدية ووسائل مواصلات ومناطق ازدحام سكاني.

وجاءت خسارة «الإخوان» والجماعات المتحالفة معها لأول اختبار جدي لقدرتها على الحشد قبل يوم واحد من صدور الحكم المرتقب على الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي يحاكم بتهم فساد مالي وسياسي وقتل المتظاهرين أثناء ثورة يناير.

وتتجه أنظار المصريين اليوم صوب أكاديمية الشرطة حيث تعقد هيئة محكمة الجنايات آخر جلساتها لإصدار الحكم في القضية المعروفة باسم «محاكمة القرن».